الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شيرين «إيفيان».. وسدَ الحَنكً


صراحة ماكنتش مرتاح للضجة المثارة حول ما قالته المطربة شيرين عبد الوهاب المعروفة بمطربة "آه يا ليل" وتوقيت انتشار الفيديو الخاص بالواقعة التي أطلقت فيها دعابة سخيفة وسمجة ردا على إحدى المعجبات بها في حفل بالشارقة بدولة الإمارات الشقيقة، والتي طلبت منها أن تغني أغنيتها المعروفة "ما شربتش من نيلها"، فردت عليها شيرين بدعابة بايخة أو مزحة سخيفة تؤكد أنها تحتاج إلى "كنترول ماوث" أو أن تتحكم في تصريحاتها التي اعتادت عليها وتتسبب في كثير من الاستياء، ونذكر جميعا ما حدث في تونس في محاولة منها أن تجامل معجبيها في تونس عندما قالت إن "ابنتها تقول عن تونس بقدونس"، ونظرا لسماحة أشقائنا في تونس كبروا دماغهم وماعملوش منها أزمة.

ولكن شيرين لم تتوقف وكان ما كان في واقعة الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا بشكل كبير، وكان ما كان من قرار نقيب الموسيقيين هاني شاكر بإيقافها ومنع أغانيها في التليفزيون الرسمي والإذاعة وإذاعة الأغاني.

ما أريد أن أشير اليه أن هذه الواقعة أو "موقعة البلهارسيا" أو "البلهارسيا جيت" على "غرار ووترجيت"، أظهرت بشكل كبير الحس الوطني والانتماء لمصر وللنيل الذي يعد أكبر رمز تُعرف به مصر وأن مصر هبة النيل، وكون شيرين عبد الوهاب أساءت لرمز مصر الكبير "نهر النيل"، انتفض رواد "فيس بوك" والسوشيال ميديا للرد عليها وعلى دعابتها السمجة، وهو ما دفعنى للكتابة في هذا الموضوع بعد أن كنت عازفا عن الخوض فيها، ورُب ضارة نافعة.

دعابة شيرين والسخف الذي ردت به على معجبيها عندما طلبوا سماع أغنية "ما شربتش من نيلها" فجر في المصريين بالداخل والخارج الحس الوطني الكبير والانتماء لمصر، خاصة عندما يتهكم أحد أو يسخر من نهر النيل، وأيضا أظهرت الانتقادات والتعليقات على شيرين وقولها لمعجبتها "بلاش تشربي من النيل أحسن يجيلك بلهارسيا إشربي إيفيان أحسن"، ورغم اعتذارها الذي لم تكتبه بنفسها طبعا وإنما يظهر من الصياغة والأسلوب أن من كتبه فريق بالديسك المركزي في إحدى المطبوعات أو المواقع الفنية الكبيرة.

ورغم الاعتراف المنمق والمذيل بالتوقيع "أنا آسفة"، و"المطربة المصرية والتي تتشرف بأن تكون مصرية.. إلخ" لم يتعاطف معها أحد واستمرت الانتقادات والهجوم على شيرين، وبُعد منها ساخر والآخر موضوعي، ومن هذه التعليقات الموضوعية ما كتبته الصديقة وزميلة الدراسة "نيفين إبراهيم" المُحبة لبلدها مصر وقوتها الناعمة والمُقيمة في أبو ظبي بدولة الإمارات وتشارك في نهضتها ونموها بحب وتقدير كبيرين، المهم أنقل لكم بعض ما كتبته نيفين إبراهيم على صفحتها على "فيس بوك" تعليقا على واقعة البلهارسيا أو شيرين عبد الوهاب:

"في ناس معندهاش ذكاء اجتماعي، تلاقي الواحد فيهم يدب أي كلام في أي وقت بدون تفكير، بيسموا الشخص ده "طربش"، لا يفكر قبل أن يتكلم، في مجال العمل، ممكن الإدارة العليا تقرر إن فلان ده، محترف جدا في شغله، لكن ما ينفعش يتعامل مع جهات خارجية، المؤسسة لها معها علاقات، لأنه بكلامه اللي مش محسوب، ممكن يعطي صورة سيئة عن المؤسسة، وعليه بيتم توظيفه في سياق معين، نستفيد من مهاراته، لكن بعيدا عن الـ business partners وعن العملاء.. وفِي بين الأصدقاء، دايما شخص معروف إنه ما ينفعش يخرج معاهم الخروجة دي! ما ينفعش نحطه مع الناس دي، لأن قدراته وطبعه تخليه يتفوه بكلمة أو يقول كلام ما ينفعش مع الناس دي!!!

ويا ما ناس بتبقى طيبة وشاطرة لكن يعوزها اللباقة ولا تتقن الحديث، وده أحيانا بيكون عقبة في نجاحهم، أو لنقل بيقفوا عند حد معين وما ينفعش يتقدم أكتر من كده! والفنان مش استثناء، الفنان وخصوصا لو كان متميز وله جمهور عريض، سفير لبلده سواء أراد أو لم يُرد.. وعليه "شيرين ما شربتش من نيلها" لا تعي إن الكلمة اللي ممكن واحد عادي يقولها ومحدش يحس به، هي هي نفس الكلمة اللي هي تطلع تقولها والعالم العربي كله يسمعها ويرددها! كلمة واحدة تقولها بغباء عن بلدها ممكن تنسف جهود وزارة السياحة والآثار والاستثمار (اللي اتعملت في ثلاث سنين) في ثانية واحدة!!! الفنان الذكي لازم يبقي صاحي وعارف هو بيقول إيه وما يقولش إيه! لازم يفكر قبل ما يتكلم، لكن كل ما يتكلم، يلّطش ويلخبط ويغلط، لا وألف لأ!! اللي عِّيش فن عبد الحليم وأم كلثوم لحد النهارده، مش بس الموهبة، لأ، الذكاء كان عامل أساسي في أن يظل كلاهما أيقونة في عالم الغناء! فعندما يتذكرهم الناس، لن يتذكروا فقط فنهم ولكن مواقفهم كمان! الإنسان عمره ما يكون محبوب بس علشان عنده موهبة، الناس بتحب الفنان على بعضه، بموهبته بأخلاقه وبمواقفه!".

انتهى كلام الصديقة نيفين إبراهيم والتي تعي ما كتبت لأنها تعتبر من أهم الخبيرات في مجال السياحة الدولية والعربية، وما أعجبني فيما قالته نيفين أنها رصدت الآثار السلبية التي قد تترتب على تصريحات شيرين الغبية عن نهر النيل ومصر على مجال السياحة التي نترجى وندعو الله أن تعود لمعدلاتها إلى ما قبل يناير 2011، طبعا لا أحد كان يتوقع أو يحسب أن تصريحات أو دعابة شيرين السمجة عن نهر النيل وأنه يحمل البلهارسيا قد تؤثر على معدلات السياحة العربية إلى مصر في ظل الظروف التي يشهدها قطاع السياحة من ركود وخراب بيوت الآلاف من العاملين في هذا المجال، والذي بدأت تلوح في الأفق بشاير عن زيادة في معدلات التدفق إلى شرم الشيخ عقب منتدى شباب العالم الذي جاء مشرفا وناجحا بشكل كبير جدا ووضع مصر وشرم الشيخ على خارطة المؤتمرات الدولية ونقل صورة إيجابية جدا عن مصر.

المحزن طبعا أن دعابة شيرين المطربة عن نهر النيل شوهت جزءا من الصورة الجميلة التي سعدنا بها في منتدى شباب العالم، في الختام أتمنى من المطربة شيرين عبد الوهاب أن تتذكر "سد الحنك" وهي الأكلة المصرية الشتوية المعروفة لها ولنا من المصريين البسطاء، ومن المؤكد أنها كانت تأكلها في قلعة الكبش بعد اعترافها بأنها نشأت فيها، وهو لا يعيبها بل شرف لها وللجميع، ولكن عليها أن تأكل سد الحنك من جديد وما فيش مانع إنها تبلع سد الحنك بمياه "إيفيان" الفرنسية - كما قالت إنها تشربها - بدلا من مياه النيل التي نتشرف بأننا شربناها ونشربها حتى الآن.

شكرا نيفين على تعليقكم النابه.. أما أنتِ يا مطربة شيرين فنرجوكِ كل الرجاء.. أن تسدي الحنك.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط