فتيات يحكين ل"صدى البلد" حكاياتهن مع التحرش في المترو والأتوبيسات والشوارع التجارية ..الفلانتين والأعياد مواسم للمتحرشين

هبة: لا علاقة للملابس بالتحرش فمعظم من يتعرضن له محجبات
ياسمين: المجتمع يدين الفتاة لو حكت عن التحرش ويعتبرها "بتفضح نفسها"
طالبة: شباب يكتبون ألفاظاً بذيئة داخل مدرجات الجامعة ولا يعاقبهم أحد
شباب: "يا حكومة جوزينا الأول قبل ما تفكري في تطبيق قانون التحرش"
التحرش الجنسي بالفتيات ظاهرة تنامت بصورة كبيرة خلال السنوات الاخيرة ، ووصلت لدرجة ان هناك اوقات اصبحت مواسم للتحرش الجنسي الفردي والجماعي منها ايام الاعياد والفلانتين خاصة في منطقة وسط البلد.
وقمنا برصد تجارب عدد من الفتيات مع التحرش الجنسي ، اكد معظمهن تعرضهم للتحرش الجسدي او اللفظي ، وحين تناقش الفتاة الامر او تسعي للحصول علي حقها من المتحرش يدينها الجميع وخاصة السيدات لانها علي حد تعبيرهم "بتفضح نفسها".
تقول هبة م طالبة بالدراسات العليا ان التعرض للتحرش اصبح واقع يومي، واصبحت الالفاظ الجنسية والمعاكسات البذيئة اقل ما يمكن ان تتعرض اليه الفتاة، مشيرة إلى أن تواجد الفتاة في الشارع يجعلها مستباحة مهما كان ما ترتديه ، مؤكدة انه لا صحة لما يتردد حول ان سبب التحرش هو ملابس الفتيات المثيرة، مؤكدة ان اغلب المصريات محجبات وحتى غير المحجبات منهن ملابسها تميل للاحتشام .
واضافت هبة انها تتعرض لتجربة التحرش اللفظي بشكل مستمر في المواصلات العامة والشارع واحيانا داخل الجامعة، مؤكدة ان خلف المدرجات يتم كتابة الفاظ جنسية بذيئة ولا يكلف احد نفسه عناء ازالتها، مؤكدة انها شخصيا لم تتعرض للتحرش الجسدي لانها تحرص علي الابتعاد عن الذكور في الاماكن المزدحمة وداخل الحافلات والمترو.
اما ياسمين عزت موظفة باحد البنوك فتؤكد ان التعرض للتحرش اصبح أمر طبيعي، قائلة:" البنت بتسكت عشان لو اتكلمت هي اللي هتتبهدل..والولد بيتعاملوا معاه بمنطق عيل وغلط" ، مشيرة إلى أن الفتاة التي تصر علي الحصول علي حقها يتهمها البعض بانها "وقحة" ولا يسئها ان تتحدث عن هذه التجربة وتشرح ماذا فعل لها الشاب، وينظر لها الجميع باستهزاء، مؤكدة أنها حاولت في احدي المرات ان تبلغ شرطي بالمترو عن مجموعة شباب يركبن العربة المخصصة للسيدات ويرددن ألفاظ خارجة إلا انه لم يهتم ونظر لها كأنها مجنونة .
وأضافت ياسمين أنها تعرضت للتحرش اللفظي كثيرا أما الجسدي فمرة واحدة حينما قام احد الشباب بلمسها بشكل مفاجئ وقامت بالجري من المكان .
أما مديحة احمد ربة منزل فتؤكد أن التحرش سببه البطالة والمخدرات وعجز الشباب عن الزواج بسبب الفقر، مؤكدة أن ملابس الفتيات بالفعل ضيقة وملفتة إلا أن هذا ليس سبب للتحرش "اومال بقي فين غض البصر" ووجهت اللوم لرجال الشرطة الذين لا ينفذون القانون ويتواجدون في اغلب الأماكن المزدحمة دون فاعلية .
وأضافت إننا نعيش أزمة أخلاق الدين ليس له دخل والحجاب أو غيره ليس له دخل لان بعض المنتقبات أكدوا انه تتم معاكستهم ، الأمر يرجع إلي أزمة وعي وثقافة وأخلاق وعدم وجود عقاب للتحرش، فلو تم محاسبة مجموعة من متحرشي وسط البلد في الأعياد بعقاب صارم كالسجن والغرامة أو الخدمة العسكرية لما جرؤ احد علي تكرار هذا الفعل، مؤكدة أن الرئيس عبد الناصر سمع عن مسابقة لاختيار أجمل شاب فأمر بإحضار كل المشتركين بها " وحلق لهم زيرو ووداهم علي الجبهة " .
اما نادية ع فتقول انها تعرضت للتحرش الجسدي عدة مرات وكلها في المواصلات ولا تملك ان تدافع عن نفسها لان الرجل دائما يبدو برئ ويلمسها بدون ان يراه احد مؤكدة انها بكت من متحرش بها في ميكروباص وحاولت ان تضربه إلا انه بكل وقاحة استمر في الجلوس بجوارها وكأنه لم يفعل شئ، " وخفت أتكلم اتفضح واتبهدل " .
وأكثر الأماكن التي تقع بها حوادث التحرش السينمات والشوارع التجارية ومترو الأنفاق والأتوبيسات بحسب ما رصدناه عبر هذا التحقيق من اقوال الفتيات والسيدات .
واكد عدد كبير من الفتيات رفض نشر اسمه انهن تعرضن للتحرش اللفظي والجسدي اكثر من مرة، وبعضهن ابلغن اهلهم الذين القوا باللوم عليهم ، واكد معظم الفتيات انهن لم يفعلن شئ يستفز المتحرش لهذا الفعل واغلبهن محجبات يرتدين ملابس طويلة ومحتشمة ولا يوجد سبب لهذا الفعل الا ان المجتمع يرفض ان يعترف بان الفتاة التي تتعرض للتحرش ضحية فهي غالبا " بنت مش محترمة ازاي تسمح له يعمل فيها كده .
اما الشباب الذين التقيناهم فنفوا ان يكونوا قد قاموا بالتحرش بفتيات من قبل، قائلين: " عندنا اخوات بنات " ، وهو التعبير الذي استخدمه معظمهم، مشيرين في نفس الوقت إلى أن بعض البنات يشجعن على التحرش بتصرفاتهن، "اصل البنت بتبقي عاملة في نفسها عمايل سودة وصراحة تستاهل التحرش ".
ورفضوا اتهام المجتمع لهم بانهم يقوموا بالتحرش بدون سبب ، مؤكدين ان المتحرش شاب " مش عارف يتجوز ومش لاقي شغل وغلبان ، المفروض الحكومة تحل له مشكلته الاول وبعدين تحاسبه وتعمل قانون تعاقبه بيه ".
واكد عدد كبير من الدراسات ان 80% من الفتيات في مصر يتم التحرش بهن لفظيا او جسديا، بالاضافة الي دراسة اخري أجراها المركز المصرى لحقوق المرأة وشملت ١٠١٠ نساء، تبين أن 83 % من المصريات تعرضن للتحرش الجنسى .