الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

23 مايو 1967 يوم القرارات الحاسمة.. «ناصر» يغلق خليج العقبة في وجه إسرائيل.. ويؤكد: سيادتنا على الخليج لا تقبل المناقشة

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمشيرعبد الحكيم عامر

  • عبد الناصر يزور مركز القيادة المتقدمة ويعلن:
  • إغلاق خليج العقبة
  • لو كانت إسرائيل تهدد بالحرب نقول لها "أهلا وسهلا"
  • سيادتنا على الخليج لا تقبل المناقشة
  • ويحذر السعودية وإيران بوقف إمدادات البترولية لإسرائيل

«عبد الناصر يعلن إغلاق خليج العقبة» كان هذا مانشيت صحيفة "الأهرام" في مثل هذا اليوم من عام 1967، واعتبر البعض قرار «ناصر» بإغلاق الخليج في وجه الملاحة الإسرائيلية، سببًا رئيسًا في نكسة 67.

وكانت الحشود الإسرائيلية على سوريا هائلة والوضع في الشرق الأوسط متأزم، وهو الأمر الذي دفع رئيس الجمهورية العربية المتحدة لاتخاذ هذا القرار الذي كانت عواقبه احتلال سيناء.

وفى صبيحة مثل هذا اليوم خرجت صحيفة "الأهرام" وفى صفحتها الأولى مانشيت يقول: «عبد الناصر يعلن إغلاق خليج العقبة» مع جملة من العناوين الشارحة التى تقول: «الخليج مغلق أمام الملاحة والمواد الاستراتيجية لا تستطيع المرور منه إلى إسرائيل ولو على سفن غير إسرائيلية.. الجمهورية العربية المتحدة تطبق الآن فى خليج العقبة نفس القواعد التى كانت تطبقها قبل حرب السويس، عبد الناصر يعلن القرار الحاسم أثناء زيارته أمس مركز القيادة المتقدمة للقوات الجوية.. بصحبة المشير عبد الحكيم عامر، النائب الأول لرئيس الجمهورية نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وزكريا محيى الدين وحسين الشـافعى وعلى صبرى، نواب رئيس الجمهورية وشمس بدران، وزير الحربية وكان هناك الفريق أول صدقى محمود قائد القوات الجوية والفريق أول عبد المحسن مرتجى".

وفى هذه الزيارة، قال عبد الناصر إن سيادتنا على مدخل الخليج لا تقبل المناقشة، عبد الناصر يقول بوضوح: "لن يمر العلم الإسرائيلى أمام قواتنا المرابطة الآن فى شرم الشيخ- وسيادتنا على الخليج لا تنازع.. ولسنا الآن فى سنة 56 ونحن الآن مع إسرائيل وجهًا لوجه وإذا كانت تهدد بالحرب فنحن على استعداد".

وإذا أرادت إسرائيل أن تهدد بالحرب فنحن نقول لها: «أهلًا وسهلًا» ولم ينس الرئيس عبد الناصر دور إحدى دول الحلف الإسلامى فى إمداد إسرائيل بالبترول وهى إيران، وقال إن كل البترول الواصـل إلى ميناء إيلات يصلها من إيران وإنه إذا أرادت دولتا الحلف الإسلامى العربيتان- السعودية والأردن- أن تفعلا شيئًا فلتقنعا إيران حليفتهما وشريكتهما فى الحلف الإسلامى بالامتناع عن إمداد إسرائيل بالبترول.

وتحدث عن مقدمات هذه الأزمة فقال: "إن التهديد الإسرائيلى ضد سوريا كان محققًا ومؤكدًا وأن إسرائيل حشدت قوات تقدر بما يتراوح بين 11 و13 لواء، وكان محددًا لعملية غزو سوريا يوم 17 مايو الحالى وتحركنا بسرعة يوم 14 وطلبنا أن تنسحب قوات الطوارئ فى مثل هذا اليوم 23 مايو 1967 وتم تنفيذ القرار والذى كان من تداعياته وقوع نكسة يونيو 1967".

دور عبد الحكيم عامر في القرار
«إن القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة قد اتخذت خلال الأيام الأخيرة مواقع تملك منها القدرة على الرد وعلى الردع، وأنا أقول إنه قد آن الأوان لكي يوضع حد حاسم لسياسة التبجح والغرور التي يتصرف بها العدو الإسرائيلي»، ردد عبد الحكيم عامر، قائد الجيش، تلك الكلمات ليؤكد بها قدرة القوات المسلحة على خوض الحرب ضد إسرائيل، وهو ما اعتمد عليه «ناصر» في قراراته.

ناصر يخسر حلم الجمهورية العربية المتحدة
كان عبد الناصر تحدث عن مقدمات الأزمة عقب القرار، قائلا، إن: «التهديد الإسرائيلى ضد سوريا كان محققًا ومؤكدًا، وإسرائيل حشدت قوات تقدر بما يتراوح بين 11 و13 لواء، وكان محددًا لعملية غزو سوريا يوم 17 مايو الحالي وتحركنا بسرعة يوم 14 وطلبنا أن تنسحب قوات الطوارئ فى مثل هذا اليوم 23 مايو 1967 وتم تنفيذ القرار»، وعقب هزيمة الدول العربية في حرب الأيام الستة (النكسة) ضد إسرائيل، والتي نتج عنها احتلال سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية، تراجع المد القومي وضعفت الحركات الوحدوية بين العرب، وهو ما جعل حلم «ناصر» في الوحدة العربية يتبخر.