الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلادها.. ذكريات الأميرة فوزية مع إخوتها في مكانها المفضل بمصر

صدى البلد

أميرة جميلة، صنفها الكثير كأيقونة للجمال على مدار عدة عقود، فلم يكن جمالها مقتصر على شكلها فقط ولكن جوهرها أيضًا فكانت هادئة رقيقة مثقفة محبة للجمال، ولدت الأميرة فوزية فؤاد في 5 نوفمبر 1921، وهي ابنة الملك فؤاد الأول ملك مصر السابق والملكة نازلي، تزوجت الأميرة فوزية مرتين الزيجة الأولى من إمبراطور إيران الشاه محمد رضا بهلوي في 15 مارس 1939، وسافرت معه إلى إيران، وزارت مصر لأول مرة بعد الزواج في عام 1945 واستضافها أخيها الملك فاروق في المكان المفضل لها وهو "ركن الفاروق".

في الطريق إلى ضاحية حلوان وعلى مسافة خمس وعشرين دقيقة بالسيارة من القاهرة، تقع بقعة جميلة تشرف على النيل، كانت تسمى "سا جوفاني" وهو الاسم الذي أطلقه أجنبي على المنتزه العام الذي أنشأه فيها، ثم أقفل هذا المنتزه أبوابه لفترة، ولم تلبث تلك البقعة الجميلة أن تحولت إلى أكوام من التراب والأعشاب.

حتى اشتراها الملك فاروق وأصلحها وأعاد إليها سناءها وضمها إلى أرض كانت له في تلك المنطقة، ثم شيد فيها دارًا صغيرة وأحاطها بشبه "كورنيش على النهر" وأسماه "ركن الفاروق".

وشاء الملك أن يجعل تلك الدار "معرضًا نموذجيًا صغيرًا" لتقدم الفنانين والصناع والعمال المصريين، بالإضافة إلى دعوة بعض الأجانب إلى "ركن فاروق"، فأول ما يقوله لهم عندما يدخلون الدار «إن كل شئ هنا صُنع بأيد مصرية..فهذا الأثاث صنعته أيد مصرية..وهذه النقوش صنعتها يد مصرية..وهذا الرخام من مصر».

ومضى الملك فاروق في حديثه حتى قال : "إن ما تشاهدونه هنا يدلكم على ما يستطيع الصانع المصري فعله عندما تتوافر له وسائل الإجادة".

هذا هو "ركن الفاروق" الذي حلت فيه الأميرة فوزية عند شقيقها الملك فاروق، عند قدومها إلى القاهرة في عام 1945، في الأسبوع الذي قضته في مصر، وكان هذا الركن بمثابة مكان لاستقبال إخوته في أي وقت حتى أن الملك فاروق دعا الأميرة فائزة وزوجها محمد علي رؤوف لقضاء شهر العسل فيه، ونزلت فيه كلتا الأميرتين فوزية وفائزة واجتمعا معًا بعد غياب ست سنوات.

وكان يجمع الملك فاروق بأخوته الأميرتين فوزية وفائزة علاقة صداقة، وكانت الأميرة فائزة هي الأقرب للأميرة فوزية وربما كان هذه التقارب بسبب قرب السن بينهما وهو سنة واحدة، وأيضًا الفارق بين الملك فاروق والأميرة فوزية سنة واحدة، فكانت صداقتهم ونشأتهم معًا هي السبب في هذه الصداقة.

كانت الأميرة فوزية تقضي الكثير من الوقت مع الملك فاروق بعد انتهائهما من الدروس، ويقول الذين عرفوهم في ذلك العهد أنهم لا يذكرون نشوب شجارًا ما أو خلافًا ما بينهما مع أن اختلاف الإخوة في سن الحاثة أمر محتمل، وفقًا لحوار قديم من المقربين منهما نشر في مجلة المصور عام 1945.

أقامت الأميرة فوزية في "ركن الفاروق" لعدة أيام بصحبة الأميرة فائزة وكان الملك فاروق يتردد عليهما كل يوم واستعادوا الكثير من ذكريات الطفولة معًا، وحين مروا بحمام "ركن الفاروق" التفتت الأميرة فوزية إلى الملك فاروق وقالت له باسمة : أتذكر حادث الحمام؟، فابتسم فاروق وقال لها : أتذكرينه أنتِ؟، وأوضحت الأميرة للحاضرين أن حادث الحمام كان قد وقع في طفولتها فعندما كانت تستحم يومًا زلت قدمها، وأخذت تصيح مستغيثة فكان فاروق أول من سمعها وأنقذها.

ولما جئ للإمبراطورة بأول طبق عنب، استعادت أيضًا ذكريات إرسال الملك فاروق لها العنب خصيصًا من إنجلترا في الطائرة في غير موسمه، وكانت هذه عادته في إرسال الطعام المفضل للأميرات إخوته في غير موسمه من أوروبا.

وكانت الأميرة فوزية شخصية هادئة تميل إلى الأماكن الطبيعية، فوجدت في "ركن فاروق" المكان التي تطيب لها نفسها، خاصة وأنها كانت شغوفة بالقراءة، فأعد لها السطح خصيصًا للاستمتاع به وكان العشاء بصورة دائمة على السطح.

وكان في الدار في الطابق السفلي بيانو للأميرة فوزية فرغم أ،ها كانت لا تجيد العزف ولكنها كانت تفضل الاستماع إلى ما يصدره من ألحان بمساعدة الأميرة فائزة، وينتهي الكورنيش المحيط بالدار إلى مرفأ صغير ينزل منه الملك فاروق وضيوفه إلى مركب بخاري، وكان يخرج بصحبة الأميرة فوزية في نزهات نيلية بشكل مستمر، وكان دائمًا ما يخبرها "افعلي ما شئتي أنت هنا صاحبة الدار".

وكانت هذه أهم تفاصيل زيارتها الأولى لمصر بعد زواجها، والتي تضمنت أيضًا زيارة قبر والدها في البداية، وكان يزين واجهة غرفتها في "ركن فاروق" صورة لوالدها لأن الملك فاروق كان يعرف شدة تعلقها به.