الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم يستوصوا بنا خيرًا


عيد ... فبدلا من أن يكون عيدا سعيدا، أصبح عيدا حزينا .. عيدا باللون الأسود ، عيدا برائحة الدم .. عيدا بنكهة الإرهاب .

فجأة استيقظت من نومى لأجد معظم أصدقائى خارج مصر يبعثون لى تعازيهم وشدة حزنهم ، وقلت سأجد انفجار أحد الأكمنة وهو مشهد شبه أسبوعى وربما شهرى فأصبح من المعتاد ، ولكن دخلت الفيس بوك وفجأة وكأننى فتحت باب العائلة المصرية الواحدة ، لأجد سوادا ونحيبا واللون الأحمر يصبغ الصور ، فاستوعبت، لقد أصبح العيد السعيد ، عيدا حزينا ، عيدا قاتمًا .

وجدت نفسى وكأنى كمسلمة متهمة وأبرر إسلامى ولجأت للأحاديث وللآيات التى تحرم قتل النفس وتبين حرمة الدين ... حتى وجدت صديقًا لى ينشر بوست لصديقه المسيحى الذى افتتحه بعبارات هزتنى وجعلت القشعريرة تمر بجسدى قال : لم يستوصوا بنا خيرا يا رسول الله.. شعور غريب هزنى وكأن السماء تُرج من عظمة وثقل الجملة!!.

هل يشكونا أخونا المسيحى إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام !! يا الله.
هل أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعله هؤلاء الجهلة المغيبون !!
وماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم !!
وما وقع السماء وهى ترتفع إليها أرواح الشهداء ؟!
وهل قدموا شكواهم إلى الله مستغيثين بقدرته وبعظمته من فجور من ينتمون لنا ؟!
ومن المقصود من هذا الفعل المشين ؟
هل هم إخواننا المسيحيون ؟ أم عدم الاستقرار ؟ أم ضرب الاقتصاد ؟ أم فتنة طائفية ؟
متى سيعود العالم للسلام حتى وإن كان كاذبا ؟
متى ستنتهى الصراعات ؟
متى ستنتهى قسوة القلب ؟
متى سيعرف البنى آدم أنه كُرم بإنسانيته ؟

ومع كل هذه التساؤلات أجد فيديو منشورا لشيخ الفتن والدسائس وجدى غنيم كفانا الله شره وشر لسانه إلى يوم الدين يوجه فيه شماتته كالعادة فى موت إخواننا المسيحيين .. وكالعادة أشمئز من صوته وأكلم نفسى وأوجه الكلام له ، حسبنا الله ونعم الوكيل يا شيخ الفتن ألم تسمع أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وأنت تؤذينا مع كل فيديو ....

وعدت لافترائه على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قاله فى هذا الفيديو اللعين الذى فسر الآيات على حسب هواه ، فجعل من ديننا قسوة وعنفا واستباحة دم ، وتذكرت فتح مكة عندما وجه رسولنا الكريم برحمته إلى كفار مكة قائلا فيما معناه "من دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه داره فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ، وعندما سأله الصحابة رضى الله عنهم ، ماذا ستفعل بهم قال حبيبنا الكريم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، واستدل أهل العلم على أن المقصود بها هو العفو ، إذا العفو عند المقدرة حتى وإن كان مع عدوك ، وهؤلاء كفار وعفا عنهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ، وهم من أخرجوه من مكة ، وهم من أساءوا وظلموا وتجبروا ، فما بالكم بأهل الكتاب الذين أوصانا بهم خيرًا ، والذين كان يذكرنا بنسبه منهم ، هل يوم عيدهم يتحول إلى يوم دموعهم وحزنهم وقهرهم !!.. لا والله إن ديننا بريء من هذه الأفعال. 

وأذكركم أن فى كل دين أُنزل من السماء ، اليهودية والمسيحية والإسلام به من رحمة الله وحبه وسلامه ما يجمع فرقتنا ، ونقف متحدين أمام كل متشدد ، وأمام كل عنصرى يشوه دين الله ، اللهم إنا نجعلك فى نحورهم ونعوذ بك من شرورهم .. اللهم ارحم كل شهدائنا وصبر قلوب ذويهم.

وأوجه دعوة مفتوحة يوم العيد سنخرج ونعيد مع إخواننا المسيحيين ، ونتصور وسننشر صور وحدتنا ومحبتنا ، كما ينتظرون رمضان ليشاركونا بالزينة وبالابتسامة وبمشاركتنا الصيام ولو من باب احترامهم لنا .

وقد حان ختام مقالى واحتفظت ، بالمعايدة التى تخرج من الأعماق .. إن أرادوا فُرقتنا فما زادنا هذا الإرهاب إلا تمسُكًا ومحبة ، كل عام ونحن إخوة ، كل عام ونحن قلب هذا الوطن ونبضه ، كل عام ونحن أحبة فى الله وفى الوطن .

كل عام وأنتم بألف خير يا أقباط مصر .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط