الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ثوار لكن ظرفاء !



الشعب كله ساكت وبالع لسانه ، والشاطر فينا والمناضل إما تويتاوي أو فيسبوكاوي ، ثوار في الصحف والفضائيات ، في الغرف المغلقة يتحاورون.. يناضلون.. يخبثون .

نشطاء لكن ظرفاء ! في [الهيفة] يتصدرون ، وفي [الكبيرة] يتوارون ، بركان ثائر من المؤامرات ، علي [الجنة] يحلمون ، و[جهنم] موعدهم أجمعين.

أطلقوا علي أنفسهم ثوار ، لكنهم ليسوا بأحرار ! مقايضون بمصالحهم الشخصية ، إذا أخذوا [رضوا] ، وإذا مُنعوا [تنابزوا] علي الشاشات ، و[لمزوا] في سراديب تجمعاتهم ، و[همسوا] في الصحف والمجلات بأكاذيب وخزعبلات ، و[نعقوا] علي الفيس وتويتر، بطونهم جوعي ، وعقولهم شتي .


والهدف واحد تركيع دولة ، لا تسجد إلا لربها ، ولاتحمد سوي شعبها ، فقد حمل أمانة مساندة القيادة السياسية ، في وقت أبي فيه الثوار حتي لمسها ، شعب أقسم أن تصل نحافته كعارضات الأزياء فلن تهدده شريحة لحم أو نسيلة فراخ .

ما رأيت من ثائر، إلا خامد في بيته، ساكن وسط أهله ، متنزه في مارينا ، متفسح علي كورنيش النيل ، جالس علي مقاهي الصفوة ، وفي بهو الفنادق الفايف ستار يدخن الشيشة ،وفمه مغلق بالسيجار، بعدما كانوا يبحث عنه –أي السيجار- للتصوير بجواره ، وما سمعت عن ثائر ثار فلا إرهاب يهزه ، ولا شهداء يتعاطف معهم ، ولا أبناء شهداء يرأف بحالهم .

ألم يأتيكم نبأ أميرة ابنة (الشهيد أحمد محمد سعد عياد ) التي تحلم بمعانقة أبيها ، بل بسماع صوته فقط ، بل بسماع أنفاسه فحسب ، تبددت الأحلام ، والحلم لم يصبح حقيقة أبدا ، فالجسد رحل ، وما أدراك عندما يرحل ؟ فتذهب الحياة والطمأنينة والسكينة والثبات.

وقفت أميرة خلال حفل تخرج أوائل خريجى الدفعة الجديدة من طلبة أكاديمية الشرطة - السيسي حاضر ، وزير الداخلية منتبه ، قيادات مصر مستمعة - وقالت "بابايا مش هيحضر فرحي " القلوب تشعتفت ، والدموع إنهارت ، والأيدي إرتعشت ، وبتلقائية شديدة قال الرئيس «باباكى كان هيحضر فرحك واستشهد.. لو يرضيكى أننا نحضر فرحك هنحضر» مؤكدا إنه سيحضر حفل زفافها، عوضًا لها عن تواجد والدها الشهيد فى هذا اليوم الذى كان يتمناه .

هي الأخري مى ابنة الشهيد مالك فراج مهران، مدير إدارة مرور بنى سويف، الذى إستشهد يوم 18 أغسطس 2013، عندما دافع عن ديوان عام محافظة بنى سويف، قالت "أنها سعيدة بالشهداء الذين يضحون من أجل وطنهم، مؤكدة أن والدها لم يتوان للحظة فى الدفاع عن مصر"

السيسي صافح "مي وأميرة" والحضور دمعت عيونهم حتي جفت ، والتصفيق الحار متواصل ، حتي إشتكت الأصابع من التلاقي والإحتكاك .

نماذج بسيطة من أمثلة كثيرة دفعوا ثمن وقوف مصر علي رجليها ، أسر بأكملها لا يفرحون ، فقد فقدوا عزيز ! الصمت عنوانهم ، والسكون منهجهم ، والعزيمة مسندهم .

أنتم أيها الثوار ما قدمت أيديكم إلا الخراب وموت الديار!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط