الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاجر الذهب.. والمفضوح أردوغان


في عام 2013 م التقينا السيد كمال قليتش دار أوغلو، الزعيم التركي المعارض لأردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري، وبالتركية "Cumhuriyet Halk Partisi" أو "CHP"، وهو أقدم الأحزاب السياسية التركية التي أنشأت النظام الجمهوري والنظام العلماني في تركيا، وشعار الحزب عبارة عن ستة أسهم بيضاء على خلفية حمراء وأنشئ في 9 سبتمبر عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك.

المهم أن السيد قليتش دار أخبرنا في حواره معنا الكثير عن ممارسات أردوغان "الشمال" ومنها دعمه وتمويله للجماعات الإرهابية في سوريا وعلى رأسها "داعش"، وعن أنه حول تركيا إلى أكبر سوق للأموال السوداء، في إشارة منه إلى عمليات غسيل الأموال التي يشرف عليها أردوغان، خاصة تلك المتعلقة بإيران المفروض عليها وقتها عقوبات اقتصادية، وآخرها بسبب برنامجها النووي.

والمهم أن ما قاله لنا السيد كمال قليتش دار أوغلو تأكد في هذه الأيام بعد أن قام تاجر الذهب التركي الإيراني والمقرب جدا من أردوغان رضا صراف والمقبوض عليه ويحاكم حاليا في نيويورك بالولايات المتحدة بسبب تهم متعلقة بالالتفاف على العقوبات الأمريكية ضد إيران، ويحاكم معه أيضا المصرفي التركي محمد هاكان في قضية قد تؤدي إلى أزمة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ونظام أردوغان.

وقدم رضا صراف خلال محاكمته تفاصيل حول إشراف أردوغان بنفسه وقت أن كان رئيسا للحكومة التركية على إتمام صفقة تبلغ مليار دولار وتتضمن غسيل أموال ورشاوى سمحت لإيران بالوصول إلى الأسواق الدولية بالفترة من 2010 وحتى 2015 م، وهو مايعد انتهاكا للعقوبات المفروضة على برنامجها النووي.

وقال رضا صراف إنه في شهر أكتوبر عام 2012 أعطى أردوغان تعلميات مباشرة لعدد من البنوك والمصارف العامة التركية مثل "خلق" و"وقف" بالمشاركة في الالتفاف حول العقوبات الأمريكية عبر خطط معقدة لغسل أموال العائدات الناجمة عن مبيعات البترول والغاز الإيرانية.

طبعا أردوغان كالعادة سارع بالإنكار وحلف الأيمانات أن بلاده لم تنتهك العقوبات الأمريكية على إيران، وده في نفس الوقت اللي يقوم فيه مدعون أتراك يحققون في مزاعم تفيد بأن أسرة أردوغان حولت ملايين الدولارات إلى الخارج للتهرب من الضرائب.

واتهم كمال قليتش دار أوغلو هذا الأسبوع أسرة أردوغان بتحول 14 مليون دولار إلى شركة في جزيرة مان التابعة لبريطانيا، وأكد أوغلو أن بحوزته وثائق تثبت أن التحويل تم، وطبعا بعد انتشار هذه الأخبار وفضيحة أردوغان كان من الطبيعي أن المدعي العام التركي في العاصمة أنقرة أعد 120 مذكرة قانونية للتقدم إلى البرلمان بطلب رفع الحصانة عن عدد من نواب الأحزاب السياسية المعارضة.

أنا عن نفسي لم أندهش من اعترافات رضا صراف صديق أردوغان وتاجر الذهب الدولي الشهير لأن ما ذكره لي السيد كمال قليتش دار أوغلو عام 2103 في أنقرة كان أكثر من ذلك بكثير، ولكني سعيد بمنتهى الأمانة بفضيحة أردوغان السيكوباتي والحالم بالسلطانية والخلافة العثمانية البائدة على جواد الإخوان والإسلام السياسي وخراب الدول العربية ودعمه للإرهاب في مصر وفي رقبته دماء الشهداء النقية، وآخرها دماء الشهداء الركع السجود في صلاة الجمعة قبل الماضي في مسجد الروضة ببئر العبد، وربنا إن شاء الله سيكون له بالمرصاد.

فضيحة أردوغان المتشدق بالديمقراطية والشفافية والذي يتدخل في شئون الدول بزعم أنه حامل راية الديمقراطية الوهمية في المنطقة بالنسبة لي هي بالضبط (فضيحة المطاهر يوم طلوعه على المعاش).

والله المستعان..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط