في بلاد الكفار تأخر أحد الوزراء اللوردات عن اجتماع البرلمان لمدة 4 دقائق (أي والله 4 دقائق فقط لا غير) وفي هذه الأثناء كان هناك استجواب أو سؤال تم توجيهه من المعارضة إلى معالي الوزير اللورد مايكل بيتس، وهو وزير المساعدات البريطاني في حكومة "تيريزا ماي" .. فماذا فعل معالي الوزير اللورد يا سادة يا كرام .. قام بتقديم استقالته على الهواء بعدما إعتذر للسادة المواطنين والنواب وقال: (أنا أشعر بالخجل الشديد .. كان يجب أن أكون متواجد للإجابة على السؤال لذلك اسمحوا لي بأن أتقدم باستقالتي) أي والله ده اللي حصل من الوزير المسئول الذي يقدر قيمة منصبه، وأنه جاء لخدمة المواطنين والعمل من أجل تسهيل معيشتهم وحل مشاكلهم وإحساسه بالمسئولية، ولأنه وقع في المحظور بالنسبة له، وتأخر عن موعد جلسة برلمانية كان يجب أن يكون فيها للرد على أسئلة السادة النواب من المعارضة فقدم استقالته.
وكان من المقرر أن ينوب اللورد بيتس، عن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في الإجابة على أسئلة أعضاء مجلس العموم بسبب وجودها في الصين .. إلا أنه حضر إلى الإجتماع بعد أن بدأ بـ 4 دقائق فقط .. وذكرت صحيفة (الديلي ميل) البريطانية أن حضور اللورد مايكل بيتس للاجتماع متأخرا لم يمكنه من الإجابة على السؤال الذي طرحته إحدى عضوات مجلس العموم البريطاني، مما جعل إحدى أعضاء الحكومة بالتكفل بالإجابة نيابة عن اللورد بيتس الذي تأخر 4 دقائق عن الاجتماع .. وبمجرد وصول اللورد بيتس إلى مقر مجلس العموم قام بالحديث إلى الأعضاء أكد أنه يشعر بالخجل الشديد بسبب عدم تواجده في مكانه من أجل الإجابة على أسئلتهم بالنيابة عن الحكومة، بسبب تأخره عن الحضور، ليقدم استقالته على الفور وغادر القاعة وعيناه مليئة بالدموع وسط صيحات أعضاء مجلس العموم، الذين طالبوه بالعودة مرة أخرى والتراجع عن إستقالته إلا أنه أصر على المغادرة ..
هذا ما حدث ياسادة في عقر دار الكفر في مجلس العموم البريطاني .. أما عندنا في بلاد المسلمين (وليست بلاد الإسلام) لأن المسلمين الموجودين عندنا لا يمثلون الإسلام الحقيقي .. إنما يمثلون التدين الزائف، ومن لا يرى العلاقة المباشرة بين التدين المظهري الكذاب، وبين التدني الأخلاقي والسلوكي والبيئي والجمالي في كل مظاهر حياتنا .. ستظل المشكلة وسنظل في قاع الأمم ولن تقوم لنا قومة .. نعم الأخلاق والإحساس بالمسئولية لدى المسئولين والمواطنين هي روح الإسلام الحقيقي ..
عندنا ياسادة بعض النواب، وبعض الوزراء، وبعض المحافظين لا يشعرون بالمسؤولية ويعتبرون المنصب غنيمة عليهم الإستفادة منها والمكسب زيه زي اللي جاتله إعارة في دولة نفطية .. وهو ماحدث في واقعة سقوط الأسانسير بالمرضى في مستشفى بنها الجامعى وتوفى نتيجة سقوطه 7 مرضى ومواطنين كانوا برفقتهم وإصابة 4 آخرين.
نعم الأسانسير سقط، ووقع من الدور السابع بدون سابق إنذار، وكان رد المسؤولين أن الأسانسير ده كان مسئولية شركة الصيانة وعامل الصيانة وطبعا عامل الصيانة الغلبان هو اللي يلبسها وهو كبش فداء تمسك المسؤولين والمحافظ بالمنصب والكرسي .. واللي حصل أن محافظ القليوبية راح المستشفى بعد الأسانسير ما وقع بالمرضى واللي مات مات واللي أصيب أصيب ..
وبمجرد أن رأى المواطنين المحافظ حاولوا يعتدوا عليه إحتجاجا على الإهمال في صيانة أسانسير المستشفى، وتدني الخدمات بها، وغادر المحافظ خوفا على حياته وخوفا من إعتداء المواطنين عليه، بعد انتقاله إلى موقع الحادث بمستشفى بنها الجامعي، وتجمع الأهالي الغاضبون وحاولوا الاعتداء على المحافظ ورئيس الجامعة ..
وسيادة المحافظ لم يستقيل، ولن يستقيل، وبرر طبعا موقفه بأنه شكل لجنة، واستدعى بعض المسؤولين بمستشفى بنها للتحقيق في واقعة سقوط الأسانسير، وقال سيادة المحافظ الذي لم يستقيل، أنه تقرر صرف إعانة عاجلة لأسر المتوفين بالمحافظة لحين صرف الإعانة المخصصة لهم، وأنه سيتم صرف باقي التعويض لأسر المتوفين خلال أيام .. وإنه تم تخصيص لجان هندسية لمراجعة الحالة الفنية على جميع المصاعد بالمؤسسات الحكومية بالمحافظة..
وأكد طبعا سيادة المحافظ أنه تم تحويل المشرف على المصاعد في مستشفى بنها للتحقيق، للتعرف على سبب الإهمال والواقعة التي حدثت، لأن الأسانسير لم يسقط بسبب الحمولة الزائدة – قال يعني هتفرق – ووارد يكون الأسانسير وقع من الدور السابع بسبب مشكلة فنية لم تراعيها الشركة المسئولة عن الصيانة .. وكان الله بالسر عليم .. هذا هو ياسادة الفرق بين المسؤول في دار المسلمين وبين اللورد والوزير في بلاد الكفار ودار الملحدين ..
وزير ولورد تأخر 4 دقائق عن جلسة مجلس العموم راح يعتذر ويستقيل على الهواء .. وعندنا الأسانسير سقط من الدور السابع في المستشفى وراح ضحيته 7 وفيات و4 إصابات .. والمسئول والمحافظ لم يستقيل وهرب من غضب الأهالي وراح بالليل يعزي في الأبرياء اللي دفعوا حياتهم بسبب الإهمال وتقاعس المسئول عن أداء واجبه كما يجب حاجة كدة ولا الأفلام الأبيض وأسود زي فيلم بين السما والأرض لو فاكرينه .. والله المستعان.