كل المفروض .. مرفوض

بسم الله الرحمن الرحيم .. عيد ميلادي النهاردة ف ياللا نردم علي اللي فات بقي ونبدأ نتمرد علي كل حاجة .. لأ بهزر مش كله .. حتة منه .. بما أني أصنف أنا سارة مجدي بقنبلة موقوتة حيث سأتم عامي الــ 29 من غير حاجه تفرح قريب ولا حاجة جاية في السكة ولا تذكرة قطر ولا حتي مترو ..ففيه حالة طواريء غير مبرره لكل واحد أو بالأخص واحدة مش ماشية علي النهج النموذجي اتعلم , اشتغل , اتجوز , اخلف , اخاوي , آكل , أنام , اصحي , أكرر اليوم .. آه و لو فوت خطوة من دول أنت ناقص و محتاج ..

تعالوا نطلع بره كل الصناديق دي .. مش سكة تنمية بشرية لأ .. بس تعال معايا للآخر نفكر في ايه ممكن يكون مفروض عليك و أنت رافضه من جواك .. بس المجتمع حيقولك عيب كل ماترفض !

أنت مين ؟ أنت مين بره الدور اللي عايش فيه من وظيفة اجتماعية أو علمية ؟

من غير إجابة نموذجية .. أنت وصلت بنفسك لإجابة أنت عايش ليه ؟ و ايه القيم و المعتقدات اللي أنت مؤمن بيها بدون أي تدخل من أهل أو اللي تعرفهم ؟ يعني أنت لوحدك وصلتلها واخترت تؤمن بيها.. ايه الأحلام اللي بتحرك الشغف جواك ؟

تحت كل دور اجتماعي بتلعبه في حدوتك.. هل قدرت تحدد أنت لوحدك مين ؟

قريت كتاب لكاتبة اسمها هبة السواح بتقولك ايه بقي عن النقطة دي تحديدا ..بتقول " لو عمرك مافكرت قبل كده في سؤال " أنا مين ؟ " يبقي غالبا أنت حصرت نفسك في الأدوار اللي بتلعبها في كل مرحلة في حياتك و بس .. أم- أخت – زوجة – أب – زوج .. و هكذا".

بتبني كيانك حوالين عمود واحد .. لو خسرتي جوزك ولا وظيفتك ..أو فقدت حد من أهلك أو أي دور من أدوار حياتك حتلاقي نفسك تايه و متلخبط و مش عارف تكمل حياتك إزاي ..

الأسئلة الوجودية دي ممكن تفكر انها هتستهلكك ذهنيا .. و تتجاهلها عن قصد .. بس ده حيخليك واقف مكانك .. مش بتتطور.. ولا بتشوف ولا بتعيش مشاعر و تجارب جديدة .. بتخش في مصيدة القطيع.

علميا في فترة منتصف العشرينات تحديدا حتي التلاتين بيكبر أوي في دماغ الإنسان السؤال الوجودي المحير الجميل ده .. أنا مين ؟ و عايز ايه ؟ و كل ده طبيعي جدا .. المشكلة بقي بتبدأ من هنا .. أن بنلاقي المجتمع حوالينا عمال يملينا ايه المفروض و ايه اللي لازم نعمله و منعملوش و يمكن بيفرض علينا نبقي شبه بعض في حاجات اصلا مش شبهنا .. يعني مثلا ليه لازم عشان نعمل فرح لازم قاعة؟ و ليه نعزم ناس منعرفش نصهم ؟ ليه لازم فقرة الرقص slow ؟ ليه لازم العريس يبقي لابس ببيونه ؟ ليه طقوس يشربوا شربات عكس عكاس ؟ ليه البوكيه اللي اخترته بعد عناء يترمي كده و اديه لأي واحدة حتلقفه ؟

ليه لازم زفة اتمخطري يا حلوة يا زينة مش زفة نوبي ولا لبناني ولا أي حاجة مش متوقعة كده ؟

ليه اصلا قاعة بفلوس كتيييير.. ليه مش فرح بسيط مع الناس اللي بتحبهم علي البحر مثلا ؟

ليه الفرح مش في مكان مفتوح ؟ ليه بالليل مش الصبح ؟ ليه جزمة كعب عالي توجع الرجلين ..أو جزمة سودة كلاسيك للعريس.. ليه مش كوتشي ابيض بشريط ابيض أو أي حاجة يختارها العريس عشان هو حر في اللي يختاره في يوم المفروض بتاعه ؟ ليه نيش ؟ ليه حاجات كتير و مش حخلصهـا لو كتبتها في كتاب لوحده ..
المجتمع فرض علينا نبقي شبه بعض في شكل و اللبس و التفكير ..فرض نعيش بأهداف معينة هو حددها مسبقا و قرر أن هو ده الصح و هي دي الحياة و هو ده النجاح.

