الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرحمة


كلها يومين ونكبر ونهلل كل عام وأنتم بخير فهى أيام مباركة بها رحمة ومغفرة من الله وبهذه المناسبة أوصيكم خيرا بالذبيحة .. كما أوصانا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .

فكل عام أصاب بنوبة من البكاء الشديد من الفيديوهات التى تسجل للحيوانات المسكينة وكل ذنبها أنها أضحية لأناس خلت من قلوبهم الرحمة والرأفة .

فأرى حيوانات هائجة وخائفة فتخور وتجرى يمينا ويسارا من أفعال من لا ينتهجون نهج الرحمة ، والأكثر صعوبة فى هذا المشهد هو الأطفال الذين يرون هذه المواقف المرعبة، تعذيب الحيوان قبل وأثناء الذبح ليس عن قصد ولكنه عن جهل ، وهذا ذنب أعظم ، فهذا ليس من تعاليم ديننا أبدا ومنهى عنه .

الاقتداء فى الذبح ، كان بسيدنا إبراهيم فى طاعته لربه ، ثم طاعة سيدنا إسماعيل لأبيه عندما قال له أبوه إن الله أمرنى أن أذبحك ، فقال له سيدنا إسماعيل افعل ما تؤمر به يا أبتِ ستجدنى إن شاء الله من الصابرين ، وعندما أطاع الله فداه الله بكبش عظيم .

فبعد هذه القصة العظيمة نشوه المعنى الحقيقى للطاعة وللفداء ونتجرد من رحمتنا ونحن نضحي.

فالأصل فى العبادة الرحمة أما ما يحدث فى معظم بلاد المسلمين لا يمت للرحمة بأى صلة ، أذكر حكايات كثيرة بها هرج ومرج لأشخاص يذبحون الأضحية بأنفسهم وهذا فى أصل العقيدة يستحسن أن يقوم المضحى بالذبح بنفسه اذا كانت تتوافر فيه الشروط .

وهناك قصص أذكرها مؤلمة ، جعلتنى أجلس فى بيتى ولا أخرج فى العيد كى لا أرى الشوارع ملطخة بالدماء والتلوث الصحى فى كل مكان ، جلود "نتنة" آثار دماء على معظم الأرصفة وفى الشارع نفسه ، وكأن الشارع تحول إلى "سلخانة" تلوث بصرى؟
 
فدائما أتذكر تلك البقرة التى نزعت الحبل من أقدامها ورفست الجزار ثم قامت على أقدامها تترنح ليتفاجأ الجميع بأن الجزار قليل الخبرة لم يتمكن من ذبحها ولكنه قطع جزءا من الرقبة، فأخذت تجرى فى الشارع ويهرب الجميع من أمامها وهى تترنح وتقوم وتجرى الى أن تجمع الجزارون وشباب الشارع وتم تكسير أرجلها كى تخر راكعة وبالفعل وقعت من جديد وذبحت ولكن نظرة عينيها وهى بها دموع لن ينساها كل من تواجد على أرض المعركة..

نعم هى معركة.. معركة بين قلة الخبرة وبين الحيوان المسكين الذى لا حول له ولا قوة .

الحكايات كثيرة جدا ومؤلمة ، أذكر عندما تم توثيق عجل عند إحدى الجمعيات وفجأة كانت فيه قوة مهولة بعد نحره فقام وركض فى الشوارع والناس من خلفه إلى أن تصفت دماؤه وسقط وهو يترنح ...الحكايات المؤلمة كثيرة .

أما عن أشهر الفيديوهات التى رأيتها من عدة سنوات وشعرت بألم وكأنى أرى هذا الحيوان المسكين يستنجد بكل من شاهد الموقف ، شاب فى بداية الاربعينات يقف فى شارع وأمامه بقره قوية، موثوقة من الرقبة ومن الأرجل وهى واقفة ثابته بأحد أعمدة الكهرباء وكلما اقترب منها الرجل ليضربها ، تتحرك إلى أن "رفسته" بعد أن سقط الحبل من أرجلها فاستشاط الرجل غيظًا ، ثم أخذ يضرب بالساطور فى مفاصلها فكسرت إحدى أقدامها وأخذت تخور فقطع جزءا من رقبتها وكأنه يمسك بـ "مطواه" ويضربها يمينا ويسارا فنزفت ولم يذبحها "فرفسته" بقوة فقام كالثور الهائج وجاء بانبوبة بوتاجاز وأخذ يضرب رأسها حتى سقطت فذبحها وبعض الأشخاص قد تجمعوا وبعضهم يضحك ، ولهجة الرجل عربية ، فصدمت من هذا الفيديو ، فيديوهات مؤلمة .

أتمنى أن يخرج تشريع وربما كان هناك بالفعل تشريع يجرم الذبح خارج المجزر "السلخانة" كما نسميها بمصر، فعلى كل المضحين الذهاب بالذبيحة إلى المجزر كى يتم الذبح بأيد متخصصة وعلى من يريد الذبح بنفسه التدريب أولا فى المجزر ، فهذه "روح يا ناس" .

فهذه شعائر الله وهى سنة مؤكدة.. فلنحسن الذبح.. وشكرا لكل من يتقى الله فى ذبيحته.

فالراحمون يرحمهم الله .. وكل عام وأنتم بألف خير وعيد أضحى مبارك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط