الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فكرة .. بداية للنهوض بصحة الفقراء


رغم ما يتعرض له أبناء بلادى من مشاكل خطيرة تتمثل فى الثالوث القاتل ، الذى يمثل أضلاعه الفقر ، والجهل، والمرض ، تظهر جهود طيبة من جانب شباب بالجامعات أصر على أن يبث الأمل فى نفوس أبناء بلادى مصر، الذين يعانون مخاطر الثالوث القاتل خاصة فى الأماكن الريفية ، وذلك بدعم من أساتذتهم ، فقد آمنوا جميعا بوحدة الهدف وضرورة مساعدة الفقراء على التغلب على الأمراض.

الأمل فى "فكرة" يبعث بها فريق فى كلية الطب جامعة عين شمس وتلخصه الطبيبة "ياسمين" مسئول العلاقات العامة لأسرة "فكرة" وقد قدمت لى بعضا من دوافع الفكرة وعوامل الأمل الذى تحمله وقالت " نظرا للفقر الشديد فى الاحتياجات الأساسية للمواطنين فمن الطبيعى أن تجد 54,5% يعانون الجهل خاصة من قاطنى القرى الفقيرة فى صعيد مصر وقد تعدت نسبة زواج الفتيات تحت 18 سنة 40% فى ظل سيطرة الأمراض المزمنة التي تحاصرهم من كل جانب.

وكانت تلك الأسباب هى دوافع انطلاق أسرة "فكرة" بكلية طب عين شمس حاملة معها شعاع النور من خلال قافلة "بداية" لإيجاد "قرية تتمتع بحياة صحية واجتماعية كريمة وتتميز بزيادة الوعى الصحى لأفرادها.

وقرر هؤلاء الأطباء بالتعاون مع قسم "طب المجتمع والصحة العامة" وإدارة الكلية تقديم يد العون للسنة العاشرة فى القوافل الطبية بمختلف قرى الصعيد محاولين انتشال سكانها من مخاطر الثالوث القاتل.

وبعد تجميع البيانات وعمل الأبحاث تحت إشراف أ.د أمانى مختار وأ.د ميرفت راضى بقسم "طب المجتمع والصحة العامة" بكلية الطب عين شمس وجد الشباب أن أبسط الأمراض التى تصيب هؤلاء لا تعالج مهما طالت مدة الإصابة وكيف يتسنى لهم أن يجدوا العلاج وهم فى معزل عن أى خدمات صحية حتى الصيدليات ، بالإضافة إلى عدم توفر المواصلات لأى قرى محيطة أو حتى وجود ما يكفى من نقود المواصلات إن توافرت.

فنجد أن 44% ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم و 61% ممن يعانون من أمراض القلب المزمنة لا يتلقون أى أدوية للعلاج وإذا جئنا للفيروسات التى تهلك حياة معظم الشعب المصرى وجد فريق العمل أن 60% من المصابين بفيروس سى لم يتعرضوا لأى علاج منذ الإصابة كما أن 97,6% لم يتلقوا أية تطعيمات لفيروس "ب"هذا بخلاف أمراض الكلى المزمنة كالحصوات والفشل الكلوى، والتى يظل 84% من المصابين بها يستغيثون دون جدوى.

وقد كان لهذا النور إسهامات فى إضاءة العديد من قرى الفيوم كواحدة من أفقر محافظتين فى الجمهورية بالتنافس مع بني سويف على مدار العشر سنوات الماضية من علاج تلك الأمراض المزمنة، فتتجه قافلة "بداية" بأطبائها ويقيمون أسبوعا كاملا فى القرية ليقدموا للأهالى كل ما يحتاجونه من خدمات صحية بدءا من التوعية الصحية بالعادات التى يجب اتباعها للوقاية، والأمراض المزمنة وكيفية الوقاية من مضاعفاتها المميتة مرورا بالفحص الشامل والعيادات المتخصصة التى تجهز بناء على الاحتياجات الصحية للقرية من خلال الاستبيانات والإعدادات التى تتم لمدة عشرة أشهر، حتى التحاليل المطلوبة والأدوية وبالطبع دون تكليف الأهالى مليما واحدا.

ولا ينتهي دورهم بانقضاء الأسبوع من منتصف أغسطس كل عام، بل يتم تحويل الحالات التى تحتاج لعلاج أطول وإمكانيات أكبر إلى مستشفى الدمرداش لتتلقى العلاج هناك وعلى نفقة الدولة.

والحقيقة ، والكلام من عندى، أن أفكارا وجهودا مثل جهود شباب الأطباء وأساتذتهم تستحق الدعم ، خاصة أنها تتعلق بجانب حيوى وهام ، وهو الجانب الصحى، الذى يعانى منه أغلب سكان بلادى مصر.

فتحية لشباب أطباء عين شمس وتحية لأسرة "فكرة" التى تبنت مبادرة "بداية" للنهوض بالدولة ورعاية أبنائها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط