خطايا الإرهاب وحدت صفوف المصريين!!

تمر الدولة المصرية والمنطقة العربية بمنحنيات غاية الخطورة لم تمر بها منذ أكثر من ستة عقود تقريبا، كما أن مصر مطمع للعالم كله الذي يسعى إلي النيل من وحدة هذه الأرض أو القطعة التي حيرت العالم كله بتماسكها والتفاف شعبها علي مر التاريخ حول قيادته، رغم انه نفس الشعب الذي شعر بالقلق فقرر أن يطيح بطاغية يرتدي ثيابا دينية، لكنه في الحقيقة جاء ليحقق أطماع غربية صهيونية.
هذه المقدمة أكدت صدق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حينما قال إن ترامب سيتسبب في حرب عالمية ثالثة وأن إسرائيل ستطالب بتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات مذهبية وطائفية وبالتالي فإن هذا الأمر يؤكد أن الربيع العربي هو في الأساس ربيع إسرائيلي أدارتها الدولة العبرية بخبث شديد حتي يتحقق حلمها من النيل الي الفرات، ولن يتحقق هذا الأمر إلا بتقسيم الدول العربية الي دويلات صغير، فأصبحت العراق مقسمة بالفتنة الطائفية، وسوريا ضائعة والسودان قسم وليبيا تعيش في فوضي وتخريب وأصبحت محتلة تحت أيد الدواعش ، لكن هذا الربيع تحول الي خريف بعد ثورة يونيو بعد قيام الشعب الذي أطاح بفصيل يرتدي رداء دينيا لخدمة أهواء صهيونية، وتحطمت أطماع آل صهيون، علي أعتاب المصريين كالعادة، وبالتالي فإن ما يحدث حاليا هو ثورة من نوع أخر .. ثورة حقد دفين من الغرب الصهيو أمريكي علي الشعب المصري وليس علي القيادة المصرية فقط... حقد دفين علي شعب أفسد مخططات الغرب وأمريكا.
أما ما يحدث حاليا من عمليات إرهابية في سيناء عبارة عن حرب شرسة علي مصر من الخارج لأن اليهود عجزوا أن يدمروها من الداخل وكادت أحلامهم تتحقق في لمح البصر بعد تولي الرئيس المخلوع محمد مرسي حكم البلاد وادارتها بكامل مؤسساتها من مكتب الارشاد بالمقطم، وكانت الأمور تتجه بسرعة لتقسيم مصر وبيع سيناء وان تصبح قناة السويس تحت المداولة العالمية وإدارة دولية.
الإخوان علي مر تاريخهم ومنذ تأسيس تنظيمها في عام 1928م جاءت لتكون عبء ثقيل علي الأمة العربية والأسلامية وتنفذ مخططات الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة والدين الواحد، ويشهد التاريخ أن أيديهم ملوثة بدماء بني وطنهم، وهي الجماعة الام لكل التنظيمات الإرهابية الموجودة علي الساحة الآن، والتي تسعي في الأرض فسادا وخرابا.
الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يعلم هذا المخطط ويسعي للخروج منه بأقل الخسائر، فهو رجل يراوغ بذكاء القائد المحنك، ويصدر تصريحات محسوبة وموزونة بميزان الذهب السياسي، ولما لا.. فهو الرجل الذي قال أن مصر تحارب الإرهاب وحدها نيابة عن العالم، ولا نريد من أحد ان يتدخل في شؤننا الداخلية، وكان الرجل صريحا وصادقا لأبعد مدي، لانه يدرك جيدا ان التدخل الخارجي سيحول البلاد الي ليبيا جديدة التي اصبحت مرتعا لتصفية حسابات القوي الدولية وأصبحت تحت مرمي النيران الداعشية، وسوريا يقود أزمتها تحالف دولي مكون من 43 دولة فأصبحت أرض لتجارب الاسلحة المحرمة دوليا وغيرها، وأصبحت الاراضي السورية مرتعا للقوات التركية والتواجد الأمريكي في ادلب، وبالتالي فإن التحالف قد فشل بجدارة في إدارة الازمة السورية بسبب الصراع علي تقسيم الجسد السوري المنهك .
