شيك محمد رمضان

طالعتنا وسائل السوشيال ميديا منذ أيام، بخبر تبرع الفنان محمد رمضان بمبلغ مليون جنيه، وانتشرت صورة الشيك الذى صورهُ رمضان، وعرضه على صفحته وقامت الدنيا ولم تقعد.
هل ما أزعجكم أنه تبرع وصور الشيك ؟!أم أن الانزعاج أنه محمد رمضان الفنان البسيط الذى فتح عليه الله لدرجة أنه يتبرع ب مليون جنيه ؟! هل هو حسد ؟!
أم حقا كما تدعون أن الصدقة يجب أن تكون مخفية ؟! اذا إليكم مقالى... الصدقة نوعان نوع فى الخفاء لشىء ما بينى وبين ربى وصاحبها من الممكن أن يخاف الرياء فيخفيها خوفا من وقوع نفسه فى التباهي.
والصدقة العلنية وهذه تكون لحث الناس على التبرع وحثهم على العطاء دون إنتظار المقابل، وهذه بين المتصدق وربه لا يعلم نيته غير الله.
إذا فى الحالتين هذه مسائل تكون بين العبد وربه فلما تتدخلون فى النية ؟! ولكن كى أريحكم سوف نتدخل فى نية محمد رمضان بل وسنشكك فيها وأنه يتباهى ويتمنظر بتبرعه بالمليون جنيه أين ذهب الشيك ؟!
لمرضى ولمستشفى ولأناس أنتم أنفسكم بخلتم عليهم بالقليل !! فأنتم ينطبق عليكم مثل "لا بترحموا ولا بتخلوا رحمة ربنا تنزل"، أنادى كل رجل أعمال أن يتمنظر ويتباهى بماله ويصور لنا شيكه ،لو كل منظره سوف تشفى عشرات المرضى فأهلا بالمنظرة لو أن المنظرة سوف تبنى المستشفيات.
وتعمر البيوت، وتزوج اليتيمات، وتأوى المساكين فيا هلا ومرحبا بالمنظره أرجوكم تتمنظروا .. لا أصدق أنكم تتدخلون حتى فى أخص الأشياء، علاقة العبد بربه.
فمن يعرف رمضان عن قرب وأنا لا أعرفه عن قرب ولكن هناك أصدقاء مشتركين بيننا، وتكلموا عن طيبته، وعن كرمه وتواضعه واحترامه لجماهيره ، وبره بوالدته.
يكفى أن تعلموا أن رمضان عندما يرى بنت من جماهيره وتنتظره وملابسها عادية ومكسوفة يذهب هو لها ويقبل رأسها لمجرد أنها قالت إنتظرتك كثير ، وهذا موقف بالفعل حدث وروته لى صديقتى التى رأته.
لماذا نظل نحارب الشخصية الناجحة وننتقد أى شئ إيجابى ؟ماذا حدث لنا ولأخلاقنا ورقينا ؟!ماذا لو إمتلأ قلبنا بالحب فقط ، ونتجنب المضغة السوداء التى بقلوبنا، إنظروا إلى فنانين الأربعينات الخمسينات والستينات، كيف كانت المشاهد بين البنت وأمها التى تكون من بيت بسيط، كان حوار بمنتهى الرقى والأخلاق ، ولذلك كانت الجماهير معظمها من الأسر التى تتمسك بالعادات والتقاليد ، الأسر التى تربت على ان هناك خصوصية للجار وللاب وللصديق ،بل وتربت على أن هناك خصوصية بين العبد وربه.
تبرع من تبرع، فى العلن أو فى الخفاء ، يفرح الجميع بالقيمة التى قُدمت، ويتسابق الجميع فى الخير .
أما الأن فالحسرة تملأنى على شعب أصبح كل همه بوست يكتبه ليجرح فى س أو ص ، او ليشكك فى مساعى الخير، أو ليهدم دولة، أو ليتطاول على رئيس، أو يسخر من صديق ، إنه زمن الفتن فسأدعوا الله أن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وسأضيف الأية القرآنية التى استعان بها رمضان.
بسم الله الرحمن الرحيم:"الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"، صدق الله العظيم.
وهنيئا لك يا محمد رمضان ثوابك العظيم عند رب الناس، رب القلوب، رب النية،عندما يصله دعاء الناس، فهو الرحمن الرحيم الذى يعلم مافى الصدور.