أعلنت النقابة العامة للأطباء، أنها تابعت ما تم تداوله من شكاوى واستقالات لعدد من نواب قسم النساء والتوليد بكلية الطب جامعة طنطا.
وكانت طبيبة شابة تدعى رنين جبر، عرضت عبر حسابها منشورًا مطولًا كشفت فيه عن ظروف قاسية وصفتها بغير الآدمية داخل قسم النساء والتوليد، وأكدت أنها قدمت استقالتها مع 7 آخرين بعد شعورهم بعدم التقدير وتعرضهم لضغوط نفسية ومهنية كبيرة خلال الآونة الأخيرة.
وبحسب بيان صادر عن نقابة الأطباء - فقد تواصلت النقابة منذ علمها بالأزمة، مع إدارة كلية الطب بجامعة طنطا للوقوف على تفاصيل ما حدث، ومطالبتها بسرعة التحقيق في هذه الشكاوى، والخروج بنتائج تضمن حفظ كرامة الأطباء، وتوفير بيئة تدريب وتعليم آمنة وعادلة لهم.
وقال البيان، إنه ووفقا لآخر تواصل بين مقرر لجنة الإعلام وعضو مجلس النقابة العامة للأطباء د. أحمد مبروك الشيخ، مع عميد كلية الطب جامعة طنطا د. أحمد غنيم، أفاد الأخير بأنه تم إصدار أمر إداري بنقل وحدة قسم النساء والتوليد (أمراض النساء) إلى المستشفى التعليمي الفرنساوي بسعة 50 سرير وغرفتي عمليات مستقلين، بالإضافة لوحدة مناظير أمراض النساء.
وأشار البيان إلى أن عميد طب طنطا، أوضح أنه تم الاتفاق على أن تكون نوبتجية 24 ساعة بدلا من 48 ساعة على أن يتم تقسيمها 12 ساعة فقط في اليوم، وذلك في حالة اكتمال عدد الأطباء المقيمين مع مراعاة استمرار العمل بصورة طبيعية لخدمة المرضى، وأيضا عمل نظام تناوب يتيح للطبيب المقيم أخذ قسطا من الراحة.
ووفق البيان فطبيعة قسم الأمراض النساء والتوليد تتطلب المتابعة الوثيقة وخصوصا لحالات الولادة والحالات الطارئة؛ وأن مستشفيات جامعة طنطا وقسم النساء والتوليد يستقبل حالات شديدة الصعوبة والمعقدة المحولة من المراكز والمستشفيات الأخرى التابعة لوزارة الصحة أو من المحافظات المجاورة.
من جهته، أكد مقرر لجنة الإعلام بالنقابة العامة للأطباء وعضو مجلس النقابة د. أحمد مبروك الشيخ، أن الأزمة الأخيرة، تٌعيد تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير بيئة عمل مناسبة تضمن الحد الأدنى من الظروف الإنسانية والمهنية لشباب الأطباء.
وشدد على أن تحسين بيئة العمل لا ينفصل عن جودة التعليم والتدريب الطبي، وأن استمرار الضغط غير المبرر على الأطباء المقيمين دون مراعاة لطاقاتهم وظروفهم يمثل تهديدا مباشرا لمسارهم المهني، ويؤثر سلبا على قدرتهم في تقديم رعاية آمنة وفعّالة للمرضى.
وإذ تناشد نقابة الأطباء كافة الجهات المعنية، فإنها تؤكد على ضرورة مراعاة المعايير المهنية والإنسانية في تشغيل شباب الأطباء، بما يضمن لهم بيئة تدريب آمنة ومحترمة، تُعزز من قدراتهم ولا تستنزفهم.
واختتمت الأطباء البيان، بأن تمكين الطبيب الشاب من التعلّم والتدرّب تحت إشراف مناسب، ووفق ساعات عمل عادلة، هو أساس إصلاح المنظومة الصحية وبقائها قادرة على أداء دورها.

اجراءات تصحيحية لتوفير بيئة عمل مناسبة
وفي استجابة سريعة من رئيس جامعة طنطا، اجتمع الدكتور محمد حسين مع وفد من الأطباء المقيمين المتقدمين باستقالاتهم من المستشفيات الجامعية، للاستماع إلى مطالبهم وشكواهم التي دفعتهم للتقدم بالاستقالات.
وأكد رئيس الجامعة أن جامعة طنطا تحرص على الحفاظ على أبنائها من الخريجين المتميزين، مشددا على أنه أصدر تعليماته لعميد كلية الطب للاجتماع بمجلس قسم النساء والتوليد واعداد تقرير تفصيلي، وذلك فور تداول أنباء تقديم الاستقالات على المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما أكد أن جامعة طنطا لن تتوانى في اتخاذ اي اجراءات تصحيحية لتوفير بيئة عمل مناسبة تكفل لهم تحقيق التميز مهنيا وأكاديميا، مشيرا إلى أن الاجراءات التصحيحية قد دخلت حيز التنفيذ بدءا من اليوم، وأنهم سيلمسون ذلك بأنفسهم خلال الفترة المقبلة، مطالبا اياهم بالعدول عن استقالاتهم حرصا على مستقبلهم المهني والأكاديمي.
وأوضح رئيس الجامعة أنه أرسل تعميما إلى عميد كلية الطب بدراسة أوضاع جميع الأطباء المقيمين والعاملين بالمستشفيات الجامعية وتذليل كافة العقبات التي تواجههم.
حضر الاجتماع، الدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث والدكتور حسن التطاوي المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والمستشار خيري عمارة المستشار القانوني للجامعة.