الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السهم القاتل


أكثر قوي الشر التي تسيطر على الحياة هى مفهوم غامض محير يصعب الوصول إلى تفسير أنواعها المختلفة وطرق تنفيذها وكيفية تأثيرها على النفس البشرية، عالم السحر، السحر بمفهومه الواسع وهو كل ما يخفي عن الإدراك، ويتحكم في حياة البشر.

إذا تأملنا الحياة علي مر العصور سوف نلاحظ مدى قوة وتأثير هذا الأمر الخفي الذي يصعب تفسيره.

أمر محكم بين الثقلين يصعب إدراكه، أحيانًا يتحكم الشيطان في حياة الإنسان ويحاول تدميرها عن طريق تلك القوة الخفية، والتي تسمي بالسحر، وأحيانًا أُخرى يتحكم الشر الكامن في قلوب البشر ليُكَوِّن قوة أقوى من قوة السحر الشيطاني.

ولا يمكن أن تنجي من هذا وذاك إلا بطريق واحد فقط، هو اليقين بالله.. كلما إزداد يقينك، كلما استطعت أن تجد لنفسك طريقًا للنجاة، في هذا العالم الكوني يجب أن تدرك وأنت في غفوتك الدنيوية أنك تحيا لفترة محدودة بزمان ومكان وكتاب، فاحذر عالم السحر بمجمل تفسيره.

وقد يؤثر السحر على حواس المسحور وإدراكه حتى يصيبه بالمرض الجسدي، الذي يعجز عن علاجه البشر، ويغير كيمياء المخ فيجعل الإنسان أسيرًا للساحر الشرير ويحيا حياة أسر الشيطان، حيث لا مُنَجِي إلا الله عز وجل، فتذكر أننا هنا على أرض الله في حرب دائمة ومستديمة مع الشيطان ومع القلوب الشريرة التي هي أقوى من الشيطان نفسه، وقد حذرنا المولي عز وجل من كل منهما في سورة الناس.

والعشق هو أحد هذه الأنواع الذي يُذهب العقل ويعمي البصر ويتحكم في القلوب فيتحول الإنسان إلى هلام يسبح في فلك محبوبه، وينسي ما هو مقدر له من عمل وخلافة على أرض الملك العظيم، فيتحكم سهم العشق فيه حتى ينتهي من الوجود الفعلي ويتحول إلى أداة في يد الشيطان ينسي الله ويعبد المحبوب، فاحذر هذا النوع الخطير من السحر الخفي وتذكر أن طريق النجاة هو القلب السليم "إلا من أتي الله بقلب سليم"، وتذكر أن الرحيل مشروط بالفردية فلن يذهب معك المحبوب، فقد قال المولي عز وجل "ويأتينا فردا".

فأنت تحيا على أرض الله وسط عباده لتكون خليفة في الأرض، وشروط المحبة السليمة هي المحبة في الله ولوجهه وحده ، وليس العشق القاتل لصاحبه، ثم ترحل فردًا دون محبوبك لتلقي المولي عز وجل وينتهي بك المطاف حيث الحياة الحقيقية التي لا حزن فيها ولا ألم، فتذكر دائمًا أن يقينك بالله وحده هو زاد الحياة على أرض الدنيا وهو دليلك الوحيد لأرض المنتهى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط