خطيب بالدقهلية: الأديان السماوية قائمة على عمارة الكون ومصلحة الإنسان

أكد الشيخ نشأت زارع إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية أن جميع الأديان السماوية قائمة على عمارة الكون والعمل والإنتاج ومصلحة الإنسان وللأسف المتشددين من كل الأطراف أفسدوا الحياة على الأرض وجعلوها ساحة للخراب والصراع والدماء.

وأضاف،خلال خطبة اليوم الموحدة بعنوان " الأديان السماوية مصدر سعادة لا شقاء "، أن الأديان السماوية من مشكاة واحدة ومن مصدر واحد وأصل واحد ومقاصد واحدة هى الخير والتسامح والتعايش المشترك وعمارة الأرض والبناء والتنمية ومصلحة البشر جميعا وسعادتهم فأينما تكون المصلحة فثم شرع الله لأن كل الأحكام فى الأديان السماوية تدور حول درء المفاسد وجلب المصالح للعباد أو عليهما معا. 

وأشار إلى أن رسولنا صلى الله عليه وسلم جاء لكى يكمل الرسالات ولايهدمها كما قال ( الأنبياء إخوة ودينهم واحد ) فالدين الذى جاء من السماء دين واحد ولكن الشرائع مختلفة وإن اختلفت فى العبادات وطريقة أدائها باختلاف الزمان والمكان والأحوال والظروف لكن الخطوط العريضة للاخلاق والقيم واحترام الانسان واحد فى الجميع ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) فهذه الأديان السماوية الثلاثة تتفق فى أصول العقائد والرسول.

وأوضح انه لو علم المتطرفون والمتشددون هذه الحقائق لما أمطرونا بفتاوى التكفير والتفجير ولعلموا أن الله جعل قدسية أماكن العبادة لكل الديانات قدسية واحدة لأنها يذكر فيها اسم الله ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) فجمع اماكن العبادة لكل الديانات الثلاثة فى اية واحدة وكلها مقدسة فالاعتداء على الكنيسة كالاعتداء على المسجد والاعتداء على معابد اليهود كالاعتداء على المسجد والكنيسة ولما راينا مثل ما حدث فى دمشاو بالمنيا او غيرها ولما راينا اعتداء من انسان على اخر بسبب عقيدته او عرقه ولاختفت العنصرية والطائفية من حياتنا وعاش الجميع فى سلام المشكلة فى اوصياء الدين من الديانات الثلاثة .

واكد انه لايختلف اثنان يعملان العقل على صريح القران وانما قد يختلفان فى تفسير القران لبعض الايات وهو التفسير البشري وليس الالهى وطبيعة البشر الصواب والخطأ فقد يفهم انسان اية بفهم خاطىء ويطبقها بشكل خاطىء فيضر ويؤذى الاخرين بدون سبب مقنع الا التأويل الخطأ ولقد اجمعت الشرائع السماوية باكملها على حفظ النفس البشرية وحفظ النسل والرسول رفض ان يدعو على المشركين بدعاء فيه هلاك لهم وقال عسي الله ان يخرج من اصلابهم من يقول لااله الا الله .

واشار الى ان القيم والمبادىء الانسانية التى اجمعت عليها الشرائع السماوية هى العدل والتسامح والصدق واداء الامانة والتعايش الانسانى وعدم الغدر وفى موقف للرسول مع اهل الاديان انه جاءه وفد من نصارى الحبشة فقام بنفسه على ضيافتهم وقال لقد اكرموا اصحابنا وجاءه وفدا من نصارى نجران فاستقبلهم افضل استقبال وتركهم يصلون داخل مسجده الشريف اعترافا بالحقوق الانسانية

واوضح نه ليس هناك شريعة من الشرائع اباحت القتل والغدر بل جوهر الاديان يتفق فى اصول مشتركة فنحن ابناء اب واحد وام واحدة ونعيش على كوكب الارض نتعاون جميعا فى عمارته ونتعارف ونتعايش كما قال القران وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا كما لاننكر ان هناك ايات فى الانجيل والتوراة تتفق مع القران فى هذه المقاصد.