الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عملية تأديب إيران في سوريا واليمن


الحملة الدبلوماسية الأمريكية على إيران أصبحت واضحة تماما ومباشرة، في انتقاد سلوكيات النظام الإيراني الراعي للإرهاب في اليمن وسوريا والشرق الأوسط.

تخلت واشنطن بعد مجىء ترامب عن اللغة الدبلوماسية الناعمة والهادئة مع إيران. وأصبحت توجه اللكمات تلو الأخرى لملالي طهران حتى يستفيق من غيبوبته ويتراجع عن إرهابه. فالشرق الأوسط ليس ملعبا للطائفية الفارسية ولن يكون مسرحًا لهواة الحرس الثوري.

كما أن الحلم الشيطاني باستمرار الوجود الإيراني كما هو الحال عليه الآن في لبنان وسوريا والعراق واليمن لن يستمر طويلا، والأرجح أنه ستفاجئه كوابيس قاتلة.

من هنا جاءت التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بخصوص التواجد الإيراني في اليمن وأبعاد هذا الدور المخرب واضحة بما فيه الكفاية ومؤشرة بما سيأتي بعد ذلك.

قال ماتيس بوضوح: "إن واشنطن تدعم المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نفسها في اليمن، كما أن واشنطن تراجع على الدوام الدعم للتحالف العربي في اليمن". مضيفا إنه "تم توجيه تحذير لإيران وسيتم محاسبتها على أي تصرف سيئ في المنطقة".

"وأن هدف أميركا هو خفض الخسائر المدنية إلى الحد الأدنى، ونقل صراع اليمن إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في أقرب وقت".

تصريحات وزير الدفاع الأمريكي تعني بوضوح شديد أن واشنطن غير راضية عن الوجود الإيراني في اليمن والوقوف بجانب ميليشيات الحوثي، التي انقلبت على الشرعية في اليمن وأنها لن تقف طويلا تتفرج على هذه المشاهد العبثية الإيرانية ولكن ستتصدى لها بعدما تم توجيه التحذير لإيران.

تصريحات ماتيس كذلك أظهرت حضورًا أمريكيا مباشرًا في الأزمة اليمنية لم يكن موجودًا من قبل. ودعمًا مباشرًا لقوات التحالف العربي وهو يعني الكثير.

المثير أن تصريحات جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي ألحقتها تصريحات عنيفة أخرى لـ" براين هوك" المندوب الأميركي الخاص لشؤون إيران، والذي فضح النشاط الإيراني الإرهابي في لبنان. والوجود المرفوض لها في سوريا وفضحها على الملأ، قائلا: إن إيران توفر لحزب الله حوالي 700 مليون دولار سنويًا، وأن واشنطن ستواصل فرض عقوبات على الحرس الثوري وحزب الله.

كما انها ستسعى لإقناع أكبر عدد من الدول للانضمام للحملة ضد حزب الله وإيران.

كما "أن أميركا ملتزمة بإنزال أقسى العقوبات على إيران، مشددًا على أن طهران حصلت على مكاسب كبيرة في الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي. لكن الخروج منه منح الحرية الدبلوماسية لواشنطن لردع ايران.

هكذا بدأت واشنطن عملية تأديب علنية واسعة النطاق للنظام الإيراني الحاكم في طهران.

لكن هناك أسئلة شائكة دومًا في حلوق القراء المصريين والعرب المتابعين لهذه الحملة الأمريكية على إيران، وهى السؤال بشكل مباشر عن المصلحة العربية وراء الوقوف في صف واشنطن ضد إيران؟ أليست دولة إسلامية؟

الحقيقة أن مساندة واشنطن في عمليتها لتأديب النظام الإيراني هو إنقاذ لأوطاننا العربية من الفك الفارسي. فلا يعقل أن نقدم أراضينا وأوطاننا لقمة سائغة طرية لعناصر الميليشيات الإيرانية وللجيش الإيراني. ولا يمكن بعد كل ما جرى في سوريا أن تسلم دمشق باليد لنظام الملالي الإيراني لكي تكون أرضا عربية إضافية للملالين تساعده على إتمام الهلال الشيعي الواصل لسواحل البحر المتوسط!

كما لايعقل أن نقوم بتسليم اليمن الذي كان سعيدًا لعناصر إرهابية إيرانية مأجورة لكي تتخذه تكأة تنطلق منها صواريخ باليستية وعناصر إرهابية مخربة تجاه السعودية والخليج وتجاه مصر.

إن الحملة الدولية وليست الأمريكية فقط على إيران. هى أقل ما يمكن القيام به ضد طهران لدرء خطرها. بعدما طفح الكيل وأصبح آيات الله في طهران يعتقدون أن الأراضي العربية ميراث قديم لجدهم كسرى يتسابقون لإعادة السيطرة عليه.

أما الرد بخصوص أليست إيران دولة إسلامية؟ فالجواب وهل لأنها دولة إسلامية نفرط لها في أرضنا العربية وفي أوطاننا ومقدراتنا؟

هل نحارب الاحتلال لأنه أجنبي؟ ثم عندما يكون إسلاميا أو عربيا نوافق عليه ونؤيده؟!

إنه منطق غريب وفاسد لا يصح ولا يقبل. ولن يكون نظام الملالي أغلى عندنا من نظام صدام حسين عندما شطح بخياله وتصور أن احتلاله الكويت آنذاك في عام 1991 سينزل بردًا وسلامًا علينا؟!

لسنا مرتعا لأحد ولا ينبغي أن نكون والمفترض أن تخرج إيران من المنطقة العربية منهزمة ولا تخرج في إطار تفاهمات دبلوماسية حتى تلتزم أرضها وحتى يرتدع حكامها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-