الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رياح التغيير .. تهب على جامعة "فؤاد الأول"


يعتبر النظام التعليمي الحديث من أهم التطورات التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر وارتبط بالمشروع السياسي والنهضة التي أسسها محمد على باشا ( 1805 – 1848 ) وقبل تولية حكم مصر لم تعرف مصر نظاما تعليميا بالمعنى الدقيق الذي يدل عليه هذا المصطلح فلم يكن هناك سوى الأزهر وبعض المدارس الملحقة بالمساجد والكتاتيب بالمدن والقرى ولكنها جميعا لم تكن ذات نظام يصل بينها ويجعل منها وحدة تعليمية كما كانت بعيدة عن سلطان الدولة ورقابتها رغم أنها استطاعت ان تقوم على تعليم أهل البلاد قرونا طويلة .. إلى أن تم تأسيس الجامعة المصرية عام 1908 والتي تعتبر ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين .. وكانت تعرف بالجامعة المصرية ثم تحول أسمها إلى جامعة فؤاد الأول ....تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي ( كالمهندس خانة ) التي تأسست عام 1820 والمدرسة الطبية عام 1827م وفي البداية كان اسمها " الجامعة المصرية" على الرغم من معارضة الاحتلال البريطاني بقيادة لورد كرومر فعرفت بعد ذلك باسم جامعة فؤاد الأول وبداية التأسيس كانت مع إعلان مصطفى كامل عن مبادرته إلى الاكتتاب بـ500 جنيه لمشروع إنشاء الجامعة عام 1908 م وتوالت خطابات التأييد للمشروع من جانب أعيان الدولة، وسارع بعض الكبراء وأهل الرأي بالاكتتاب والتبرع.

 بدأت الدراسة بالجامعة على هيئة محاضرات ولم يكن خصص لها مقر دائم فكانت المحاضرات تُلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادي المدارس العليا حتى اتخذت الجامعة لها مكانا في سراي الخواجة (نستور جناكليس) الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حاليا.

وخلال الحرب العالمية الأولى، انتقل مبنى جامعة القاهرة إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي اقتصادا للنفقات ونتيجة للمصاعب المالية. كما أنشأت الجامعة مكتبة تحوي نفائس الكتب التي أهديت لها من داخل البلاد وخارجها.وفي عام 1917، فكرت الحكومة في إنشاء جامعة حكومية وشكلت لجنة لضم المدارس العليا القائمة إلى الجامعة.

وفي عام 1925، صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هي: "الآداب، والعلوم، والطب، والحقوق". وفي العام نفسه ضمت مدرسة الصيدلة لكلية الطب. وفي عام 1935، أصدر مرسوم ملكي بقانون رقم 91 بإدماج مدارس الهندسة والزراعة والتجارة العليا والطب البيطري في الجامعة المصرية، ومرسوم آخر بإلحاق معهد الأحياء المائية بالجامعة المصرية، وافتتحت قاعة أحمد لطفي السيد وقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، وهي تقع على مساحة 3160 متر مربع، وتعلوها قبة على شكل نصف كرة تميزت بها الجامعة كرمز لها. وفي عام 1937، أنشئ برج ساعة الجامعة بإرتفاع 40 مترا ..

 وبعد هذه اللمحة التاريخية عن جامعة القاهرة .. يجب أن نشير الى أن رياح التغيير بدأت تهب على جامعة القاهرة من جديد ومنذ تعيين الدكتور محمد عثمان الخشت رئيسا لجامعة القاهرة بمهام رئيس الجامعة في الأول من أغسطس من العام الماضي والجامعة تشهد تغييرات وتطورات عديدة أخرها إعلانه عن إفتتاح 8 كافيتريات جديدة بالحرم الجامعي مع بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الحالي لخدمة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة .. وقد يقلل البعض من أهمية مثل هذه الكافيتريات ولكن لمن لا يعلم إن جامعات العالم المتقدم تتميز بتعدد الأماكن والمنتديات التي يتجمع فيها الطلبة مع أساتذتهم في الكليات المختلفة .. وهذا أمر كان اختفى للأسف من جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات المصرية .. وأتمنى أيضا أن يتم إنشاء عشرات المعامل الجديدة والمكتبات داخل جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات ..

