الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النفط والدم.. الخليج على أبواب الحرب الرابعة


التطورات الأخيرة المتسارعة في الخليج العربي تؤكد أنه سيشهد حربًا رابعة ضروس خلال الشهور القادمة بين إيران وحلفائها من ناحية. والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من ناحية أخرى( السعودية – الإمارات – البحرين) من ناحية أخرى.

بعدما أدرك الطرفان أن الفواتير الباهظة التي يدفعونها في ظل "حروب الوكالة" الحالية وتحت شرر الإرهاب الإيراني لا طائل منها.

فنظام الملالي الحاكم في طهران، لا يريد أن يتراجع عن سياساته الإرهابية سواء بالدبلوماسية أو بالمناشدات الدولية ويشعر رغم وطأة الانتفاضة الإيرانية والظروف الاقتصادية الحادة داخل إيران وإنهيار الريال الإيراني الى مستويات غير مسبوقة، أنه قويًا ولا يمكن أن يترك الأراضي والدول التي يسيطر عليها بهذه السهولة وبدون ثمن.

فهو موجود في اليمن ويسيطر على الساحل الجنوبي للخليج العربي، من خلال ميليشيات الحوثي التابعة لها. صحيح إنه يترنح هناك ويتلقى ضربات موجعة. لكنها جبهة مفتوحة يستطيع من خلالها إستنزاف السعودية والإمارات وتحقيق أهدافه الخبيثة تجاههما.

كما إنه موجود في العراق، ولديه الكلمة الأولى في بغداد من خلال السيطرة الكاملة على الحكومة العراقية والأحزاب الشيعية الحاكمة هناك. وكذلك الميليشيات الشيعية التي رباها على يديه خلال الأربع سنوات الماضية. ومنذ ظهور فتوى الجهاد الكفائي على يد المرجعية الشيعية العليا ممثلة في آية الله السيد على السيستاني سنة 2014.

ثم إنه موجود في سوريا، وقد حقق انشارًا طائفيًا ومذهبيا خطيرًا داخل الساحة السورية ودفع عشرات المليارات حتى لايسقط نظام الرئيس السوري بشار الأسد – وصلت المساعدات الإيرانية للنظام السوري إلى نحو 36 مليار دولار منذ عام 2012 وحتى الأن – كما إنه يحارب هناك بأكثر من ميليشيا مسلحة تأتمر بأمره وينفق عليها عشرات الملايين من الدولارات سنويًا.

ويقوم بعملية نشر واسعة للمذهب الشيعي في سوريا. وعملية تغيير ديموغرافية هائلة في حلب ودمشق وغيرهما من المدن والبلدات السورية.

فكيف يترك هذا الوجود وهذا النفوذ على البحر المتوسط وسيطرته على النظام الحاكم وضمان ولائه بكل هذه السهولة. ويستجيب للمطالب الأمريكية والدولية بضرورة التخلي عن دعم الإرهاب وسحب العصابات المسلحة من سوريا وايقاف تزويد الحوثيين بالسلاح في اليمن وإيقاف العمليات الارهابية في الخليج؟!

نفس الحال في لبنان فنظام الملالي الإيراني لديه سيطرة كاملة على القرار اللبناني من خلال ميليشيا حزب الله بقيادة حسن نصر الله وهو موضع آخر يسيطر عليه واستطاع مد نفوذه إليه فكيف يتركه.

من هنا فإن عناد النظام الإيراني الحاكم، رغم وقع الضربات الأخيرة عليه وتعرض ميليشياته على كل هذه الجبهات لقصف دولي – كما هو الحال في سوريا- وقصف من خلال التحالف العربي كما هو الحال في اليمن . إلا أنه لا يزال قادرًا على المواجهة.

على الجانب الآخر، ترى إدارة ترامب أن هذا الوضع لن يفيد أبدا مع إيران. فالملالي بوضعه هذا وتمدده وفقا لنظرية التوسع التي يتبناه الولي الفقيه تهدد إسرائيل فقد أصبحت إيران فوق رأسها في سوريا وبجوار جانبها الأيمن في لبنان!

والوضع خطير لتل أبيب.

كما أن هذا الوضع لن يفيد في الاستراتيجية الأمريكية مع دول الخليج. وبالخصوص السعودية والإمارات التي ترى في الملالي وحشًا يلتهم قطع الخليج والوطن العربي مكان بعد آخر ولا يمكن الاستمرار تحت هذا الضغط وهذا الطموح الايراني الشرير.

ولذلك جاء التقارب الشديد من جانب دول الخليج مع إدارة ترامب للتخلص من الملالي الحاكم في طهران. وأصبحت عملية تغيير النظام الإيراني شعارا مرفوعا للجميع في المنطقة. كما أن إدارة ترامب قد قبضت الثمن بعقود تسليح بمئات المليارات من الدولارات.

هكذا الخليج العربي ينتظر الحرب الرابعة بعد حرب الثمان سنوات بين إيران والعراق ( 1980-1988) وحرب الخليج الثانية 1991 وحرب الخليج الثالثة 2003.

ونذرها تتكاثر فوق سمائه. خصوصًا بعدما دخلت العقوبات الأمريكية على إيران إلى مرحلة موجعة. وبعدما أكد مايك بومبيو- وزير الخارجية الأمريكي- قبل ساعات، أن إيران بعد 4 نوفمبر القادم ستكون شيئًا آخر تماما اذ ساعتها لن تستطيع أن تصدر برميل بترول واحد للخارج. بعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، وفرض واشنطن ايضا عقوبات على أي دولة أو شركة تقوم باستيراد النفط من إيران!

أي خنق ايران بنفطها ومنعها من تحصيل دولار واحد منه. وهى العقوبات الغير مسبوقة في التاريخ على حد قول بومبيو نفسه من قبل.

الأمور هكذا لن تمر، والخليج العربي يغلي وقادة ايران عبروا عن القادم قبل عدة أيام. عندما هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بأن إيران لن تسمح بتصدير بترول الخليج العربي في حل حجب بترول إيران!.

وتضامن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني معه، وقوله إنه يثمن على يد على حسن روحاني ويؤكد إنه مع الحكومة الايرنية في موقفها. كما جاء بعده الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني الذي أعلن عن إنه لن يخرج برميل بترول من الخليج العربي طالما سيمنع تصدير نفط إيران. وفهمت العديد من الدوائر أن إيران ستغلق مضيق هرمز وفهم آخرون أن إيران ستقوم بضرب بعض حقول النفط الواقعة أمامها على ساحل الخليج..

المنطقة تغلي والقادم أسوأ وعلى الجميع إرتداء خوذات الحرب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط