قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

موعد مع الخلية‎


كنت على موعد مع فيلم "الخلية"، دخلت السينما وكل معلوماتى عن الفيلم أنه يُحَسن الصورة الذهنية للشرطه عند المواطنين.

لكن بعد أن رأيت الفيلم وجدت أنه ملحمة من المعاناة النفسية والضغط النفسى لرجال يعيشون الخطر طوال أيام الأسبوع ليس هم فقط بل وعائلاتهم.

طوال الأحداث والمشاهد والموسيقى التصويرية يضغطون على أعصابى ارتفع الإدرينالين عندى وحبست أنفاسى خوفا من أن أبكى وزادت دقات قلبى بشدة عندما بدأت عملية التجهيز لاقتحام مخبأ الإرهابيين .

من أجمل المشاهد المؤثرة مشهد خاص بالقوات وهم بغرفة تبديل الملابس "لوكر" الخاص بالضباط ، ظهرت
روح الجماعة لضباط شرطة العمليات الخاصة وهم يلبسون ويستعدون للإنطلاق روح الفريق والأخوة وهم بغرفة تبديل الملابس والضابط سيف يطلق لسانه الباسم على زملائه.

الفيلم يصنف كفيلم دراما حركية جاء برسائل مهمة فى نظرى موجهه للجمهور أهمها أن أفلام الأكشن فى مصر أصبحت مبهرة من حيث التتابع الحركى غير الممل، والجروح والكدمات التى تحسب لفنانين الماكيير المبهرين وهم من المؤثرين فى قوة ومصداقية العمل ، والصورة الكاملة بمضمونها العنصرى .. رسالة الانتماء والفخر الذى تنبعث من روح كل شهيد لأرض بلده ولأسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة شعب مصر.

الرسالة الأقوى للشارع المصرى ليس كل ضابط هو ضابط فاسد فهناك عناصر كثيرة شريفه محبة مخلصة لوظيفتها ومؤمنة بوطنها، فهم بشر مثلنا وليس أعدائنا كما يدعون بعض المتآمرين على البلد فى وسائل التواصل الإجتماعى "السوشيال ميديا" .

فكل ضابط عنده أسرة صغيرة يتركها فى رعاية الله كل يوم ويسلم نفسه لله وبعد هذا التسليم من الممكن أن يعود أو أن يخرج بلا عودة كالضابط "عمرو" الذى جسده الفنان أحمد صفوت الذى استشهد وهو فى عملية الهجوم على الإرهابيين فى وكرهم فقد أصابته طلقة فى رقبته خرجت معها روحه الطاهرة مستشهده ومسلمه لله ومختصمة عنده الإرهابى مروان إلى يوم معلوم.

لتأتى أحداث الفيلم فى إطار سريع مبهر للصورة وللصوت وللدراما التصويرية ويصاب الضابط سيف على أثر انفجار قنبلة كادت أن تفتك به، فأصيب وعانى لمدة ست أشهر معاناة نفسية وجسدية على استشهاد صديق عمره وزميل الكليه الضابط عمرو وعلى إصابته هو الذى تحداها واستعد بتمارين اللياقة بعد اندمال جروحه وقسوته على نفسه ليأخذ طاره من الإرهابى مروان.

نجم العمل البارز بأدائه برأيى هو الفنان سامر المصرى الذى جسد دور الإرهابى غير التقليدى، فمشاعره كانت تتأجج تارة بالحب والحنان لزوجته وتارة أخرى بالكره والغل لكيان البلد متمثلة فى الداخلية وهذا جاء فى حواره فى المشاهد الأخيره عندما قال للضابط سيف وهو مكبل ،" أنتم مظلومين ومضحوك عليكم من جماعتكم بتضحى بيكم بالضبط زى ما إحنا بنضحك على شبابنا الصغيرين باسم الجنة".

استخدام مشاهد وسط البلد كبيت الضابط سيف أبهرنى لانه يظهر جمال مبانى وسط البلد الراقية فهناك مشهد جاء بتصوير النجفة وخرج الكادر للحوائط ثم للميدان والمبانى المجاورة فى هذه اللحظه كنت اتمنى أن أرى جروبى الذى يحمل ذكريات العديد من الأفلام وللأسف أغلق وأغلقت معه جمال وسط البلد.

أضعف دور جاء هو دور سلمى التى جسدته الفنانة أمينة خليل أداء وصفته "بالبارد" لم استشعر منها الرومانسية المطلوبه لتدفئة المشاهد الرومانسية بعد كم الاكشن فى الفيلم انتظرت انطلاقة المشاعر وكل مشهد يجمعها بأحمد عز " أقول هتبتدى " لكن جاءت الأمواج بما لا تشتهيه السفن انفعالات مصطنعة لم أشعر بها خصوصا مشهد توديعها لسيف وهو ذاهب للإرهابى مروان بعد أن خطف ابن الشهيد عمرو دموعها وعلامات وجهها أخرجتنى من حرارة المشهد، وحتى بعد جوازها من الضابط سيف وهو يحملها لينزل بها فى الماء كل ما فعلته حركة القدمين.. كنت أنتظر منها الكثير، فافلام أحمد عز تصنع دويتو رومانسيا ناعما دائما يعشقه الجمهور مثل ياسمين عبدالعزيز ونور وهند صبري...إلخ.

النقلة الممتازة فى الفيلم كان مشهد تفجير زوجة الإرهابى لنفسها بالحزام الناسف الذى كان تحت خمارها وهى حامل كى تنهى حياتها وتأخذ معها الضابط سيف الذى جاء لها ليتمكن من مساومة زوجها الإرهابى مروان وجسدت دورها الفنانة ريهام عبدالغفور وكان من أقوى المشاهد .

أيضا جاء من أقوى المشاهد الكوميديا فى سيارة زوجة الضابط صابر الذى يجسد دوره الفنان محمد ممدوح وجمال المشهد أنه كوميديا موقف غير إفتعالى سيارة سماح إستخدمها زوجها صابر مع الضابط سيف لمطاردة أحد المتورطين وهو خيط فى القضية وتكسرت السيارة وطار سقفها وأصبحت كالتوكتوك مشهد السيارة بعد التحطيم جعل جمهور السينما يخرجون من حالة الصمت "بقهقهات "عالية خوفا من سماح التى تخاف على سيارتها من أقل "خربوش" .

وأخيرًا وكما أحب ان أختم ببطل العمل دائما استطاع أحمد عز من خلال فيلم الخلية العودة إلى الصفوف الأمامية فى المنافسة بعد تراجع ملحوظ ل فيلم أولاد رزق الذى كان أيضا مخرج هذا العمل طارق العريان والمؤلف صلاح الجهينى أيضا فيه .. وبعد تصدر أخباره الشخصية عناوين المانشتات.

فجاء الدور ليميزه بشخصية، الضابط سيف وهى الشخصية الذى يجسدها عز بمنتهى اللياقة البدنية وظهر ذلك على جسده وعضلاته ، وظهرت لياقته فى المطاردات وجاءت علاقته بكلبه الضخم "ليو" وهو كلب ضخم من فصيلة "الجريت دان أو الدنواه" كما يعرفه الكثيرون ، علاقة قوية فإتسمت الشخصية بالدفء بعد تجرد الشخصية من أى مشاعر فى بداية الفيلم ، وهذا أعتقد مقصود فى الحوار للسيناريست الجهينى ، فقد جاء على لسان الإرهابى "مروان" وهو يتحدث هاتفيا مع الضابط سيف "قعدت أدور وراك إيه اللى يوجعك لا لقيتلك أب ولا أم ولا أخت ولا أى حد " فقد بدأ الفيلم بالضابط الذى تخلو حياته من أى مشاعر فهو بطل بوكس وضابط عمليات خاصة تغلب على شخصيته روح الدعابة الثقيلة والخفيفة "القلش"بلغة شباب هذا الجيل ، نجاح عز فى هذا الفيلم يثبت أنه مازال قادرًا على مواصلة سباق النجومية .

استخدم فريق العمل تسع كاميرات لتصوير مشاهد الحركة وهذا ما يوضح الجوده العالية والدقة فى مشاهد الأكشن ،خصوصًا المطاردات ومشهد التصوير أعلى الكوبرى هكذا أبرز مدير التصوير مازن المتجول جمال الصورة وجمال مصر فى عدة لقطات .

تحية للمخرج المبدع طارق العريان على سيمفونية الإبداع للصورة المتكاملة والإخراج المتميز .
هناك ملاحظات ضعيفة على الفيلم كنت أود أن أذكرها ولكن قلت لنفسى نحن "نفوت" للأمريكان وللهنود بأفلامهم الكثير والكثير "مش" هنعدى لفيلم مصرى كامل الأركان وله من الفوائد الكثير .

فيلم الخلية يثبت أن مصر مازالت قادرة على جذب جمهورها المحترم الذى يريد سينما نظيفة دراميا ذات طابع هادف ودون الإخلال بإحدى عناصر التشويق والرؤية للفيلم مبروك لكل جندى من جنود فيلم الخلية

سلاما على روح كل شهيد فى وطنى ، لقد رفعتم رؤسنا أحياء وأمواتًا وأنتم عند الله أحياء ترزقون.