الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شائعات وإخفاقات


قبل بدء العام الدراسي الجديد أطلقت قوى الشر شائعة جديدة هدفها النيل من سمعة التعليم المصري ومؤسساته عالميا، وهى شائعة مضمونها يفيد أن هناك قرارا بأن يتم الفصل بين الطلاب والطالبات من خلال تقسيم الحضور بينهم في الجامعات المصرية، بواقع 3 أيام للبنين و3 أيام للبنات في الأسبوع.

الشائعة تعاملت معها الجامعات المصرية ووزارة التعليم العالي بحنكة شديدة وبسرعة فتم إطلاق نفى قاطع لهذه الشائعة، وهو مجهود يستحق أن نوجه لهم الشكر عليه لأنه ساهم في في القضاء على هذه الشائعة قبل أن تنتشر وما يمكنه أن تحدثه من بليلة لدى طلاب الجامعات المصرية.

ولكن ما يستحق أن نوجه عليه الشكر لوزارة التعليم العالي هو الصيغة التي خرج بها هذا النفي والتي تضمنت " وأشارت الوزارة إلى أن الجامعات المصرية ملتزمة بالأعراف والتقاليد الجامعية المعمول ‏بها عالميًا، ويتم التعامل الفوري من جانب رؤساء الجامعات ‏مع أي خروج عن الأعراف الجامعية، وأن الجامعات المصرية تشهد حالياً ‏تطويراً كبيراً، وتتعاون مع العديد من الجامعات الدولية، بهدف ‏تطوير البرامج التعليمية، وتقديم برامج جديدة تتماشى مع سوق العمل، مؤكدة ‏على أن ذلك يأتي في إطار خطة الدولة للنهوض بالتعليم الجامعي لتخريج كوادر من ‏الشباب المصري على مستوى متميز من الاستعداد العلمي والفني ‏ليكون قاطرة التنمية ‏والتقدم لمصر خلال المرحلة المستقبلية القادمة."

ففي الوقت الذى تسعى فيه الدولة المصرية والمؤسسات القائمة على التعليم العالي في جمهورية مصر العربية لتطوير مناهجها بشكل حقيقي، تأتى شائعة مثل هذه لتنال من سمعة المجتمع المصري وليس المجتمع الجامعي فقط، لتحاول ان تصورنا كمجتمع منغلق يسعى للفصل بين الجنسين.

فهذه الشائعة الخبيثة هدفها أن تقول إن المجتمع المصري ممثلا في المجتمع الجامعي أصبح أكثر انغلاقا ويسعى لسياسات التقسيم بشكل عام ويسعى للتمييز السلبي، وأنه بهذا الفصل يسعى إلى التراجع في المساواة بين الجنسين والتي حقق فيها المجتمع المصري خطوات واسعة. إن تلك الشائعة لا تخص الجامعات وتشوه إنجازها الذى تسعى لتحقيقه حاليا ولكنها شائعة تستهدف تشويه المجتمع المصري بالكامل.

اخترت هذه الشائعة تحديدا للوقوف أمامها كثيرا لأنه تمثل مقل نوعية في مستوى توجيه الشائعات، فأصبح قوى الشر تسعى لشائعات ذات أهداف متعددة، وتسعى لتشكيك المجتمع المصري في قدرات من جهة، والوقيعة بين المواطن ومؤسسات الدولة من جهة أخرى، وتمثل أيضا مستوى عالي واحترافي في التعامل مع شائعة شديدة الخبث، وتستهدف فئة يسهل انتشار الشائعات بينهم وهم الشباب في مرحلة الجامعة.

التعامل مع الشائعات أمر شديد الحساسية والخطورة وقد تسبب في مشكلات تؤثر على الأمن القومي المصري من خلال أمور قد تبدو للبعض بسيطة، ولكن لا يزال الحل فى مستواه الأول وهو تعامل مؤسسات الدولة معها ولكن يظل المستوى الثاني هو الأهم والأخطر هو نشر الوعي وزيادة الإدراك لدى كافة طوائف الشعب المصري ليكون الأبناء على مستوى كافي من المعرفة والقدرة على التمييز بين الشائعات والحقائق.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط