الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا بعد الانتخابات .. هل تتجه لحكم الفرد ..!!


تضاؤل مستوي الحريات والديمقراطية هي الشغل الشاغل وأكثر ما تخشاه المعارضة التركية بعد نجاح أردوغان وحزبه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية هناك.

خرج حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا لينقل قلقه علي التوجهات الجديدة للدولة التركية رافضا النظام الرئاسي الجديد ويعتبره تكريس حقيقي لحكم الفرد الواحد من خلال توسيع صلاحيات رئيس الجمهورية مع الإقرار بان النظام الجديد هو نقطة تحول في تاريخ تركيا الحديث وأن هذا التغيير سيكون له تأثير سلبي علي الديمقراطية والحرية علي المدى القريب والبعيد .

كما أن النظام الجديد أو التحول الرئاسي الجديد للدولة التركية سيحول صلاحيات العمل في يد رئيس الجمهورية ويتحكم بإشارة واحدة في كل المؤسسات في البلاد شخص واحد له الكلمة العليا علي القضاء والبرلمان والحكومة والجيش والشرطة .

أعتقد أن أردوغان ابتكر نظام استبدادي تحت مسمي نظام رئاسي ولا يوجد أي نظام في العالم بهذه الطريقة بما فيه النظام الأمريكي أكبر دول تتغني بالديمقراطية والحريات وكان يجب أن يكون هناك نظام يوازن بين عمل الرئاسة ومؤسسات الدولة بطريقة تمنع المركزية والبيروقراطية السلبية .

يمضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلي سرعة تطبيق النظام الرئاسي الذي سعي إليه من خلال إجراء تعديلات في الدستور التركي خلال ابريل الماضي ويلغي النظام الجديد أو التحول كما يطلق عليه السياسيون هناك إلي إلغاء منصب رئيس الوزراء وسيعين عدة نواب للرئيس كما سيمارس البرلمان التركي أعماله بـ 600 عضو وفقا للدستور الجديد بدلا من 550 عضو ويمنح النظام الرئاسي في تركيا صلاحيات واسعة أبرزها تشكيل الحكومة والصلاحيات التنفيذية التي كانت في يد رئيس الوزراء .
المخاوف من التحولات الجديدة في الدولة التركية انتقلت إلي أوربا والمنظمات الحقوقية خشية من أن التحولات الجديدة في تركيا وتعديل الدستور و فوز رجب طيب أردوغان من اتجاه تركيا إلي حكم الفرد الواحد من خلال السلطات الواسعة التي منحها لنفسه من خلال تحويل النظام هناك من برلماني الي رئاسي ومخاوف حقيقية من وجود ديكتاتور جديد بمنطقة الشرق الأوسط علي البوابة الأوربية من أسيا.
كما أن العلاقات بين تركيا وأوربا ستزداد سوءا خاصة وان أوربا لن تنسي أنه قام بأعمال كثيرة مناهضة لحقوق الإنسان سواء في الجيش او القضاء بجانب أن أردوغان أصبح منبوذ من الإتحاد الأوربي بسبب سياسته القهرية التي حدثت بعد عملية الانقلاب الفاشل في 16 يونيه 2016م وأصبح انضمام بلاده للإتحاد الأوربي في وجود الإدارة الحالية شبه مستحيل وأن الفجوة بين تركيا وأوربا تزداد بسبب احتلال تركيا لعفرين في سوريا وينظرون إليها علي أنها دولة احتلال.

في النهاية يجب أن نعترف أن تركيا صاحبة أكبر نجاح اقتصادي وكانت نموذج يحتذي به في التطور الاقتصادي هي أيضا صاحبة تجربة توثيق حقيقي للديكتاتورية تسير في اتجاه حكم الفرد وأتوقع أن تشهد الدولة التركية خلال الفترة المقبلة عدم استقرار على جميع المستويات وأن الليبرالية تشهد مهدها الأخير وأن الأزمات الاقتصادية والسياسة ستواجه قسوة شديدة سواء سحق المعارضة أو تضييق الخناق على الصحافة وحرية الرأي.

بجانب ان موقع تركيا بالنسبة لأوربا دولة هامة خاصة أنها عضو في حلف الناتو وبالتالي فإن هناك حبل لا ينقطع لان الجميع له مصلحة ولكنها العلاقة ستبقي علاقة مصالح ليست جيدة ولكنها لن تنقطع لأن أوربا وأمريكا أو القوي ال استعمارية تنظر الي تركيا بانها البوابة الحقيقية للمنطقة المريضة الغنية بخيرات الله لكنها تحتاج الي من ينهبها وتستخدم تركيا كبوابة حقيقية للتوغل من خلالها الي هذه المنطقة ولنا في مشهد ثورات المنطقة العربية خير دليل .

لكننا لن نستبق الأحداث خاصة وان الحكم علي تقييم التجربة يحتاج وقت لا يقل عن عام كامل وسيظهر نوايا أردوغان وحزبه من خلال تشكيل الحكومة الجديدة التي تحتوي علي 16 وزيرا سيشارك فيها حزب الحركة القومية المتحالف مؤخرا مع أردوغان وحزبه، كما أن المعارضة تمر بأزمة حقيقية بعد فشلها في مواجهة مخطط اردوغان ونجاحه في تحويل النظام بسهول من برلماني إلي رئاسي وعليها الخروج من الأزمة التي تعرضت لها وعجزت عن الخروج و عليها التعامل مع النظام الجديد للدولة التركية أو الشكل الجديد إن صدق القول علي أساس أنه أصبح أمر واقع وعليها التعامل من هذا المنطلق .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط