لم استخدم كلمة سواكن لأدلل على ان الخطر خامل ولكنى استخدمته لكى أشير أن الخطر أصبح يسكن معنا بعقد ايجار قديم، اى عقد طويل الأجل يميل إلى التملك.
وكلمة سواكن إشارة الى جزيرة سواكن السودانية فى البحر الأحمر التى أخذ حق امتيازها وإعادة تأهيلها وتشغيلها لدولة تركيا وكان ذلك فى زيارة أردوغان الأخيرة للسودان.
الرئيسان أرودغان والبشير اتفقا على ان يعيدا أمجاد العثمانيين فى افريقيا من ميناء سواكن فى البحر الأحمر ليس حبأ وشغفًا لإعادة التاريخ بحذافيره ولكن لتكون سواكن مركز انطلاقة التجارة والتبادل التجارى بين الدول الحبيسة فى افريقيا والتى هى أقرب إلى موانئ السودان فى شرق أفريقيا عن موانئ الكاميرون فى غرب افريقيا والتى تعتمد عليها معظم الدول الحبيسة.
ولذلك المتوقع زيارة أوردغان لتشاد وعمل اتفاقيات مع الرئيس التشادى إدريس ديبى وهنا يسكن الخطر الحقيقىلأنه معناه بكل بساطة قتل الطموح المصرى فى تحويل أسوان عاصمة للثقافة والاقتصاد الافريقى التى كنا ننادى بها مرارًا وتكرارًا حتى استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا النداء وأخذ على عاتقه تبنى مبادرة تحويل أسوان عاصمة الثقافة والاقتصاد الافريقى.
عندما وضعنا هذه الفكرة أمام اعيننا فى مؤسسة النيل لم تكن بناء الفكرة أحلام يصعب تحقيقها ولم تكن من نسج الخيال التى سكنت دون وجه حق فى عقولنا ولكننا بادرنا ونادينا به لاحقية الأفارقة فى تنمية افريقيا وليس أردوغان لاحقيقة الأفارقة بجنى ثمار تنميتها عن اسطنبول.
قلنا وأسردنا وشرحنا أن هناك دول حبيسة التنمية ضعيفة وبطيئة خاصة فى مجال البنية التحتية وذلك لغلاء المواد المستخدمة فى البناء بسبب ارتفاع كلفة نقلها من موانئ غرب افريقيا الى تلك الدول فكان لهم البديل البرى لتكون منطقة تجارة حرة يأتى إليها كافة السلع والبضائع التى تحتاجها أفريقيا من موانئ الإسكندرية والسويس وسفاجا.
وتأخذ طريقها برًا من أسوان إلى السودان ثم تتوجه إلى أفريقيا الوسطى ووأغندا وجنوب السودان وأثيوبيا وروندا وبورندى.
وهنا عندما تحدثنا عن عاصمة الثقافة والاقتصاد الافريقى لم نحلم من أجل رخاء مصر فقط بل فكرنا أن الخرطوم أيضًا ستكون مركزًا للتجارة تنافس هونج كونج وموانئ دبى بمينها البرى لأنها كانت ستكون دولة عبور برى للبضائع ومركزًا ايضًا لتوجيه البضائع لكافة الدول الحبيسة وكانت ستصبح سرة القارة الأفريقية التى يتغذى منها كافة الدول والشعوب بالبضائع.
وفى النهاية ان لم يكن لك هدف انت مستهدف.