مي عبد الهادي تكتب: كوني له روقة

مفيش راجل مصري متأثرش بشخصية "روقة" الست الطيبة الجدعة الحنينة في الفيلم الشهير "العار"، الست اللي بتعرف تتطبطب وتدلع وتحتوي وتسمع، الست الصديقة اللي محققاله أكبر قدر من السكون النفسي.

وعلى الرغم من الجانب الإيجابي المشرق لشكل العلاقة دي وهو استقرار نفسي للطرفين، إلا أنها علاقة لها عيوبها ومنطقية تنفيذها محتاجة قوة كبيرة وثباتا انفعاليا منقطع النظير من الست ووضوح مع النفس من البداية هي عاوزة إيه من العلاقة دي اللي ممكن تبان ظاهريا إنها علاقة فيه ظلم للست وإهدار لحقوقها، لأن هينحصر دورها في كونها وسيلة مضمونة لراحة الراجل.

بس فيه زوايا كتير ممكن نشوف منها الموضوع أكثر إشراقا، وهو إن فيه ستات كتير راحتها في إنها تريح الإنسان اللي بتحبه وبالتالي بتعمل ده من غير أي ضغوط نفسية، والست دي بتكون ست ذكية لأنها بتاخد عينه بالخضوع الكامل ليه، وفيه زوايا تانية ممكن نشوف بيها نتايج مختلفة، إن الراجل بطبعه بيحب المغامرة والتحدي والصعوبة والست الخاضعة الطيبة الحنينة مش ممكن هترضي غروره فيركنها على جنب ويوجعها بعلاقات كتير متعددة بيثبت فيها لنفسه إنه مرغوب ليه ولسه مسيطر.

يعني لما تكوني روقة مش شرط هتنجح العلاقة ولا شرط هتفشل كل الاحتمالات ممكنة، خلينا نمشي في المضمون، ونمسك العصاية من النص رجوعا لسيكولوجية الرجل ما تكونيش روقة لأنه للأسف مش هيقدرك شوفي يا ست الكل "قدرني أقدرك.. زعلني أكدرك"، ركزي وهاتي ودنك كده، إذ ربما أعرف أفيدك يا عزيزتي:

أرجوكي بلاش تخلي الراجل محور حياتك، قدريه واحترميه بس بنفس قدر احترامه وتقديره ليكي وده ملوش علاقة بالتعامل بندية، حتى في أشد لحظات احتياجك ليه نفسيا حاولي تستغني! "التقل صنعة" الراجل يحب الست الصعبة المتعبة المرهقة! للأسف.

لما يكلمك ويعمل مشغول ودقيقة ويقفل عادي جدا، ولا كأنه واحشك، اقفلي وانشغلي فعلا بحاجات أهم، إنتي مش لوقت فراغ البرنس بس! بلاش تكوني متاحة طول الوقت لما تتخانقوا بلاش نواح على السوشيال ميديا وتفتكري الناس مش هتربط بين البوست وبين حياتك الشخصية، إحنا شعب مفتح وكله راشق في حياة غيره!

لو شخص مودي سيبيه بعفاريته وسلي نفسك بحاجات تانية بلاش تتسلي عليه كفاية يا عيني هو تعبان وكل لحظة في حال!

أرجوكي كفاية دلدأت مشاعر على السوشيال ميديا، "قدسية المشاعر" غي عدم الرطرطة بيها كدهو، على الفاضي والمليان واللي مايشتري يتفرج، خصوصا لو مش مرتبطة رسمي!

لو عطاط، سيبيه ياخد لفته وخليكي واثقة في نفسك "هو اللي خسران"، وصدقيني هيعرف ده بنفسه ولأنك هتعرفي حجمه الحقيقي هتلاقي نفسك إنتي اللي مش عاوزاه أساسا! لو مخلص وطيب وبيحبك، بس مابيعرفش يعبر خليكي حنينة عليه وبصي لمعدنه وأصله، واحمدي ربنا إنه مبيعرفش يعبر عن مشاعره، لأنه لو من النوع اللي بيعرف، هيعبر ليكي ولخمسة غيرك.

لو عصبي امتصيه وبلاش شغل الديوك، الست يعني أنثى، صوتها لما بيعلى بينتقص من أنوثتها، وهو هيتكسف من نفسه من كتر ذوقك.
#عزيزتي_الست