أنتي بنت في منتصف العشرينات فلازم تلحقي تتجوزي .. انتي أم لطفل واحد .. فلازم تلحقي تخاويه .. انتي مطلقة فلازم تعملي كذا .. انت متحلمش بده .. عشان مستحيل .. و إنتي ادرسي ده أحسن .. و إنتي اتجوزي بالطريقة دي ..و أنت لازم تفرش بيتك كذا .. القوالب دي بتتفرض علينا و بنلاقي نفسنا جواها ..لحد ما نبعد عن الهوية الحقيقية بتاعتنا ..

فيه جزء قريته من كتاب هبة السواح اسمه "سندريلا سيكريت".. بتشرح فيه الجزء ده بطريقه حلوة جدا توصل لعقلك و قلبك في نفس الوقت .. بتشرح إن نتيجة للقوالب اللي اتفرضت علي كتير مننا ..بنخرج بأزمة هوية .. Identity Crisis.

"كلنا عارفين يعني ايه مراهقة ..و كتير مننا يسمع عن أزمة منتصف العمر ..لكن قليل جدا اللي يعرف أن في أزمة بتحصل للإنسان في المرحلة العمرية من 28 – 35 بالتقريب اسمها "أزمة هوية “.

"فيه دراسات بتقول إن من آخر ما يكتمل نضوجه في مخ الإنسان - تحديدا في النص التاني من العشرينات - القشرة الأمامية أو الـ Prefrontal cortex اللي هي مسئوولة عن مهارات مثل التخطيط و الذكاء العاطفي و السيطرة علي الإندفاعات و ربط الماضي بالحاضر .. وبالتالي أخذ القرارات“.

وتستكمل .. كمان في أواخر العشرينات بيحصل تواصل أفضل بين أجزاء المخ المسؤولة عن المؤثرات الاجتماعية من ناحية .. زي مثلا فكرة الناس حتقول عليَّا ايه و هتبص لي ازاي ؟" و بين أجزاء المخ المسؤولة عن التخطيط و المخاطرة و إتخاذ القرارات المهمة من الناحية التانية ..

وده بقي اللي بيوصلنا لسبب اللخبطة اللي وارد جدا نمر بيها في الوقت ده .. بسبب التغيرات اللي بتحصل في المخ في الفترة دي زائد مشكلة عدم الوعي بنفسنا اللي احنا عايشين به ..

مين المجتمع ؟ مش ناس مني و منك .. أنا و أنت و هو و هي ؟ مجموعة من الناس كونوا فكرة .. زي ما كان فيه مجموعة من الناس قرروا أن البنت ملهاش حق في التعليم و أن السود مينفعش يتجوزوا من البيض ولا يمسكوا أي منصب سياسي و أن الناس مش زي بعض في عبد و فيه أحرار..

ودلوقتي البنات معاها دكتوراه .. و رئيس أقوي دولة في العالم كان إسود و الرق اتلغي من أساسه ..كل ده بقي تاريخ و ماضي أسود و محدش يجرؤ يفتح بقه في القضايا دي أصلا .

ليه بنتعامل مع العادات و التقاليد البشرية كأنه قرآن أو نهج سماوي لازم نقوله سمعنا و أطعنا ؟

الفكرة مش شرع و كل فكرة قابلة للمناقشة والمغالطة و التغيير زي ما أنا و أنتي ممكن انهاردة نحط طريقة عمل الكيكة الاسفنجية ممكن بعدها بسنة نحط طريقة تانية ..و تالته ..و عاشرة.. أي طرق لعمل أي حاجة في الدنيا ..أنا و أنتي اللي حاطينها و أنا و انتي ممكن نحط غيرها ..مفيش ثوابت ..ولا فيه مفروض ..ولا لازم .. إلا في شرع الله و الحلال و الحرام غير كده .. اتجرأ وشغل مخك في ثوابت مش ثابتة إلا لو أنت مصدق إنها كده.