الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طبيب مصري في اليوم العالمي لـ "متلازمة داون" يعلن نتائج 13 بحثا جديدا ترسم مستقبل الطفل المنغولي

اليوم العالمي لمتلازمة
اليوم العالمي لمتلازمة داون


ينظم مركز رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع، غدا الثلاثاء، تحت رعاية العميد يوسف سعيد تقى الدين مدير المركز، ندوة علمية متخصصة حول (متلازمة داون)، (الطفل المنغولى سابقا)، يتحدث خلالها الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، ويتناول نبذة عن تعريف المرض، ودور نقص المناعة فيه، واضطرابات النوم ومشاكل الجهاز التنفسي والذاكرة العاملة في الأطفال المصابين به، وحساسية القمح واللبن والتوحد في مرضى متلازمة (داون)، ومهارات الحركة الأساسية، والوقاية منه و مستقبل (متلازمة داون).

وقال بدران، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الندوة التي ستقام على مدى يوم واحد تأتي في إطار اليوم العالمي لـ(متلازمة داون) الذي يوافق يوم بعد غد الأربعاء، حيث خصصت الأمم المتحدة يوم 21 مارس من كل عام يوما عالميا للتركيز على هذا المرض، مشيرا إلى أن لهذه المناسبة في مصر خلال العام الحالي مذاق خاص، حيث قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي اعتبار عام 2018 (عام الأشخاص ذوي الإعاقة)، بما يؤكد اهتمام القيادة المصرية بهذه الفئة، والسماح لهم بالانخراط في المجتمع والتمتع بكافة حقوقهم الصحية والتعليمية والرياضية والثقافية.

وأضأف أن نتائج ١٣بحثا جديدا متخصصا في مرض (متلازمة داون) منشورة خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي، منها 4 بحوث ستنشر في شهر إبريل المقبل، و3 منشورة في مارس الحالي، و٦ في فبراير ويناير الماضيين، مشيرا إلى أن (متلازمة داون) تعد من الأمراض الوراثية الأكثر شيوعا.

وأشار إلى أن (متلازمة داون) تنشأ عن وجود كروموزوم زائد في خلايا الجسم (الكروموزوم رقم 21)، مما يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والمشاكل الجسدية، وتصيب واحدا من كل 800 طفل، ويزيد احتمال إصابة الطفل بهذا المرض مع تقدم عمر الأم، موضحا أنه في المرض يحدث تأخر نموي يشمل المهارات الحركية والمعرفية واللغوية والمهارات الشخصية الاجتماعية.

وتابع بدران، أنه لأول مرة تكشف الأبحاث الحديثة عن أن أعراض (متلازمة داون) المتعددة تحدث بسبب عدم تنظيم السيطرة على البروتينات في الخلايا، وأن المرض يؤثر على البروتينات المشفرة بواسطة الجينات الموجودة على الكروموسومات الأخرى، ولهذا يعاني مرضى المتلازمة من تكرار وكثرة الإصابة بالميكروبات.

وقال إن الأبحاث الحديثة توصلت إلى أنه مع الإصابة بـ (متلازمة داون)، يحدث انسداد مجرى الهواء وانقطاع النفس أثناء النوم، وتزيد مشاكل تدهور القدرات المعرفية والمشاكل النفسية ومشاكل العضلات، وتحدث اضطرابات النوم في حوالي 60 في المائة من الحالات، مشددا على أهمية التدخل المبكر في علاج المصابين بهذا المرض، حيث أن هناك عدة أنواع من الاضطرابات الحركية في (متلازمة داون) يمكن تصحيحها إذا ما تم تحديدها مبكرا وتحليلها بشكل صحيح، منها مهارات الحركة الأساسية.

وذكر استشاري الأطفال، أن السلوك التكيفي هدف رئيسي للتدخل لدى الأطفال المصابين بهذا المرض مما يسمح لهم بتغيير سلوكياتهم غير البناءة إلى سلوكيات أكثر فائدة وفاعلية وزيادة قدرتهم الحركية، الأمر الذي يساهم في إحداث تغييرات إيجابية في السلوك الاجتماعي للأفراد الذين يعانون من (متلازمة داون) ويزيد من استقلاليتهم وتواصلهم مع الآخرين.

وأوضح أن مرضى (متلازمة داون) معرضون للإصابة بالسمنة واضطرابات النوم التي تؤثر سلبا على أداء المشي، بالإضافة إلى تعرضهم للإصابة بعيوب خلقية في القلب والمعدة والأمعاء والكلى والسمع والعمود الفقري العنقي، لافتا إلى أن الأطفال المصابين بـ (متلازمة داون) يتصفون غالبا بالبشاشة والوداعة ورقة الإحساس العاطفي، وأن تقدم عمر الأم عند الحمل، ووجود طفل سابق مصاب بـ (متلازمة داون)، ووجود خط خلايا حاملة لها في أحد الوالدين بالرغم من عدم ظهورها عليه، من عوامل الخطورة التي ترفع من احتمال ولادة طفل منغولي، وأن الفحص قبل الحمل يفيد في معرفة ذلك.

ولفت بدران إلى أن مصابي (متلازمة داون) نادرا ما ينجبوا حيث تكاد تكون الخصوبة في ذكور شبه مستحيلة، فيما لدى إناث (متلازمة داون) خصوبة تتراوح ما بين 15 و30 في المائة واحتمال إنجاب طفل منغولي يصل إلى حوالي 50 في المائة، مشيرا إلى ماتوصلت إليه الأبحاث من انخفاض قوة العضلات في مرضى (متلازمة داون)، الأمر الذي يجعل القناة الموصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي (قناة استاكيوس) مفتوحة دائما، مما يسمح للطعام والشراب والمخاط بالدخول للأذن الوسطى ويزيد من الضغط السلبي فيها، مؤديا إلى احتباس السوائل بها وزيادة فرص العدوى بالميكروبات، ولهذا يعاني مرضى (متلازمة داون) من تكرار وكثرة الإصابة بالميكروبات، وانسداد مجرى الهواء وانقطاع النفس أثناء النوم.

وأضاف بدران أن ٦٠ في المائة من حالات الإصابة بمرض (متلازمة داون) يعانون من اضطرابات النوم، وصعوبته والميل إلى النعاس، وارتجاع الحمض المعدى، بسبب رخاوة أنسجة منتصف الوجه، وتضخم اللسان ورخاوة الفك السفلي، وضيق المجرى التنفسي العلوي، وتضخم اللوزتين أواللحمية الكبيرة والسمنة وضعف عضلات الحلق وزيادة الإفرازات المخاطية وتدلي اللسان الكبير نسبيا إلى مجرى الهواء الصغير نسبيا أثناء النوم.

ونوه استشارى الأطفال بأهمية الحصول على عنصر الزنك لمرضى نقصى المناعة من ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة (متلازمة داون)، خاصة بعد انتشار تناول الأطعمة المجمدة التي تفقد نسبة كبيرة من هذا العنصر المهم الذي يدخل في تكوين 300 إنزيم، و يحافظ على كفاءة الجهاز المناعي، ويؤدي نقصه إلى انخفاض مناعة الأطفال وحدوث طفح جلدي مميز حول الفم والشرج وتأخر البلوغ والتأخر العقلي.

وأشار إلى أن الذاكرة العاملة في مصابي (متلازمة داون) ضعيفة وهي المكون المعرفي الأكثر تأثيرا في تنشيط المعلومات داخل الذاكرة والاحتفاظ بها لفترة وجيزة مع المعالجة للقيام بالعديد من الاستخدامات المعلوماتية خاصة التحصيلية ولها دور وظيفي في المهام المعرفية الخاصة بالتعلم والتفكير المنطقي والفهم.