الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. جمال القليوبي يكتب: كوادر قطاع البترول ثروة اقتصادية

صدى البلد

إن ثروات الأوطان تتركز فى الأيدي والعقول والخبرات التى تنتجها الدول من خلال خطة تعليمية ممنهجة جيدا وايضا خطة التدريب المهنية الموجه والتى ينتج منوالها الكادر العقلي واليدوى البارع لإنتاج بصمه مختلفة وصناعة محترفة تختلف عن بقية الأجناس.

ويعتبر مهندس البترول المصرى ذَا بصمة مختلفة فى كل الدول التى اعتمدت على مهندسين مصريين فى شرائح كثيرة من تخصصات البترول سواء الاستكشاف او الحفر او هندسة الانتاج او هندسة البترول او الخزانات وقد ابدع المهندس المصرى سواء فى الدول العربية بشركاتها العملاقة مثل أرامكو السعودية وأدما وذيدكو الإمارتية و الكويتية للزيت وقطر البترول وايضا الشركات العالمية مثل شُل الهولندية واينى الإيطالية واباتشي الامريكية وبريتش بتروليم البريطانية وتوتال الفرنسية وريبسول الاسبانية ووصلت نسب التشغيل من المهندسين المصريين الى اكثر من ٢٢-٢٣% فى معظم الدول العربية بينما تترواح ما بين ١ الي ١٫٥% فى شركات البترول الأجنبية وتزيد هذه النسبة قليلا فى بعض شركات تكنولوجيا البترول العالميه من ٢الي ٢٫٥ % .وطبقا لآخر الإحصائيات بدا الإقبال على مهندسين البترول المصريين سواء فى الدول العربية والشركات العالميه يقل فى خلال العشرة سنوات الاخيرة مما جعلني ابحث عن الأسباب التى أدت الى فقد حصة المهندس المصرى لدي تلك الدول والشركات من خلال تجميع كثير من الإحصائيات والاراء التى قمت بجمعها من خلال مقابلات فى الموتمرات العالمية والعربية والمحلية ومقابلات مع مهندسين فى تلك الدول والشركات العالميه وجد ان رأيهم كالتالي مزايا مهندس البترول المصرى انه اكثر فهمًا واستيعاب من الجنسيات الاخرى ويمتاز بالنشاط واثبات الشخصية والتطبيق التعليمى السريع والقدرة على ابتكار حلول وإعطاء اقتراحات إيجابية (٥٠% موافقين الرأي فى الدول العربية حوالي ٣٠٪؜ موافقين الراى فى الشركات العالميه ٢٠٪؜ موافقين الرأي للمهندسين من جنسيات اخرى مثل الهنود والباكستانيين ) بالاضافة الى الاستقصاء والبحث لبرامج التدريب المطروحة للمهندسين منذ اول الستينيات حتى بداية القرن العشرين كانت تعتمد على إرسال بعثات من المهندسين لعده أشهر للتفرغ بعض أشهر للدراسة أحدث الأبحاث والابتكارات الحديثة فى كلا من الولايات المتحده الأميريكية وإنجلترا وإيطاليا وكانت التوصيات من القياده السياسية الناصرية بتدريب مهندسين البترول فى تلك الدول لنقل وثقل الخبرات المصرية وتحضرني المقولة المشهورة للمهندس محمود يونس فى ذلك الوقت ان تدريب الطيارين حمايه للسماء مصر من الأعداء وتدريب مهندسي البترول حماية لمصر من الظلام واستمرت سياسية التدريب الحكيمه لخلق جيل تنافسي من المهندسين المصرين الذين أدارو الشراكة مع الشركاء الأجانب من كل دول العالم على الاراضي المصرية فى كل الشركات المشتركة وبدات الفرص تتاح للعقول المصرية للذهاب الى فرص عمل بالشركات العالمية مثال شُل الهولندية وأجيب الإيطالية وبريتش بتروليم وبرتيش جاز البريطانية وكذلك شركات التكنولوجيا مثال هاليبرتون وشلمبرجير وبيكر ووزرفورد وبرع مهندسي البترول فى الوصول الى مستويات متقدمة فى ادارة تلك الشركات العملاقة ثم اختلف المنظور عند تغيرت سياسية التدريب الى سياسة توفير منذ ٢٠٠١ حيث تم وقف إرسال المهندسين المصريين الى بعثات خارجية او اي دورات تدريب خارجية او حتى من عدم حضور الموتمرات العالمية على اضعف حال وتحولت مصروفات التدريب الى مراكز تدريب محلية تنقصها كل المعايير والمقاييس العالمية تديرها الربحية دون تحديد أهداف فى نوعية المحاضر وجوده اللغة لدية ومستوي الخبرة فى الحقول والمواقع وكذلك درسته التطبيقية والاكاديمية بالاضافة الى ضعف المادة العلمية والذي اثار الجدل هو ان بعض مراكز التدريب
تكونت فى كليات الهندسة ومحاضريها هم نفس الاستاذة الأكاديميين الذين اعطو مباديء هندسة البترول للمهندسين فى البداية ومن ثم فان معظم التكنولوجيا الحديثة التطبيقية وتقييمها ليس لدية فى المادة العلمية .واضافة الى كل ذلك فان هناك بعض رجال الاعمال الذين ثار لعابهم أموال التدريب فى قطاع البترول فقد لجأوا الى عمل دورات تدريبية ضعيفة تمتاز بالفهلوي والاتصالات ووسط ذلك كله أصبح القدرات الفنية والتقنية لدي مهندسينا محدوده وتحتاج الى وفقه عاجله تستطيع ان تعيد الفرص الضاءيعه التي نحصل عليها من العملة الصعبة التى تحصل عليها الدوله من عمل مهندسيها فى شركات البترول العربية والأجنبية . نحن ننادي بعودة البعثات ودورات التدريب المتقدمة فى المراكز العالمية خارج مصر وكذلك تعيين ادارة رقابية عليا على نوعيات المواد العلمية وجوده مراكز التدريب الخارجية وإعادة تقييم كل مراكز التدريب المحلية والتى رخص لها تقديم دورات لقطاع البترول والثروة المعدنية وكذلك السعى الى بناء أكاديمية مصرية للبترول والثروة المعدنية كما هو موجود لدي الشركات العالميه مثل شُل واينى وبريتش بتروليم وليكون الراعي لبناء تلك الأكاديمية التدريبية كى تقدم لنا نسيج جديد من مهندسين وفنيين يستطيعوا ان يكونوا ايدي عامله مدربة جاهرة للعمل محليا وعالميا ..والى تكمله فى حلقة قادمة