الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

توبة "حماس" المزعومة


لست على قناعة بما تروج له حركة "حماس" من انسلاخ عن جماعة الإخوان المسلمين، وانساق وراءها الكثيرون ممن يعتبرون أنفسهم من النخب المصرية والعربية، واعتبر حديثها نوعا من الأكاذيب والمراوغات التى اعتادت عليها الحركة ، وجماعتها الأم للخروج من أى مأزق تتعرض له.

فلا يمكن تاريخيا أو وثائقيا القبول بتلك المزاعم ، فالحركة التى قدمت نفسها للعالم العربى والإسلامى على أنها حركة المقاومة الإسلامية ، لم تنسلخ عن فكر جماعة الإخوان ، أو عن أدبياتها ، فهى بحكم نشأتها الجناح المسلح للجماعة ، ولا يمكن لها أن تنسلخ عنها أو تعلن التوبة ما لم تعلنها الجماعة الأم.

الدلائل على ذلك كثيرة ، فالحركة التى تدعى انسلاخا عن الجماعة الإرهابية ، مازالت تفرض إرهابها على قطاع غزة ، وما زالت خارج طوع السلطة الفلسطينية وتمارس أعمالا فى القطاع تؤكد أنها مازالت تؤمن بقوة السلاح والبلطجة فى فرض سيطرتها على القطاع وتشكيل حكومة مزعومة به ، ليتأكد للجميع أنها تراوغ وتمارس الأكاذيب والضلال مع المجتمع الدولى والفلسطينى على حد سواء فى تقديم نفسها على أنها مسالمة وأعلنت التوبة فى خروجها عن جماعة الإخوان المسلحين، وأنها مازالت على إيمان ويقين قويين بالجماعة وسلوكها ، وأن ما تروج له هو محاولة للخروج من مأزق تعيشه الحركة ، بعد أن فطن العالم لبشاعة الإرهاب الذى تمارسه جماعة الإخوان ، والتى تمثل حركة حماس الجناح العسكرى لها.

ومن أسف أن من يعتبرون أنفسهم من النخب العربية ، روجوا لتوبة "حماس" المزعومة وقالوا إنها انسخلت عن الإخوان بعد أن أيقنت ضعف الجماعة ، فى حين أنهم لم يقدموا على الإطلاق أى دلائل لتلك التوبة إلا رغبة فى تحليل موقفها انقاذا لها، وتأييدا لخالد مشعل رئيس الحركة الذى يعيش خارج الأراضى الفلسطينية وينعم برغد العيش.

حماس هى جزء من جماعة الإخوان المسلحة ولا يمكن أن تنتهى إلا بانتهاء الجماعة رسميا وعمليا وإعلان حل الجماعة وجناحها المسلح وغير ذلك من الأقاويل لا يدخل عندى إلا فى إطار الخداع العربى والدولى بعد أن ضاقت الدنيا على جماعة الإخوان وعلى جناحها المسلح.

إن أرادت "حماس"إعلان التوبة فى انسلاخها عن جماعة الإخوان ، فإن عليها قبل ذلك أن تعلن انتهاء فرض هيمنتها وبالقوة على قطاع غزة ، واخضاع القطاع للسلطة الفلسطينية الشرعية.

وفى كل الأحوال فإن ما تتعرض له "حماس" وجماعتها المسلحة "الاخوان" يؤكد أنهما إلى زوال ، وأن التقارب مع مصر يؤكد أنها أكبر من الجميع، ولن يفت فى عضدها ممارسات الإرهاب التى تبنتها جماعة الاخوان المسلحين، وكذلك حركة حماس التى كانت جزءا من الخراب والدمار الذى تعرضت له مصر فى أعقاب احداث يناير من العام 2011.

مصر قدمت إذن برهانا على قوتها وريادتها ، وعدم استطاعة أى جماعة المساس بها أو بأمنها لتبقى آمنة سالمة ويبقى أنصار الإرهاب مطاردين من جانب البلاد والعباد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط