كائن بنداوى من الطراز الأول تارة حزين مكتئب وتارة أخرى لعب وفرح وابتهاج، تشعر بالسعادة، وتقفز من بين معالم وجهه.. إنه الكائن المبهج دائما عمرو حلمي.
وقد سمى "بالكائن الباندا" لحبه الشديد لحيوان الباندا، فترى جراب موبايله باندا وتيشرت باندا، ومطبخه باندا ونظارته باندا.. الخ.
عمرو حلمى لمن لا يعرفه هو ابن الملحن حلمى عامر وهو من أحفاد الموجي، وهو أول ناقد طعام فى مصر والوطن العربى يمتهن هذه المهنة الجديدة على مجتمعنا العربى، وهو عضو جمعية الذواقة الفرنسية
تدخل صفحته على الفيس بوك تشعر بالآتي:
إذا كنت متزمت دينيا وممتلئا بالطاقة السلبية ستراه زنديقا يجاهر بالمعصية.
وإذا كنت تؤمن بالحرية المتبلورة بالمبادئ ستراه لذيذا ولكنه "أوفر" فى بعض مشاركاته ولكن تحلم بأن تكون مكانه.
وإذا كنت عصريا ومتفتحا وتملؤك الطاقة الإيجابية ستراه شابًا ناجحًا جدا، عصاميا، لا يعتمد على أسرته، برغم أسرته الميسورة الحال، يعيش تارة ببذخ وتارة أخرى متقشفا.
ستجده أحيانا مبتئسًا حزينًا يشارك لحظات يأسه لمحبيه فى فيديو "لايف" على الفيس بوك، أو ستجده ضحك وهزار ونكت وطاقة مشعة بالبهجة وهى بهجة من نوع خاص بهجة معدية.
عمرو حلمى ينهى مرحلة الماجستير فى إيطاليا الآن، ناقش رسالته أمام أكبر شخصيتين فى باريلا Barilla وهى أكبر وأشهر شركة باستا فى العالم، قدم الرسالة أمام Mrs Barilla أو كما يطلقون عليها سيدة باريلا "ميكايلا" وهى زوجة صاحب الشركات ورئيس قسم R&D، ونائبتها السيدة فيكتوريا وكل مديرين أقسام هذه الشركة الضخمة.
هذا الشاب المصرى المحمل بالطموح والاجتهاد نموذج لكل شاب يعانى من بيروقراطية بلاده، يحبها نعم ويغضب منها نعم ومن الممكن أن يتذوقها عسلًا مرًا، ولكن حينما يخرج يمثل بلاده إذا تفوه اى عربى أو أجنبى أو مصرى بنصف كلمة فى حق بلاده يتحول هذا الكائن الباندا إلا كائن متوحش ينفض عن نفسه الطيبة ويسن شفراته ويهاجم كل من يتجرأ على بلده.
شاب مصرى طور نفسه بنفسه، دون أن يعلق معوقاته على "شماعة الظروف" بل واجه آليات سوق العمل التى تغيرت وأصبحت متقدمة ومتطورة بأنواع كثيرة من التكنولوجيا وخصوصا التكنولوجيا الرقمية، فلم يكتف عمرو بتخرجه من كلية إعلام القاهرة، بل انتقل من هواية لهواية لينميها ويعمل بها، فعمل كموديل، ومطرب، ومصمم حلى ،وصحفى وترك كل هذا.
حينما وجد شيئا هو يعشقه ويتقنه منذ طفولته وهو تذوقه للطعام ثم نقده، طريقة نقده ووصفه لما يأكله وشرحه بالتفصيل، يجعلك تشعر بلذة الطعام وكأنك أنت الذى تناولت هذه "القضمة" عشقه لنكهات الطعام ووصفه لكل مكون به تجعلك تشعر بمتعة الطعام قبل متعة القراءة التي تقرأها له، ولما لا وهو الملم بفنون الطهي.
سافر مع زملائه طلاب الماجستير فى رحلة حول العالم زاروا خلالها أمريكا وهولندا واليابان وكوريا والصين، وقد عانى كثيرا كمصرى ليأخذ تأشيرات هذه الدول واكتئب، ولكنه لم يستسلم عافر وعاند مع الظروف ونجح، ومع كل نجاح يحققه عمرو حلمى تشعر بالفخر وكأنك انت شخصيا حققت هذا النجاح.
كلما تأملت حياة عمرو وجدتها حياة عادية، غير العادي هو إرادته ووضعه إستراتيجية لأهدافه، فالأفراد يختلفون فى شخصياتهم وأيضا يختلفون فى درجة استجابتهم للمؤثرات الداخلية والخارجية.
متى سنرى عمرو حلمى فى كل أسرة ، فالتجارب أثبتت أن المصرى ناجح جدا خارج بلده، لأنه يدخل ضمن منظومة نجاح، منظومة متكاملة، نحن ننظر للجانب المشرق وهو المال فقط، ولكن حقيقة الأمر هو "على قد اجتهادك على قد حصولك على المال.
إذا اشتعل الشباب بنار العمل، وتأهيل أنفسهم بعيدا عن حكومة ومسببات وعوائق سنرى مصر مصانع لإنتاج الطموح وتحقيق الأهداف.
وإذا عملت الحكومة على تدمير بؤر الفساد فى الدولة وتفعيل الأجهزة الرقابية وتجديد وتغليظ القوانين، لكانت مصر جنة الله فى الأرض .
لم أجد غير مقالى هذا لأبعثة للكائن الباندا عمرو حلمى وأقول له فى غربته ، شرفت مصر وإن شاء الله تأتى لمصر بالدكتوراه وتعمل على تحقيق حلمك وهو وضع مصر على قوائم الطعام بالعالم وتوثيق الطعام المصرى.