 ولا أُنكر على الدكتور الخشت جهده ودأبه للنهوض بجامعة القاهرة حتى تعود لمكانتها المرموقة التي كانت عليها منذ إنشائها وأيضا الجامعة شهدت تطورات كبيرة ورغم خروجها من التصنيف العالمي للجامعات لفترة طويلة وهاهي تعود ويعود اهتمامها بالبحث العلمي وخدمة المجتمع وحسب ما جاء على لسان الدكتور الخشت في هذا الشأن : أن الجامعة استضافت خلال العام المنصرم في الصالون الثقافي ومشروع تطوير العقل المصري وندواتها شخصيات تتحدث عن الوطنية وتوعية الطلاب سياسيا، وأنها ليست منبرا لحزب معين بعينه وأشار الخشت إلى أن ألجامعه أذا سمحت بالتحزب فستتحول لصراعات، موضحا أن جامعة القاهرة بيت للجميع وغير مسموح بالعمل الحزبي والسياسي بها مع وجود التوعية السياسية، وموقف الجامعة ثابت منذ نشأتها ولا مجال للأحزاب المناهضة للدول .. 

وأكد الخشت على الاهتمام بالبحث العلمي والنشر الدولي فمنذ الوهلة الأولي عمدنا إلي زيادة مخصصاتهما بنسبة 17%عن العام الماضي، فبلغت أعداد البحوث العلمية المنشورة دوليًا” لكليات الجامعة في 2017 عدد 4 آلاف و38 بحثًا علميًا في الدوريات و المجلات العلمية المصنفة دوليًا وقال كمان أن الجامعة لديها 121 مشروعا مربوطا بخدمة المجتمع، لافتا أن العام الماضي تم إنشاء وتحديث 31 معملا ووحدة بالإضافة الى مشروع التحول لجامعة الجيل الثالث وقامت الجامعة بتنظيم 5448 نشاطا، وحصلت على 23 جائزة في مسابقة إبداع وتم تخريج 600 قائد من معسكر قادة المستقبل بجامعة القاهرة وتم نشر 4038 بحث بزيادة عن العام الماضي 10.5%، وتخصيص جائزة بــ 10 ملايين جنيه للكلية التي تكون ضمن أفضل التخصصات العلمية، موضحا أن الجامعة شهدت94 ندوة، وتوقيع 48 اتفاقية، وعقد 27 تحالف وتبادل اساتذة وطلاب بين الجامعات المختلفة حول العالم، لافتا أن هناك وظائف ستموت قريبا، ويجب التفكير في الوظائف المستقبلية،منها النانو تكنولوجي.

المهم في كل ماسبق هو دور الجامعة المصرية العريقة بتطوير العقل المصري وخدمة المجتمع .. وأتمنى بالتزامن مع الإعلان عن إفتتاح 8 كافتيريات جديدة .. الإعلان عن إفتتاح عشرات المعامل الجديدة والمكتبات الجديدة وكل مايساهم في خدمة بلدنا مصر ويجب ألا ننسى أن جامعة القاهرة كانت ضمن أكبر الجامعات على مستوى العالم ومن خريجيها من حاز على نوبل والأف النوابغ من خريجيها أسسوا وساهموا في نهضة مصر والدول العربية والخليجية وعلماء مصر في الخارج بالألاف ويجب أن تعود الجامعة المصرية أو جامعة القاهرة وكل جامعة في مصر الى دورها الطبيعي وهو خدمة المجتمع ونهوضه وتنميته وتطوره .. ورغم الكثافة الطلابية العالية بها فمثلا جامعة القاهرة يتجاوز 160 الف طالب في حين أن أكبر جامعات بكين في الصين لا يتجاوز عدد طلابها 30 الف طالب فقط .. نعم ثروة مصر الحقيقية هي ثروتها البشرية ويجب أن نستفيد منها وننميها ونطورها .. والله المستعان.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط