الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحقيقة الغائبة في أزمة ثعابين البحيرة والمنوفية ..!!


يبدو أن الأزمات لن تفارق بلدي أبدا واقصد ببلدي هنا هي مصر الكبيرة، التي تتعرض لمئات من الشائعات المغرضة كل يوم سواء كان عن قصد أو بدون قصد، فإذا كانت الشائعات التي يروجها الجاهلون عن قصد فيجب المواجهة بتوضيح الحقيقة أما إذا كان المروجون من أجل الشهرة أو" الفنطازية " أو الوجاهة الاجتماعية كي يردد اسمه علي ألسنة البسطاء في هذا الوطن فالمصيبة أكبر والحادث جلل خاصة إذا علمنا أن هذا الجاهل المستنير يضر بوطنه مصر ويخدم أعداء الخارج والداخل وما أكثرهم من الذين يعيشون بيننا الآن خلال الحقبة التاريخية الحالية التي تمر بها البلاد والتغيرات الفسيولوجية التي يشهدها العالم من حولنا .

المقدمة الفائتة كان لابد منها خاصة بعد أن هدأت الأزمة الخاصة بانتشار الثعابين في قرية منية السعيد بمركز المحمودية بمحافظة البحيرة وقرية شبرا بخوم مركز قويسنا بالمنوفية، و مرت القريتين بظروف مشابهه تماما، في انتشار الشائعات الغير مبررة من جانب أنصاف الجهلة الذي يطلق عليهم الجاهل المستنير الذي يجلس علي "المصطبة " ويستخدم الفتوى ويحرم ويحلل وهو يعتقد أن بفتواه هذه يكسب المحيطين به ولكنه لا يدرك أن مثل هذه الشائعات تضر المجتمع المحيط به أكثر مما تفيد.

وقد قمت بزيارة لقرية منية السعيد لوضع تصور واقعي للأزمة بجانب تواجدي بقرية شبرا بخوم لأنها بلدي وشهدت مولدي ويعيش فيها الأهل والأصدقاء وسوف يكون مدفني بعد الممات .

وقد وضحت الأمور التالية التي دونتها في تقريري والتي ظهرت عدة مفاجآت :-

1 - ظهور مافيا الفيسبوك وسفسطائية المجتمع وما أكثرهم الآن الذين ساهموا في ترويج شائعات ونشر معلومات غير دقيقة أربكت حسابات المسئولين في المحافظتين وإن كان الأمر قد زاد عن الحد في قرية شبرا بخوم وأصبح القاصي والداني له رأي مؤثر في أزمة الثعابين المفتعلة وجعلتهم يتحركون بعشوائية لإرضاء هؤلاء السفسطائيين من جانب وتوصيل رسالة للمركزية في القاهرة أنهم يعالجون الأزمة الغير موجودة بالمرة، فظهرت نماذج تهاجم المسئولين عن الصحة وتتهمهم بالتقصير رغم أنهم أدوا عملهم علي أكمل وجه، وعلي طريقة ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وتهجم البعض علي مديرة المستشفي في قرية شبرا بخوم متهمين إياها بالتقصير رغم أنها قامت بعمل واجبها علي أكمل وجه، وأن السادة الجهلاء الذين تعمدوا إهانة طبيبة مسئولة عن وحدة طب الأسرة في قرية شبرا بخوم وهم يرددون بأنها تكاسلت في أداء عملها رغم أن مهمتها فقط هي تحويل من يلدغه الثعابين لمستشفي قويسنا المركزي فقط وأنها لو قامت بإعطاء المريض مصل الثعابين فإنها بذلك تكون مخالفة للقانون وتعرض نفسها للمسألة .

2- ظهور صفحات خاصة بقرية شبرا بخوم تنتمي للإخوان المسلمين ساهمت بشكل مباشر في ترويج الشائعات التي شاهدتها وتفوقت كالعادة قرية شبرا بخوم بسبب عدد السكان الذي يصل الي أكثر من 165 ألف نسمه مقارنة بقرية منية السعيد التي يبلغ عدد سكانها 6 ألاف فقط وشهدت حالتي وفاة و7 مصابين بلدغات ولكن الأخبار التي روجها الإعلام أكثر من 17 حالة وفاة وهو عكس الحقيقة تماما كما أن عدد حالات الوفاة من لدغ الثعابين في قرية شبرا بخوم حالتين و8 حالات لدغ حقيقي تلقوا الجرعات أما باقي الحالات كانت عبارة عن هلع وخوف مشروع من المواطنين الغلابة الذين تأثروا بنشر الشائعات المقصودة والتي تم نشرها عن عمد.

