الصحافة الورقية تبحث عن مخرج .. تطبيق زيادة أسعار الصحف أول سبتمبر لمواجهة ارتفاع تكاليف الطباعة والورق .. مخاوف من تأثر التوزيع سلبا.. والوطنية تضع توصيات لمواجهة الأزمة

خلال اجتماع الهيئة الوطنية للصحافة :
نقيب الصحفيين يدعو لإنشاء مصنع ورق وشركة توزيع مشتركة للصحف
أسعار الصحف المتوقعة بعد الزيادة: 3 جنيهات لليومي ..و4 للأسبوعي
عبد المنعم سعيد يطالب الدولة بدعم المطابع لإنقاذ الصحافة المصرية
خالد صلاح يطالب بترك الحرية للصحف الخاصة في تحديد أسعارها الجديدة
محمود مسلم: رفع أسعار الجرائد الورقية ضرورة

على ضوء أزمة ارتفاع تكلفة إصدار الصحف الورقية عقد رؤساء مجالس الإدارات والتحرير للمؤسسات الصحفية بمقر الهيئة الوطنية للصحافة اليوم اجتماعا لمناقشة أزمة ارتفاع أسعار الورق وطباعة الصحف .

واستقر كرم جبر وعبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين وعدد كبير من الحضور على أن يتم رفع سعر الجريدة الورقية اليومية لـ ٣جنيهات والإصدار الاسبوعي 4 جنيهات على ان يتم تطبيق الزيادة بداية من ١ سبتمبر القادم، فيما كان لبعض الحضور رأيا آخر.

كما أعلن كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، أن التوصيات التى خرج بها الاجتماع، هي الاتفاق على تشكيل لجنة من المؤسسات الثلاثة لاعادة سياسية التوزيع للصحف ، ودراسة لرفع اسعار للصحف بدءا من 1 سبتمبر ، وإجراء دراسة لدعم الورق، ودراسة جدوى لإنشاء مصنع ورق.

وقال الكاتب الصحفى كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إنه سيتم عقد اجتماع الأربعاء المقبل للمواققة بشكل نهائي على أسعار الصحف الجديدة بعد مناقشات بهذا الشأن خلال اجتماع اليوم.
وخلال الاجتماع دارت عدد من المناقشات الهامة بين الحضور ، حيث قال عبد الفتاح الجبالى، وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن أزمة ارتفاع الأسعار يجب أن يتم التعامل معها على أساس شقين؛ الأول يتعلق بالصحافة ككل والثاني يتعلق بسعر الورق والتكلفة، موضحا: "نحتاج أن نتعامل مع الأزمة على محورين، الأول قصير المدى بإجراءات سريعة ومؤقتة، والثاني محور طويل المدى من خلال مساندة الدولة للصحافة ككل ليس كمؤسسات قومية فقط".

وطالب وكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بأن تتدخل الدولة بوضع برنامح مساندة في فترة معينة، ووضع حلول جذرية للأزمة من خلال دعم الدولة، مثل تطوير مصنع الورق بقوص في الصعيد، أو استقطاب مستثمرين في صناعة الورق، مطالبا في ذات الوقت بإعداد دراسة حول إلى أي مدى يمكن رفع سعر الجرائد حتى لا يؤثر سلبا على التوزيع.

ومن جانبه أكد عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس ادارة مؤسسة الاهرام، على أهمية التنسيق بين المؤسسات الإعلامية الثلاثة لعمل خطة توزيع مشتركة لكافة الصحف والمؤسسات والتنسيق بين الجميع، من اجل تقليل تكلفة التوزيع الناتجة عن ارتفاع اسعار البنزين والورق، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بتوزيع الصحف على الطرق السريعة، مؤكدا على ان الصحف القومية، منها الأخبار والاهرام والجمهورية لديها القدرة على التوزيع وتغطية هذه المناطق.

