أن تُصبح مشهورًا

يبدو أن «الدين» و«الجنس» أصبحا هما الطريق الأقرب للوصول إلى عالم الشهرة أو الاستحواذ على المساحة الأكبر من أعمدة الصحف والمجلات، وهما الحيلة الوحيدة التي أصبح البعض ينتهجها للخروج من نفق التهميش إلى عالم الكاميرات والنجومية والانتشار على مواقع «السوشيال ميديا»، يلجأ إليها من نعتبرهم رموزًا في حياتنا أو من يقدمون لنا النصيحة ويناقشون مشكلاتنا في عالم الفن أو في السياسة أو حتى رموز الدين.

مستشيخ يدّعى زورًا بأنه المهدي المنتظر، وعضو مع الأسف برلماني يطالب بإخصاء المتحرش، وفنانة لا تفقه عن الجمال والذوق الفني شيئًا تُصّرح بأن نسبة الرجولة في مصر لا تتعدي الـ 2%.. لكن يبقي السؤال حائرًا لماذا ينظر هؤلاء إلى عقول المصريين بنظرة الاستهتار، ولمَ لا يراعون في تصريحاتهم المستفزة شعور الآخرين، أو لمَ لا يضعون لسيل الإساءات والانتقادات التي توجه إليهم أي اعتبار؟.

ولمَ لا يضع «هؤلاء» الاعتبار لمشاعر المواطن وهناك ترويج منقطع النظير لتصريحاتهم المستفزة سواء على شبكات التواصل الاجتماعي أو على وسائل الإعلام، ولمَ لا والمُحللون بين مؤيد ومعارض يناقشون ليل نهار تصريحاتهم على شاشات التليفزيون، ولمَ لا والأعمال السينمائية أصبحت لا تخلو من المشاهد الساخنة والإيحاءات الجنسية على مرأى، ومسمع هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، لكن هل أصبحت الشهرة في نظر هؤلاء مجرد تصريحات ساخنة يصدّرونها على الملأ دون أن يلقوا لعواقبها بالًا، أو يتداركوا حجم تأثيرها في صورة المجتمع المصري بعيون مجتمعات العالم .

حان الوقت لأن يقوم المجلس الأعلى للإعلام بدوره الذي شُكّل من أجله وأن يضع معاييره ويطبق قوانينه الثابته والرادعه التي تُلزم الإعلاميين بتناول الموضوعات ذات المادة المهنية والمهمة التي يمكنها أن تفُيد المشاهد، كما حان الوقت لأن تقوم الهيئة الوطنية للصحافة بدورها في إلزام الصحف ومواقعها الإخبارية بتطبيق هذه المعايير والالتزام بميثاق الشرف الإعلامي عند تناول القضايا والموضوعات، وحان الوقت أيضًا لأن تضرب الدولة بيد من حديد من أجل تفعيل قانون «ازدراء الأديان» وتطبيقه على كل من تسول له نفسه أن يقترب من الإساءة للدين، وردع كل من يخدش الذوق العام بتصريحات جنسية.