قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فى اليوم العالمي للمخدرات .. رانيا تحكي قصتها معها من سن الـ 14

0|أحمد مهدي

يأتي "اليوم العالمى للمخدرات" ، اليوم 26 يونيو من كل عام .. وكانت كلمات إحدى المتعافيات من الإدمان كالصاعقة حين رددت "خسرت كل حاجة .. مفضلش اي طريق .. 11 سنة بضرب مخدرات لحد ما سرقت".

تحكي "رانيا . ح " قصة تعاطيها للمخدرات علي مدار 11 عاما لـ"صدى البلد"، عقب تماثلها للشفاء وتعافيها من الادمان، داخل احد مستشفيات علاج الادمان بالقاهرة.

السطور القادمة تروى رانيا، قصتها الكاملة منذ بداية تجربتها مع المخدرات وتغيير انواعها، حتي دخولها المصحة النفسية لتلقي العلاج، إلى أن عادت مرة أخري للحياة الطبيعية.

تبدأ رانيا حديثها بتجربة المخدرات في عمر الرابعة عشر قائلة: "البداية كانت تجربة، او كما يقال "تقليد اصحاب"، في عمر الرابعة عشر كنت التلميذة المثالية بمدرستي، وانتهيت من فترة الامتحانات، وبعودتي للفصل الدراسي الثاني في بداياته، تعرفت علي بعض الأصدقاء حيث اتخذنا قرارًا بتجربة مخدر "الحشيش" خلال إحدي مقابلاتنا في الشارع، حتي اعتادت دمائي يوميا علي تدعيمها بالمخدر، وحينها تحولت حياتي من الفتاة المثالية لفتاة ضاحكة وكأنني فتاة ليل".

وتابعت: "تجاوزت علاقتي بمخدر الحشيش، عامين ونصف العام، ولكننا لم نكن علي اتفاق، فقررت الانفصال عن "الحشيش" عقب إطفاء شموع اعياد ميلادي السابعة عشر وظهر امامى مخدر "الإيفانول".. خاصة انى كنت حاسة ان الحشيش ما بيعملش حاجة معايا"، حيث تطورت حياتي حينها، قررت الابتعاد عن كافة الأصدقاء، والاكتفاء بالمخدرات، وتزوجت خلال هذا العام، برجل يكبرني في العمر، ولكنني لم اكن احبه".

وأشارت إلى أنها تماديت في علاقتها بالمخدرات، بعدما اصبحت امرأة متزوجة تعاني من عدم حب زوجها، فقررت أن اتخذ "المخدر" سبيلا للقضاء علي ذاكرتي، للعيش في المنزل معه وكأنه شخص آخر، تمنيت كثيرا أن تذهب تلك المخدرات عقلي حتي انسي ذلك الرجل، عانيت كثيرا معه، وخلال فترة زواجنا، كنت اتحكم في كل شيء، المنزل والمعيشة، المأكل والمشرب، القرار والأفكار، وجعلني اتحكم في المال، وهو ما كان يسهل من عملية الحصول علي المخدر.

وأضافت بدأت بعدها المرحلة الثالثة من حياتى بتعاطى الترامادول قليلا .. اردت ان اقتل عقلى حتي انسي كل شيء وقمت بالمرور بتلك المرحلة درجة درجة علي السلم الخاص بها بداية من ترامادول 150، 200، 300، 500، حتي وصلت لمراحل " شريط أو شريط ونصف خلال يومين واصبح "الترامادول" مخدرا لا جدوي منه.

واستطردت: قررت إضافة بعض المنشطات التي من الممكن أن تعيد لمخدر "الترامادول" مفعوله وتجعله يعود لما كان عليه في بداية إدماني له، فاتخذت قرارا بالدخول إلي عالم الخمور، حيث كانت الجرعة الخاصة بي تقارب الزجاجة بالإضافة إلي شريط أو شريط ونصف من الترامادول، مضيفة أنها اعتادت العزلة، واصبحت تعشق الإدمان وحيدة دون أحد معها، حتي وصلت إلي كميات كبيرة من مخدرات الحشيش، والترامادول، وبعض انواع الخمور معها، يوميا دون اي تأثير علي جسمي أو عقلي.

ثم تحولت حياتي، إلي المرحلة الأخيرة، وبدأت في تناول مخدر "الهرويين، والكوكايين"، حيث أدمنتها، واستمررت 6 أشهر في تناولها، حتي وصلت جرعتي اليومية إلي 11 جرام بودرة، مع لتر فوديكا " ومش بيعملوا حاجة".

الفلوس كانت سهلة، كنت بصرف علي علاج طليقي، كنت متحكمة في كافة امواله، وعقب طلاقي، عرضت "ذهبي" للبيع وقمت بشراء المخدرات بثمن ذهبي، وعقب ذلك قمت بسرقة ذهب والدتي وبيعه، وقمت بشراء مخدرات.

واتذكر أحد المواقف، قبل تناول مخدر البودرة كانت حياتي اعتيادية وبدأ الأمر خلال تلك اليوم، بإحساسي بـ"نوبة رعشة" في جسمي، وبدأت أحس بألم شديد في معدتي قمت بالذهاب إلي أحد التجار ورميت إليه الفلوس، وقام بإلقاء المخدر داخل السيارة وانصرف، واقتربت من أحد الأكمنة الأمنية، والمخدر علي رجلي، ولكنني توقفت قبل لحظات وقمت بتناول البودرة المتبقية، ثم اتجهت إلي الكمين الأمني، وقلت "ربنا سترها".

وأكدت في النهاية، 11 عاما مرت علي إدماني مجموعة من انواع المخدرات، كنت أشتري المخدر سواء الحشيش والترامادول، او البودرة والخمور بكل سهولة، مطالبة الدولة بالتحري عن من يقومون بتضييع الشباب، واعطت مثالا بأن أحد شوارع الجيزة المشهورة يوجد بكل "محطة" أحد التجار الذي يحضر بمجرد الاتصال به ومعه الكمية التي يريديها اي شاب، ولم يعد شراء المخدر صعبا كما نري في الافلام والمسلسلات.

وأنهت رانيا، قصتها، كانت امامي خطوة حتي استخدم المخدر عن طريق "الحقن"، ولكن ربنا انقذني.. في اليوم الأخير لي مع مشوار المخدرات ، تركت عملي وذهبت إلي صديقتى وأخذت جرعتي من المخدر، وفي الوقت ذاته، مدير عملي المباشر قام بالإتصال بوالدي قائلا له:"رانيا مشيت بدري"، وعند عودتي إلي المنزل قمت بالإعتراف لوالدي بأنني مريضة إدمان، ولا استطيع أن ابتعد عنها، وأنه يجب عليه أن يصطحبني إلي مستشفي الادمان حتي اتمام الشفاء.