قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

16 معلومة عن مصطفى النحاس باشا : قَبل يد الملك.. واعتقله « مجلس قيادة الثورة »


«النحاس يقبل يد الملك» كانت تلك الجملة التي أثارت الغضب في صفوف قيادات حزب الوفد خلال اليومين الماضيين بل وهي الأكثر انتشارًا على مواقع التواصل الإجتماعي، والمواقع الأخبارية بعد ظهور مصطفى النحاس باشا الزعيم الوفدي ورئيس وزراء مصر في العهد الملكي يقبل يد الملك فاروق في مسلسل الجماعة 2.

وأثار المشهد غضب عدد كبير من قيادات حزب الوفد ودفعهم للتشكيك في المسلسل والذي كتبه السيناريت الكبير وحيد حامد، مؤكدين أن الواقعة غير صحيحة وكاذبة ولم تحدث في الحقيقة ومحاولة لتشويه الزعيم الوفدي.

الغضب انتقل أيضًا إلى البرلمان الذي صب لعناته على دراما رمضان بشكل عام هذا العام من بينها مسلسل الجماعة الذي قدم جمال عبد الناصر عضو بالإخوان ومصطفى النحاس يقبل يد الملك وقدم الإخوان في صورة تنظيم قوي مسيطر على مصر بشكل كامل.

ورغم تأكيد عدد من أساتذة التاريخ أن الواقعة صحيحة وأن النحاس باشا قبل يد الملك إلا أن حزب الوفد رفض ذلك من بين اللذين أكدوا كان الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، في تصريحات لـ«صدى البلد».

وقال الدسوقي: «عندما نجح حزب الوفد فى الانتخابات لتشكيل الحكومة، قالت زينب الوكيل، زوجة النحاس، له: أنت هتروح تقابل الملك، وإحنا عايزين نقعد أكبر مدة فى السلطة، ومش عيزاك تدخل فى صراع مع الملك"، لافتًا إلى أن تلك المقولة ثابتة فى كافة المذكرات السياسية».

في التقرير التالي تستعرض «صدى البلد» لمحات تاريخية عن الزعيم الوفدي مصطفى النحاس مسار الجدل والغضب خلال اليومين الماضيين وفقًا للموسوعة التاريخية لحزب الوفد.

1 - مصطفى النحاس ولد في 15 يونيو 1879 في سمنود، محافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال والده محمد النحاس أحد تجار الأخشاب المشهورين يمتَلك عدة ورش وعقارات، له سبعة من الأخوة والأخوات.

2- تلقى تعليمه الأساسي في كتاب القرية في سن السابعة، أرسله والده وهو في سن الحادية عشر للعمل بمكتب التلغراف المحلي، ونال إعجاب من في المكتب بعد إتقانه لطريقة الإرسال والاستقبال وترجمة الرموز، وصل هذا الخبر أحد المستشارين المُقيِمين في الدائرة، وذهب إلى والده مقنعًا إياه بضرورة إرسال ابنه للتعلم في مدارس القاهرة.

3- انتقل مصطفى النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، والتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية.

4- علي خطى أستاذه الراحل سعد زغلول ألتحق مصطفى باشا النحاس بمدرسة الحقوق وتخرج منها عام 1900م ، فرفض العمل بسلك النيابة وظل يعمل في المحاماة حتي عام 1903، وعندما عرض عبد الخالق باشا ثروت عليه العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا خلال فترة توليه وزارة الحقانية، رفض النحاس هذا العرض، لكن ثروت أقنعه بقبول الوظيفة حتى قبلها.

5- وكان أول تعيين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908، يعقب ذلك تسعة أعوام من التنقل بين مدن الدلتا والقاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبة كرئيسً لدائرة محمكة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.

6- اختار سعد باشا زغلول مصطفى النحاس وحافظ عفيفي في 20 نوفمبر 1918 ضمن أعضاء الوفد السبع اللذين شكلوا فيما بعد حزب الوفد.

7- كان لتأليف الوفد المصري المنوط به السفر إلى مؤتمر باريس للسلام، لمناقشة القضية المصرية ، أثره الكبير كمقدمة أدت إلى اشتعال الثورة، فقد اعتقلت بريطانيا سعد زغلول وثلاثة من زملائه لتشكيلهم الوفد ونفتهم إلى جزيرة مالطا، الأمر الذي أدى إلى بداية الاحتجاجات في مارس 1919.

8- في 5 أبريل 1940م قدم الزعيم مصطفى النحاس مذكرة للسفير البريطاني ليحملها إلى الحكومة البريطانية فيها أن تصرح من الآن بأن القوات البريطانية ستنسحب من الأراضي المصرية فور انتهاء الحرب وأن مصر ستشارك في مفاوضات الصلح وسيتم الاعتراف بحقوق مصر في السودان وإلغاء الأحكام العرفية، وقوبلت هذه المذكرة بارتياح كبيرة من فئات الشعب.

9- كانت علاقة الإخوان بحزب الوفد في بداياتها قائمة على النصح والإرشاد ولكن بدأ الصراع مع قرارات المؤتمر السادس للإخوان المسلمين في عام 1941م بعد أن حل النحاس باشا البرلمان قرر الإمام البنا الدخول في الانتخابات عن دائرة الإسماعيلية، غير أن هذا الأمل تبدد بعد أن استقبل النحاس مرشد الجماعة حسن البنا وأمره بسحب الترشح .

10 - عندما استقالت وزارة حسين سري في 2 فبراير 1942 التي في وقتها كانت مصر قد أوشكت على مجاعة حيث ندرة الخبز والسلع التموينية، كانت قوات معركة العلمين على مشارف أبوابها وكان القائد روميل قائد الجيش الالمانى قد وصل الى الصحراء الغربية بجوار إسكندرية،حينذاك تقدم السفير البريطاني بإنذار الملك فاروق وطلب منه تأليف وزارة تحرص على الولاء لشعبه وتحظى بتأييد شعبي وان يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942، وتلبية لطلب رومل استدعى الملك فاروق قادة الأحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة ائتلافية وكانوا جميعا عدا الزعيم مصطفى النحاس مؤيدين لفكرة الوزارة الائتلافية برئاسة الزعيم النحاس ولكن رفض الزعيم الوطني تأليف وزارة ائتلافية حتى لو كانت برئاسته.

11- في اليوم التالي تقدم السفر البريطاني للملك فاروق بإنذار جديد، إلا أن الزعيم مصطفى النحاس رفض الإنذار هو وجميع الحاضرين من الزعماء السياسيين أثناء الاجتماع الذي دعا إليه الملك بعد تلقي الإنذار على الرغم من موافقة الملك على الإنذار، بعد ساعات قليلة من الاجتماع حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها جنرال ستون بالملك ودعا لاجتماع القادة السياسيين وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة ورفض النحاس وظل الملك يلح عليه مناشدا وطنيته أن ينقذ العرش ويؤلف الوزارة ولم يكن هناك مفر من أن يقبل النحاس تشكيل الوزارة مسجلًا ذلك للتاريخ.

12- في 5 فبراير 1942م أرسل الزعيم مصطفى النحاس احتجاجا إلي السفير البريطاني في خطابه المشهور استنكر فيه تدخل الإنجليز في شئون مصر جاء فيه "لقد كلفت بمهمة تأليف الوزارة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان بالتدخل في شئون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها.

13- رد السفير البريطاني مايلز لامبسون على الزعيم مصطفى النحاس بخطابه قائلا: "لي الشرف أن أؤيد وجهة النظر التي عبر عنها خطاب رفعتكم المرسل منكم بتاريخ اليوم وإني اؤكد لرفعتكم أن سياسة الحكومة البريطانية قائمة على تحقيق التعاون بإخلاص مع حكومة مصر كدولة مستقلة وحليفة في تنفيذ المعاهدة البريطانية المصرية من غير أي تدخل في شئون مصر الداخلية ولا في تأليف الحكومات أو تغييرها.

14- بعد عزل الملك فاروق وتولي الرئيس محمد نجيب رئاسة مصر، قام مجلس قيادة حركة 1952 باعتقال النحاس باشا بدون علم مسبق للرئيس المصري الذي كان معارضا لذلك وهذا لعلمه بوطنيته ومواقفه المشرفة السابقة وكذلك لاحتكاكه به حيث قام نجيب بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، والتي قدمت إليه من الضباط الأحرار.

15- كانت هي الصرخة المدوية في أذان كل مصري عندما أعلنت فاجعة موت مصطفى باشا النحاس في 23 أغسطس1965 فودعت مصر زعيم أخر كما ودعت الزعيم سعد زغلول في أغسطس 1927،و في مشهد نادرًا ما يتكرر حيث امتلأ ميدان التحرير عن آخره بالجماهير التي جاءت تودع مصطفي النحاس.

16- بعد الجنازة أصدر عبدالناصر قرارًا باعتقال وحبس كبار الوفديين الذين شاركوا في جنازة النحاس.