قرأت مصر والقيادة السياسية والرئيس السيسي اللعبة جيدا حينما رفض التدخل في شؤوننا الداخلية من قريب أو من بعيد، وأكد أننا قادرون علي حماية بلادنا وأمننا الداخلي ونرفض التدخل من هنا أو هناك، بالتالي نري حجم العمليات الإرهابية التي تحدث علي الأرض المصرية يزداد كلما زادت قوة وصلابة الوحدة الوطنية، ومع كل عملية إرهابية يزداد تحالف الشعب حول جيشه وشرطته ورئيسه ويعلن أنه علي استعداد للوقف خلف هذه القيادة وسط تحدي صارخ للضغوط الخارجية في إشارة إلي أن المائة مليون مصري هم في الحقيقة عدد جيش وشرطة مصر، فمن يستطع الاقتراب من شعب عاهد الله علي التوحد رغم ضيق الازمات والتحديات والضغوط التي تمارس عليه.
وبالتالي فإن الهدف الحقيقي من الأحداث الأخيرة هو الاطاحة بالرجل الذي يقف عقبة امام تحقيق أطماع الغرب الصهيو أمريكي وأقنع العناصر الإرهابية بأن إسقاط السيسي أصبح واجب ديني للتكفيريين وهدف دولي للأطماع الغربية الأمريكية وأحلام للدولة التركية التي تحلم هي الاخري بعودة امجادها العثمانية الضائعة، والأمنيات الفارسية للدولة الإيرانية التي تحلم بالتمدد الفارسي المغلف بشكل ديني شيعي وتري أن مصر تقف بالمرصاد لمن يحاول الأقتراب من الحدود العربية .
ومن هنا يجب ان ندرك جيدا أن المقصود من العملية الإرهابية الأخيرة التي حدثت علي مسجد الروضة بشمال سيناء هو الرئيس السيسي والقيادة المصرية وبداية الحديث عن ضرورة الرحيل لعدم قدرته علي حماية البلاد و كانت أمنية الإرهاب المدعوم من أجهزة مخابرات دولية أن يتم تدويل الأزمة في سيناء تمهيدا للتدخل الخارجي وأن تنتهك السيادة الوطنية علي أرضنا والا تكون إدارة قناة السويس تحت السيادة المصرية فقط.
لكن هذه أضغاث أحلام ، لأن الدولة المصرية دولة وطنية وذات سيادة كاملة والدول الوطنية لا تحتاج الي وصاية أو تدخل خارجي.
-هم يريدون لمصر أن تكون نموذجا مكررا من سوريا او العراق أو ليبيا، لكنهم يفشلون باستمرار وسيفشلون دائما، أمام إصرار الشعب المصري علي الالتفاف حول قادته السياسية، وهو الأمر الذي يحطم أطماع الغرب الصهيوأمريكي والغزاة ويكسر أحلامهم علي أعتاب هذا الشعب العظيم .
- أعتقد أن العملية الأخيرة التي استهدفت مسجد الروضة بشمال سيناء كان الغرض منها أن يتحرك الشارع في مصر يطلب العون وتغيير القيادة الحالية، طالما أنها عاجزة عن حماية الشعب المصري، وحماية مقدساته الدينية الاسلامية بعد تعرض مسجد للإبادة الكاملة وقبله تعرضت الكنائس لهجمات إرهابية أيضا.
- لكن ما حدث هو عكس ذلك تماما، فقد أتت هذه العملية القذرة بنتائج عكس ما كان يحلم الإرهاب وداعميه، بل تعدت حدود الكرة الارضية كلها بعد الإدانات الدولية لهذه العملية بأثرها، وهذه الإدانة أعطت القيادة المصرية الحالية الدعم العالمي الكامل من أجل استخدام القوة لأخر ما في القوة، كما أن هذه الحوادث الإرهابية أو الخطايا الإرهابية وحدت صفوف المصريين وتزيد من عزيمتهم واصرارهم علي دحر الإرهاب والوقوف خلف قيادتهم العسكرية والسياسية.
في النهاية.. السيسي أو القيادة الحالية لن ترحل ولن يتخلي الشعب عن رجل ضحى باستقرار اسرته وفضل أمن وطنه الكبير، وبالتالي فإن الشعب المصري سيبقي سندا قويا للسيسي في هذه المرحلة وسيكسر أطماع الغرب، وسيكون بقاء الرجل مطلب شعبي وهدف قومي لاستكمال منظومة الخروج بمصر وشعبها من مخطط مجهول يسعى قوى الغرب وأتباعه لتحقيقها.
حفظ الله مصر وشعبها ووحد كلمته لخدمة أمتنا العربية والإسلامية ..!!