3 - ظهور صفحات للإعلامي فلان والإعلامية فلانة والمثقف الواعي فلان والجاهل المستنير، قاموا بنشر شعارات رنانة منقول معظمها من الصفحات الإخوانية ورددوا عبارات واحدة مثل " الحالة رقم 25 .. استرها يارب " وشعارات عازين ننقي أنفسنا مع الله في إشارة إلي أن أهل البلد كلهم من كفار قريش بالرغم من أن هذه القرية معروف عنها بأنها بلد متدين جدا وأهلها طيبون ويطلق عليها بلد العلم والإيمان وأنها أكبر قرية بالجمهورية بها عدد متعلمين ووصلت نسبة المتعلمين بالقرية إلي 100% وبها أكثر من 27 مسجدا وجامع ويكفي أن تعلم ان الزائر للقرية يلفت نظره وجود مسجد في بدايتها من اي اتجاه وهنا يجب تصحيح الأمر وهو أن القرية بالفعل بلد العلم والإيمان وأن أهلها مسالمون للغاية ومتدينون بطبيعتهم وليسوا من كفار قريش كما ألمحت الصفحات الإخوانية والصفحات المغرضة.

4- استخدام البعض لازمة الثعابين لدعاية انتخابية وأخري لتصفية حسابات وثالثة للبلطجة المغلفة بالشعبية الفارغة ولكم أن تتصورا حجم الجهل والتعصب الذي أصاب البعض عندما يستغلون تضليل أهل بلده من أجل الظهور علي الساحة بشكل أساء لنفسه أولا قبل أن يسيء لبلده بدلا من استخدام لغة الوعيد والتهديد بنقل مديرة المستشفي وشعارات حنجوريه وإن كان ظهور أحد قيادات القوات المسلحة السابقين من أبناء القرية الذي عالج الأزمة بعقلانية وساهم في تحجيمها ووضع حد لنهايتها قبل أن تخرج عن السيطرة.

كل الخطوات السابق ساهمت في زيادة الشائعات المغرضة أو التي خرجت من أجل البحث عن شهرة تشبه كثيرا الفضيحة المغلفة بابتسامة صفراء ونماذج فارغة التفكير، كما أن ظهور الثعابين في هذا الوقت من العام أمر طبيعي ومنطقي خاصة وان الثعابين تتحول الي عدوانية بسبب خروج أطفالها للحياة وتبحث عن تعويض غذائي لعمليات الفقس التي تحدث بعد شهرين من الحمل،ولكن نسبة الإصابة ذادت هذا العام لأسباب كثيرة وخرجت عن السيطرة لأسباب أخري ذكرتها في مقالي .

في النهاية .. سؤال يطرح نفسه الآن .. لماذا انتهت هوجة الثعابين فجأة.. وهل تم القضاء عليها حتي التزمت جحورها من جديد ؟

الإجابة هنا بالقطع لا ..هوجة الثعابين في قرية منية السعيد بالبحيرة انتهت سريعا مع أخر خبر نشر بوسائل الإعلام، وثعابين شبرا بخوم كانت تبحث عن الشهرة الإعلامية المزيفة وان الثعابين البشرية نجحت في فرض الأمر الواقع وهو تخويف المواطنين والأطفال، كما كان يفعل بلطجية الحزب الوطني في نفس القرية عندما كانوا يفتحون المساجد بعد منتصف الليل ويستخدمون مكبرات الصوت لترويع المواطنين بعد ثورة يناير وتخويفهم بان البلطجية ينتظرون علي مشارف القرية وعلي الجميع حماية نفسه في إشارة إلي تهييج الرأي العام علي وزارة الداخلية التي دفعت ثمن غباء بلطجية الحزب الوطني المنحل، كما أن أزمة الزواحف أثبتت ان ثعابين الإخوان الإرهابية انضمت إلي ثعابين الحزب الوطني وبدأت تنخرفي جسد الوطن المنهك واتفقوا علي العودة بالبلاد إلي الوراء واستخدموا نفس أسلوبهم في أزمة ثعابين القرية ليخرج المشهد بالصورة المحزنة التي ظهرت عليه للأسف الشديد .. اللهم أحفظ مصر من ثعابين الإخوان الذين يستخدمون غباء وسطحية ثعابين الحزب الوطني المنحل في إشاعة مثل هذه الفوضى .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط