يعاني الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة، من صعوبة الوصول لشريك حياة، خاصة وأن أغلبهم يبحث عن من يشابه أوضاعه الصحية والجسدية، أو عن مواصفات خاصة، ليكمل كل منهما الآخر، وهو ما يدفع البعض منهم لإتخاذ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للوصول لمن يكمل معهم مسيرة الحياة.
إستغلال أم مساعدة
ولكن هل تمثل تلك المواقع وسيلة إيجابية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في الزواج سواء بمن يشابه وضعهم الصحي، أو شخص سليم يقبل أوضاعهم، أم أنها تشكل وسيلة لاستغلال بعض المنتفعين للمعاقين، خصوصاً لما أعطتهم الدولة من امتيازات تعيين أو الحصول علي شقق حكومية مدعمة، أو ما لديهم من ممتلكات.

زواج إلكتروني
أحد المواقع الالكترونية يعلن أنه يقدم خدمات "تعارف وزواج لذوي الاحتياجات الخاصة، ويقول القائمون على الموقع إنهم متخصصون في زواج المعاقين وأيضا للسليمين الذين يرغبون بالزواج من ذوى احتياجات خاصة، ويمكن لأولياء الأمور التسجيل نيابة عن ذويهم.
الهدف من الموقع
ويقول القائمون
علي الموقع في تصريحات خاصة لـ صدى البلد :
يعرف الكل أننا كلنا سواسية وما يعتري البعض منا من ابتلاءات أو إعاقات لن تكون
الحاجز الفاصل لإستمرارية الحياة، لهذا نسعى للتأليف بين ذوي الاحتياجات الخاصة
والعمل على الروابط التي تنتج أسرة بنّاءه تتغلب على كل العوائق التي تواجهها.

تعليمات المواقع
وبالرجوع للموقع
الإلكتروني وجدنا بعض الارشادات والتعليمات، أبرزها عدم تبادل أرقام الهواتف أو
الجوالات أو الإيميلات من خلال الموقع، والتهديد بإيقاف عضوية الشخص الذي يخالف
ذلك، مؤكدين أن البيانات الشخصية كـ رقم الهاتف، أو البريد الإلكتروني قيد السرية التامة، والمراسلات الشخصية بين
الأعضاء من خلال الموقع ستظل قيد السرية.

طريقة الاشتراك
وعن طريقة التواصل داخل هذا الموقع يقوم من يرغب في الاشتراك بعمل حساب شخصي له بالموقع الالكتروني، لتلقي طلبات الزواج، بناء علي ما يعرضه بحسابه من صور شخصية وبيانات عن الطول والوزن ونوع الإعاقة والسن والحالة الاجتماعية والوظيفة وما لديه من ممتلكات، وما يريده في شريك حياته سواء كان سليما أو لديه إعاقة، فهناك من يطلب شريك الحياة ذا إعاقة بصرية أو سمعية أو حركية.
عروض الراغبين
وعبر الموقع الإلكتروني، يعرض أحمد مراد، 26 سنه، وهو أخصائي نفسي، لديه إعاقة حركية حيث يقول: أنا عايش لوحدي في شقه ملكي ومواصفات شريكتي أن تكون ملتزمه وتقبل تعيش في المنيا، ولدي إعاقه حركية، ومتاح السن لحد 30 مفيش مانع لو مطلقه ومعاها طفل.
فيما تطلب
"م.أ"، 26 سنه، لديها إعاقة بتر فى الساق اليسرى وترتدى طرفا صناعيا، ولديها
شقة سكنية، موظفة حكومية، وتريد زوج إعاقة في الساق أو غيره"، وعرض عليها
الزواج شخص معافي مقابل الزواج معها بشقتها وعدم التكفل بأية طلبات مادية خلال
الزواج.

وشاب آخر سليم يدعى محمد السيد، يعرض عبر الموقع، طلبه لزوجة من ذوي الاحتياجات الخاصة، شرط أن تملك شقة سكنية وهو علي استعداد بتحمل مسئوليتها "المهم تقبل بوضعى المادى لا يهم السن أو الحاله الاجتماعيه أو الاعاقة يكفي قبولها لوضعى المادي".. يقول ذلك.
نصب واستغلال
ترفض منال موسي، 33 عاماً، ولديها إعاقة سمعية، البحث عن زوج عبر مواقع الزواج لذوي الاحتياجات الخاصة، مبررة ذلك "هذه المواقع قائمة علي الاستغلال، وأغلبها سماسرة ونصابين ويستغلون ضعف المعاقين، ودايماً بيدوروا علي فلوس أو شقة أو عربية البنت".
وترحب منال
بالزواج ممن يشبهها في الظروف الصحية "لدينا جمعيات تهتم بنا، ولدينا أصدقاء
مثلنا، ولا أفكر إلا بالزواج من شخص أعرفه جيداً وليس عبر مواقع التواصل".
فرص للتعارف
فيما يري محمود حسن، 33 عاماً، لديه إعاقة بالساق اليسري "بتر فوق الركبة"، أنه لا مانع لديه من الزواج عبر الانترنت "بنات كتير سليمة بترحب تتجوز بمعاق طالما عنده شقة وعربية، ودا مش متوفر في الشخص السليم، وطالما الإعاقة لن تؤثر علي الزاوج، والأهم العشرة الطيبة والمعاملة".
عام
ذوي الاحتياجات
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن 2018، هو عام ذوي الاحتياجات الخاصة، واستهله بالموافقة على قانون ذوي الإعاقة، والذي يلغي القانون رقم 39 لسنة 1975 بشأن تأهيل المعاقين.
وطبقا للأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن فئة المعاقين، في تعداد عام 2017، تمثل نسبة 10.7، وأعلي نسبة توجد في محافظة المنيا، ثم القاهرة، وأقل نسبة بمحافظتي جنوب وشمال سيناء.