الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرفد من الوظيفة عقوبة المتحرَش بها


ربما يكون التخصص الوحيد الذي لم تجده يدرس في الجامعات " الأخلاق" قد يحمله أُمّي أو عامل نظافة ولا يحمله حاصل علي الدكتوراه أو مثقف مستنير.

فالتحرش نتيجة بديهية لتدني الأخلاق ، ولكن المصيبة تكون بعرض السموات والأرض عندما يؤمن المتحرشون أنهم يُحسنون صنعا ، ولا يَعُون أنه قد ضل سعيهم وأصبحوا من الأخسرين أعمالا.

وحسب الإحصائيات والدراسات فإن القاهرة ثالث أخطر المدن الكبرى على النساء من حيث العنف الجنسي طبقا لدراسة "تومسون" وأن 83 % من النساء أكدن التعرض للتحرش، واعترف 62 % من الرجال بتحرشهم بالنساء كما أعلن المركز المصري لحقوق النساء في 2008، فيما أظهرت دراسة لهيئة الأمم المتحدة أن 99.3% من نساء مصر يعانين التحرش الجنسى و59.9% يتعرضن لملامسة الجسد و54% لمعاكسات كلامية ، ولكن أغلبنا لا يتعامل بجدية مع هذه التحليلات.

رجعت إلي هذه التقديرات بعدما لاحظت علي الفيس بوك [احتفاء صاخب] من{ قلة} و[احتقار واحتقان ساكن] من {الأغلبية} بتصريحات منسوبة إلي "م.س" المعروف إعلاميا باسم " متحرش التجمع" كشف فيها عن " تقدمه ببلاغ للنيابة العامة ضد "منة جبران" المعروفة إعلاميًا أيضًا باسم"فتاة التجمع" والتي صورته وهو يطلب منها احتساء فنجان قهوة سويا بعدما تعقبها "برزالة" – على حد وصفها-.

[محامي المتهم بالتحرش] "طارق جميل سعيد" قال « الشاب لم يتحرش بالفتاة، ولم يصدر أي انتهاكات أو تلميحات أو إساءة بالقول أو بالفعل» مطالبًا المواطنين بمتابعة الفيديو، واعتذار الشاب للفتاة ، متهما [المتحرش بها] بمخالفة القانون وارتكابها العديد من الجرائم ومنها التشهير بموكله.

فعلا لم يعد للمنطق سبيل بيننا ، وعلي ما يبدو أن المصطلح الدارج " الدنيا مش ماشية دوغري إلا مع الناس العوجة" أصبح له محل من الواقع فقد عرضت شركات إنتاج علي [المُتهم بالتحرش] عمل إعلانات والمساهمة في أعمال فنية – هكذا يتردد-.

وقام الفنان "محمد رمضان" بنشر فيديو للمتهم بالتحرش، وهو يغني أغنيته "أقوى كارت في مصر" في سيارته، فيما نشرت الفنانة والمصورة الشابة "سلمى الكاشف" فيديو سيلفي “هزار” معه، يطلب منها الذهاب معه لـشرب القهوة ، ثم يظهر شابان ويقولان له بسخرية “انت بتعاكس".

وقبيل ذلك راهن [المتهم بالمتحرش] - حتي تثبت براءته-علي اعتلاء عرش التريند ونشر فيديو وهو علي شاطئ البحر بدا فيه غير طبيعي فى مشيته أو نظراته،وسيطرت على وجهه ملامح المقامر الذى على وشك الخسارة، فظهر وهو يطلب من أجنبية تناول القهوة معه لترد :موافقة ، وبعدها يضحك ضحكا عصبيا.

بينما [الضحية منة جبران] تم رفدها من وظيفتها وتلقت سيلا من الشتائم والسباب لترد: ليه تشتمونى بإنى عاهرة؟ أنا مش عاهرة! ”إنتوا تعرفوا ظروفي، تعرفوا إني بشتغل شغلانتين، وبخلص شغلي في الشركة الساعة 6.30 وبنام ساعتين[ عشان أعرف أرسم للصبح].

علينا أن نعيد الأمور إلي نصابها الحقيقي، وأن نكون الصوت العالي في مواجهة المتحرشين، فالساكت عن المتحرش شيطان أخرس ، وعلينا ألا نعتبر منة وأخواتها زوبعة في فنجان ، تنتهي "بوش" جميل من التعليقات المساندة لها ، وفور سكبها في فنجان السوشيال ميديا ينتهي الأمر ، أغلقوا طوق النجاة ومنفذ خروج الطوارئ لأي متحرش برفع قضية عليه إعمالا بالقانون.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط