الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر .. المفترى عليه !!


ما أن خرجت القيادة السياسية فى الدولة بتصريحات للرأى العام، أعقبتها قرارات ، فى أعقاب الأحداث الإرهابية الخسيسة التى طالت كنيستين فى طنطا والاسكندرية ، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين، إلا وتبارت وسائل إعلام مختلفة فيما أعتبره نفاقا مفضوحا ، وقد تناولت التصريحات بتفسيرات على هواها ، وقدمت تحليلات لأسباب صدور القرارات أضرت كثيرا بالدولة قبل أن تضر وسائل الإعلام والإعلاميين عموما.

فقد صورت وسائل النفاق أن تصريحات القيادة السياسية المتعلقة بتجديد الخطاب الدينى ، على أنه إعلان اليأس من الأزهر ، وشهادة فشل فى القيام بدوره فى تجديد الخطاب الدينى ، وزادت على ذلك أن طالبت بعض الوسائل باستقالة شيخ الأزهر د.أحمد الطيب بعد أن صبت عليه جام غضبها ، فى سابقة تدل على الجهل العلمى والثقافى، قبل الجهل الإعلامى ومواثيق وضوابط العمل الإعلامى.

أمعنت تلك الوسائل فى الهجوم على الأزهر ، حتى حملته مسئولية العمليات الإرهابية التى تشهدها بلادى مصر، وصورت الأمر على أن الأزهر هو من يقف وراءها بمناهجه، ومواقفه الدينية من التنظيمات المسلحة ، وفى المقدمة منها تنظيم الدولة فى سوريا والعراق المعروف باسم "داعش"، وارتكن الجهل الإعلامى إلى أن عدم تحديد الأزهر فى موقف يكفر هؤلاء ، هو سبب لغيهم وانتشارهم ، وأصبح الأزهر الشريف هو المتهم الأول ، فى نظر تلك الوسائل ، عن العمليات الإرهابية ، وأن شيخه هو المؤيد لها.

الغريب فى التناول الإعلامى وشغل "الخاطبة" الذى مارسه بعض الذين يقولون عن أنفسهم أنهم إعلاميون ، فى تفسير تصريحات القيادة السياسية ، أنه توقف عند تجديد الخطاب الدينى ، فى حين أن القيادة السياسية ركزت أيضا على الخطاب الإعلامى ، ومع ذلك تجاهلته تلك الوسائل ، التى تمثل بالأساس رسالة إعلامية تضر بالدولة وبمؤسساتها.

كانت نتيجة الجهل الثقافى والمعرفى أن نالت وسائل إعلام من مؤسسة من أهم مؤسسات الدولة ، وهى الأزهر الشريف ، الذى يمثل منارة الإسلام ومبعث الوسطية فى الإسلام ، فأصبحت تلك الوسائل هى المخرب والمحرض على هدم الدولة ومؤسساتها ، وهى لا تدرى أنها تساهم فى هدمها ، لتنضم بذلك إلى صفوف كل التنظيمات التى تريد النيل من الدولة ، وهدم دعائمها ، فى وقت تدفع فيه أجهزة الدولة والشعب ثمنا باهظا لمكافحة تلك التنظيمات.

لماذا إذن لم تركز تلك الوسائل على لغة الخطاب الإعلامى ، الذى أصبح يفتقد فى كثير من عناصره لعوامل البناء ، وإعادة الثقة فى الدولة وأجهزتها ومؤسساتها ، وركزت على الأزهر المفترى عليه ، وهو تساؤل نوجهه إلى المؤسسات الإعلامية الجديدة ، وفى المقدمة منها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتان الوطنيتان للصحافة وللإعلام ، وماذا فعلت تجاه هذا الانفلات الإعلامى ، الذى لا تحكمه أى ضوابط ، حتى أصبح ينال من مؤسسة بحجم الأزهر.

ماذا قامت الجهات المعنية سواء إعلامية أو تنفيذية تجاه وسائل الإعلام المسمومة والتى تبث من داخل مصر وخارجها ، والتى تعمل بكل طاقتها من أجل هدم الدولة؟ ولماذا يتم ترك الساحة لممارسات إعلامية ، لا تقل فى خطورتها عن الممارسات الإرهابية التى تستخدم الحديد والنار فى محاولة هدم الدولة المصرية؟

لماذا تم ترك الساحة للتشكيك فى الدين وفى صحابة الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه ، وأصبح التشكيك فيهم وفى الدين وفى الأزهر ومناهجه مباحا، دون رادع قوى؟

هل الأزهر يمثل خطورة الآن وقد علم العالم وصدر الإسلام الوسطى المعتدل إلى جميع بلاده؟

انتبهوا يا سادة .. الإعلام فى بلادى مصر أصبح مدمرا ولا يقل خطرا عن الممارسات الإرهابية التى تكافحها الدولة.

كلمة أخيرة .. لن يزيد وسائل الإعلام التى تنال من الأزهر أو شيخه ، أو من الدين والصحابة ، أو التى تنال من مصر بتصدير أخبار وتقارير هدامة إلا وضاعة ، ولن ينهزم الأزهر ولن تسقط الدولة المصرية، وستظل مصر بأزهرها شامخة ورايتها خفاقة أبد الدهر مهما فعل المجرمون.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط