الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حتى فرعون.. بقى وليد وبلده «الشريفة»


الدكتور سعد الدين الهلالي أو الهلالي سعد الدين.. كله محصل بعضه، وهو أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر تعودنا منه على الخروج عن المألوف في تفسيراته وآرائه الفقهية، خاصة الخلافية، وده في حد ذاته عادي ومقبول لأنه أمور خلافية وربما يكون ذلك أحد أسباب ارتفاع نسبة مشاهده برامجه ولا بأس بذلك.

ولكن من غير المقبول أن يتحول الهلالي من رجل دين إلى باحث آثار وتاريخ مصر القديمة ويهبل وإحنا مش ناقصين هبل ولا هلاهل ياعم الهلالي، خرج علينا الدكتور الهلالي بفرية جديدة وغريبة ولا أعلم ما هدفه من ذلك، قالك إيه الحاج الهلالي، قال إن فرعون مصر الذي تحاجج مع سيدنا موسى عليه السلام ليس مصريا بل هو من خرسان (بلاد الفرس) اللي هي دلوقتي أصبحت الدولة الشريفة، حسب تعبير المندوب القطري في الجامعة العربية، وسنعود إليه في آخر المقال، وكيف أنه أخد طريحة من الوزير الأسد سامح شكري والسفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان.

نرجع لمرجوعنا؛ للحاج الهلالي قالك كمان إن فرعون مصر اللي إحنا بنسميه فرعون وعندنا مثل فرعوني قديم (يا فرعون مين فرعنك.. قال مالقيتش حد يلمني) هنغيره بقى مادام الهلالي بيقول إن فرعون موسى اسمه "وليد"، يا نهار أسوح.. فرعون مصر الحضارة 7 آلاف سنة وأقوى دولة في العالم وخزائن الأرض وألغاز حيرت علماء العصر الحديث في العالم كله ونتفاخر ونتباهى بها وبعلومها وآثارها ومعابدها والرسوم الرائعة التي تؤرخ للحياة في مصر القديمة، كل ده وكان اسمه وليد بن ريان.

طيب يا حاج سعد يا هلالي إيه اللي يخليك تصدق كلام قاله واحد اسمه الفيروز أبادي ولا "بصائر ذوي التمييز" ولا في "لطائف الكتاب العزيز" وبن منظور ولا حتى لسان العرب والفيومي ولا المصباح المنير.. كل ده مايلزمناش.. وجالك قلب ياشيخ تنقل عنهم كلام فارغ بأن فرعون ليس مصريا، اتقي الله يا شيخ.

وتعالوا نشوف رد الدكتورة نيرمين شكري، أستاذ الآثار والتاريخ المصري القديم، على تخاريف الهلالي والفيروز أبادي، إذ قالت: "ما قاله الدكتور الهلالي أمر مضحك وليس له أي أساس من الصحة وده مجرد هبل، اسم وليد اسم حديث ظهر بعد الفتوحات العربية ولم يكن موجودا في مصر القديمة وعهد فرعون، وفرعون الذي تحاجج مع سيدنا موسى عليه السلام لم تظهر حتى الآن أي بردية أو وثيقة تثبت من هو فرعون مصر ولا جنسيته 

وطالبت الدكتورة الشرقاوي - وهذا حقها ونضم صوتنا لصوتها - بأنه يجب على من يدلي بأي تصريحات حول التاريخ المصري القديم أو الفراعنة أن يكون باحثا أو متخصصا وليس كل من قرأ كتابا أو بعض من الكتب أن يفتي بأشياء ليس لها معنى، انتهى كلام الدكتورة نيرمين شكري، أستاذ الآثار والتاريخ المصري القديم، في الرد على تخاريف الهلالي.

نيجي بقى للشريفة إيران، طبعا تتذكروا معي واقعة المندوب القطري في الجامعة العربية وكيف أن الوزير سامح شكري غسل بيه بلاط الجامعة عندما تجاوز وتحدث عن مقاطعة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين لقطر ووصف موقف الدول المطالبة لقطر بإيقاف دعمها للإرهاب بـ"الحصار الجائر"، وظل يردد أكاذيب، وبعد ذلك تحدث عن علاقة إيران بقطر ووصف إيران بالدولة "الشريفة"، أعجبني جدا رد السفير السعودي بالقاهرة السفير أحمد قطان على سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشئون الخارجية القطري.

وقال السفير قطان للخريفي: "الدوحة ستندم على علاقاتها بإيران التي وصفتها بالدولة الشريفة"، ثم قال السفير قطان عن وصف الوزير القطري لإيران بالدولة الشريفة بأنها "أضحوكة": "إيران الدولة التي تتآمر على دول الخليج والتي حرقت سفارة السعودية.. هل هذه شريفة؟"، وختم بقوله إن "هذا هو المنهج القطري التي دأبت عليه"، وأضاف السفير قطان موجها كلامه للوزير القطري المريخي: "هنيئا لكم بإيران وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك".

وأثلج صدري جدا جدا.. أيضا حدة وسرعة الرد المصري الذي جاء على لسان أسد الخارجية المصرية سامح شكري، قائلا للمريخي أو الوزير القطري: "كلامك عبارة عن مهاترات لا نسمح بها ولا نقبلها وحديث غير ملائم وعبارات متدنية، وقطر مصرة على دعم الإرهاب ونعلم جميعا التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما تقوم به من تمويلها للإرهابيين من أسلحة وأموال في ليبيا وفي سوريا وفي اليمن وداخل مصر، وأدت إلى استشهاد العديد من أبناء مصر، أنت تتحدث عن دولة وشعب صاحب حضارة أكثر من 7000 آلاف سنة.. بصراحة أنا انشكحت".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط