ترامب.. وتويتَره.. وزِرهُ النووي

الرئيس الامريكي المغرد دائما وأبدا، ولا أعرف من أين يجد وقتا للتغريد على تويتر وهو حاكم أو رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، وهو الذي أثار جدلا كبيرا، ومازال يثير الجدل بفضل تصريحاته سواء على تويتر أو في تصريحاته الصحفية النارية وطبعا قراراته وآخرها الخاص بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وهو ما يعد اعترافا صريحات بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية الخاصة بوضع القدس كمدينة تحت الاحتلال، ولا يجوز التصرف حولها من جانب أي دولة كانت.

المهم أن الرئيس دونالد ترامب يحكم العالم من على تويتر وكما قالوا عنه: أن أفضل ما حدث للرئيس ترامب هو تويتر وأفضل ما حدث لتويتر هو الرئيس ترامب.. وهو المغرد ليل نهار ويثير الجدل بتغريداته، وعبرها يهدد ويتوعد من ينتقده أو يتخذ موقف معارض لقراراته أو أرائه في شتى مناحي الحياة سواء كانت حول النساء أو فرض حظر دخول مؤقت على دخول المسلمين للبلاد وتحريضه أحيانا على العنف.. ومؤخرا حديثه عبر تويتر بأنه السبب الرئيسي في تراجع عدد حوادث الطائرات.

وأخيرا المبارزة الزرارية بينه وبين رئيس كوريا الشمالية عندما خاطبه قائلا له متباهيا: بأن زره النووي أكبر وأقوى بكثير من زر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون.. وهو ما يعد أول مبارزة دولية نووية بين قوتين نوويتين عبر تويتر على الاطلاق.. بمعنى أن كلا منهما سيدمر العالم من على منبر التويتر أو التغريدات التويترية.

ولا عزاء لنا نحن المسالمين من أبناء العالم التالت أو الدول غير النووية وفي وقت سابق كان زعيم كوريا الشمالية الاخ كيم جونج أون قد هدد بأن زر إطلاق الأسلحة النووية دائما على مكتبه.. وكانت هذه التغريدة التويترية الترامبية هي نهاية يوم حافل بالتغريدات التي نشرها، وتضمنت إرجاع الفضل لنفسه في قلة حوادث الطيران والإعلان عن جوائز لوسائل الإعلام الفاسدة، وأيضا تهديداته بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وهو ما يعتبر ابتزاز للفلسطينين والسلطة الفلسطينية للخضوع لقرار الشهير بنقل السفارة الأمريكية الى القدس وقوله نصا عنهم (لا يظهرون تقديرا ولا احتراما)، وهو ما رفضه القادة الفلسطينين على لسان الدكتورة حنان عشرواي، وردوا عليه ان الفلسطينين وحركة فتح لا تخضع للابتزاز أو التهديد الأمريكي على لسان ترامب أو عبر تويتره.. وتؤكد تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أي رئيس أمريكي لديه شفرات لتشغيل السلاح النووي.

وطبعا معروف للجميع أن الولايات المتحدة الامريكية هي أكبر ترسانة نووية في العالم.. ولكن هذا لا يمنع من أن كوريا الشمالية لديها أسلحة نووية وتستطيع ضرب الولايات المتحدة الامريكية وعلى الرغم من أن المحللين يتفقون على أن ما لدى بيونج يانج تمتلك أسلحة نووية ولكن من غير الواضح اذا كانت لديها التقنية اللازمة لتشغيلها أو استخدامها في حالات الغضب كما يهدد رئيسها الشاب الذي لا يقل تهورا ولا رعونة عن ترامب.. وذلك بسبب العقوبات المفروضة عليها منذ عقود طويلة.. وعلى الرغم من حالة التشنج على مواقع السوشيال ميديا، ولكن الواقع مختلف في شبه الجزيرة الكورية حيث أعادت كوريا الشمالية خطوط التفاوض مع كوريا الجنوبية.

ونعود لترامب وتغريداته وكلماته غير المتحفظة والتي تلقى اهتماما كبيرا على السوشيال ميديا، وهو ما أعطى لتويتر انتشارا واسعا ودعاية مهولة جعلت من ترامب بالنسبة لتويتر مكسب كبير للغاية يساهم في رفع أسهمها وهو ما يجعلني أشك بأن ترامب يمتلك تويتر أو الغالبية العظمى من أسهمها.. ويبقى العالم كله بما فيه نحن رهينة تغريدات دونالد ترامب على تويتر ورهينة زراره النووي الذي هو أكبر من الزرار النووي لكيم جونج أون.. ومن أي زر نووي آخر.. ربنا يكفينا شر زر ترامب النووي وشر تغريدات وشر زر كيم جونج أون وشر أي زر نووي آخر.. والله المستعان.