واقترح سلامة إنشاء شركة توزيع مشتركة لتخدم الصحف وتسهل وتوفر عملية التوزيع ، مضيفا نريد مسانده جدية لإنشاء مصنع ورق لمساعدة الصحف في الطباعة و لتوفير تكلفة عملية صناعة الصحافة ، وذلك من خلال بنك الاستثمار القومى وإنشاء شركة مساهمة لإنشاء مصنع ورق.

وفيما يخص رفع سعر الصحف قال سلامة : "لابد منه وانا متفق معكم ان ذلك سيؤدى الى انخفاض شراء الجرائد الورقية ، ولابد من تصور متكامل للاسعار الجديدة للصحف الورقية".

وأكد سلامة أن صناعة الصحافة أداة من أدوات التنوير والديموقراطية في المجتمع، مطالبا بدعم لمدخلات صناعة المهنة .
فيما قال المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف، إن توافر ورق الطباعة الآن أصبح مسألة أمن قومى، ويمثل أزمة كبيرة لجميع المؤسسات الصحفية، ولا يوجد لدينا مخزون فى الوقت الحالى للورق.

وأضاف عبد الصادق، "فى الوقت الحالى نقوم بعمل مناقصات للشركة التى تقوم باستيراد الورق، ونتعامل طبقا للقانون ٨٩، وسوف نتعامل مع الشركة الأرخص ثمنا"، موضحا أن المناقصة تقوم بعمل منافسة بين المستوردين، الأمر الذى يمكننا من الوصول لسعر جيد .

وقال الكاتب الصحفى محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة "الوطن"، إنه يؤيد فكرة رفع سعر أسعار الصحف الورقية، لأنه أمر ضرورى، مضيفا: "لكن كنت أتمنى أن تعد الهيئة الوطنية للصحافة دراسات حول السوق والجمهور لأن المؤسسات الصحفية لن تستطع إعداد مثل هذه الدراسات".

وأكد مسلم أهمية وجود دراسة حول السوق الصحفية لكي يصبح ممكنا في اجتماعات مقبلة تحديد الحلول الدقيقة.

و طالب رئيس تحرير جريدة "اليوم السابع" خالد صلاح، بأن يترك للصحف الخاصة عمل دراسة خاصة بها فيما يخص تحديد السعر المناسب، لاسيما أن الـ3 جنيهات التي اقترحها نقيب الصحفيين كسعر للجريدة اليومية، هي بالفعل السعر الحالي لجريدة "اليوم السابع".

وقال "صلاح"، خلال الاجتماع المغلق بمقر الهيئة الوطنية للصحافة: "من الضروري تطوير شبكات التوزيع لتقليل الخسائر الناتجة عن رفع سعر ورق الجرائد".
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة المصرى اليوم، إن الطباعة تزدهر فى العالم كله وبالتالى زاد الطلب على الورق، مؤكدا ضرورة دعم المطابع الرئيسية نظرا لأهميتها فى إصدار الصحف.

وأضاف عبد المنعم، "فى العالم الجرائد توزع فى محطات البنزين والسوبر ماركت واختفت فكرة أكشاك الصحف"، مشيرا إلى أن 90% من الصحف توزعها شركة الأهرام للتوزيع، وبالأخبار والجمهورية ستصل النسبة إلى أكثر من 97%، لافتا إلى أن التوسع الذى بدأ فى التوزيع كان يستهدف المدن الجديدة.

وطالب بأن نعتبر أنفسنا جميعا صحافة مصرية ونتفاوض على فكرة رفع السعر، وأن يصل الدعم لجميع الصحف على حد سواء.

كانت الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، وجهت الدعوة لرؤساء مجالس إدارة الصحف القومية ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية الخاصة لحضور اجتماع اليوم بمقر الهيئة لمناقشة الزيادات الكبيرة فى أوراق الصحف وأسعار طباعة الصحف المصرية فى ظل الظروف الراهنة.