الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكاتب الصحفي محمد صلاح لصدى البلد: تقليص العمالة أكبر تحديات الصحافة الورقية..مستقبل خريجي الإعلام كارثي..ضياء رشوان ينحت في الصخر..إلغاء وزارة الإعلام خطأ فادح..والسوشيال ميديا اختطفت كعكة الإعلانات

صدى البلد

مدير مكتب الحياة اللندنية لـ "صدى البلد" :
أحداث الربيع العربي أدخلت الإعلام في مرحلة استقطاب شديدة.. والصحافة انهارت بعد 2011
قرار رفع أسعار الصحف صادم ويغرقها أكثر في مستنقع الأزمة
أزمات الصحف الورقية في مصر تتطلب حلولا مرحلية تبدأ بوضع خطط لتقليص العمالة الزائدة
أدعو لتشكيل لجان قانونية لبحث التخلص من العمالة الزائدة بالصحف القومية
فتح أقسام الإعلام بالكليات كان خطأ فادحا 
أي خدمة إخبارية الدولة يجب أن تقف وراءها
تصدر الأخبار السطحية تفضيلات القراء سببه انتهازية الصحافة

رحلة طويلة من العمل الصحفي قادته لمنصبه كمدير لمكتب جريدة الحياة اللندنية في مصر، الكاتب الصحفي محمد صلاح شغل هذا المنصب لمدة 18 عاما ، ورغم ذلك لا تزال طموحاته تتلخص في أن يكتب خبرا تتناقله عنه وسائل العالمية أو أن يكتب "
مانشيتين حلوين " على حد وصفه، يعبر عن حبه لمهنة الصحافة قائلا : " أنا مدمن شغل ..أعمل 7 أيام في الأسبوع .. ولا أخشى تعريض حياتي للخطر مقابل الحصول على معلومة ".. تخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة وبدأ في العمل بالهيئة العامة للاستعلامات ، بعدها سافر للعمل بالإمارات للعمل كصحفي ، ثم انتقل للعمل بجريدة الحياة ، وقدم عددا  من البرامج على التلفزيون الحكومي وبعض القنوات الفضائية ..

وفي محاولة لقراءة المشهد الصحفي المصري، وآليات تطوير الصحافة لمواكبة الطفرة التكنولوجية الراهنة التقاه "صدى البلد " للتعرف على رؤيته الخاصة في القضايا التي تشغل بال العاملين بالوسط الصحفي ، وكانت له مجموعة من الآراء الهامة ، أبرزها ضرورة وضع خطة مرحلية لمعالجة الأزمات التي تمر بها الصحف وعلى رأسها العمالة الزائدة ، كما تحدث عن تأثير السوشيال ميديا على مهنية الصحافة وضرورة أن تقف الدولة خلف أي خدمة إخبارية يتم تقديمها .


ما تقييمك للمشهد في الصحافة المصرية ؟

الصحافة المصرية تعرضت للإنهيار بعد ثورة 2011، والاعلام بشكل عام ..وفي السابق كانت الصحافة تواجه مشكلات وأزمات أيضا لكنها كانت تتعلق ببنيتها وتقسيم المؤسسات بين حكومية وخاصة وكان من الممكن التعامل معها أو القضاء عليها للتطور نحو آفاق أفضل على مستوى الأداء والمنتج .ومع أحداث الربيع العربي دخلنا في مرحلة استقطاب شديد جدا، وأسوأ ما يمكن أن يوصم به الإعلامي أو الصحافي هو أن يتحول لناشط .

كيف أثرت حالة الاستقطاب على الصحافة؟

أصبحنا نجد الصحفي والإعلامي ناشطا ..يعبر عن رأيه أكثر مما ينقل المعلومة وفي مرحلة لاحقة للاسف تحول الناشط إلى من يمكن اعتبارهم من اصحاب السمعة السيئة عبر سعيه لتحقيق المصالح والتحالف مع جهات بعينها ولو حتى أجنبية.

والعمل لصالح جهات واشخاص وتنظيمات وذلك على الرغم من أن الإعلامي او الناشط نفسه يجب ان يكون حرا وهذا مالم يحدث وبالتالي الإعلامي أصبح لا يتوقف عن حد نقل رأيه فقط إنما أيضا أصبح يغيب المعلومات أو يفبركها و يكذب أو يزيف أو
يروج لمعلومات كاذبة فللأسف ضربت الصحافة في مقتل.

وهذه للاسف ليست مشكلة الصحافة المصرية فقط وإنما هذا حدث على مستوى عالمي فهناك صحف كانت رصينة جدا ومواقع ذات تاريخ ومحطات تلفزيون جرى اختراقها وجرى سرطنتها بعناصر المال القطري والموقف تحديدا الموقف الإخواني وحدث في الخارج كما حدث في مصر.

ومع الوقت وبعد 30 يونيو ظلت الصحافة تدفع ثمن هذا الإنهيار ودفعت الثمن في صورة إنهيار في التوزيع ونسب القراءة حتى على الصفحات الإليكترونية وعزوف الناس عن ملاحقة الأخبار والقراء ة في الصحافة التلفزيونية والمقروءة وأكثر طبعا في الورقية وتحولت فئات كثيرة في المجتمع نتيجة لعدم ثقتها في الصحافة بكل أنواعها إلى السوشيال ميديا وأصبحوا يحصلون على معلوماتهم ويكونوا آرائهم من مواقع التواصل الاجتماعي وهي ساحة مفتوحة لكل من يريد أن يقول أي شئ وأصبحت الصحافة المصرية تعاني معاناة شديدة على مستوى علاقتها بالقارئ .

وماذا عن المستوى الاقتصادي ؟

على المستوى المتعلق بالأداء الاقتصادي حدث انهيار في نسب التوزيع وتبعه انهيار في حصيلة الإعلانات وبالتالي زادت الضغوط مع ارتفاع أسعار الورق بشكل فظيع نتيجة ظروف اقتصادية عالمية ومحلية .. وبالتالي أصبحنا نجد أن كل الصحف تعاني
أيا كان مستوى ما تقدمه من أزمات اقتصادية طاحنة ووجدنا كثير من الصحف التي تتمكن من الاستغناء عن موظفين وصحفيين لا تتوانى عن تلك الخطوة والصحف التي لا تستطيع نتيجة القوانين وكون من يعملون لديها من المعينين دخلت معهم في ازمات
ومعضلات تتعلق بمحاولات التخلص منهم .

وكيف ترى الفترة المقبلة ؟

أعتقد الفترة المقبلة سواء على مستوى الفضائيات أو الصحف ستشهد استمرارا في الاستغناء عن العاملين لأن المطروح من أزمات حتى الآن يتطلب جسارة في مواجهته وبرنامج عمل طموحا وآليات للتنفيذ وهذا ليس موجودا حتى الآن حيث ان ما يقدم من حلول هو عبارة عن مسكنات وامور شكلية.

ما تعقيبك على التعامل مع ازمات الصحف المتعلقة بإنخفاض التوزيع ونسب القراءة وقرار رفع اسعار الصحف ؟

أول ما فكروا به هو زيادة الأسعار، وهذا أمر صادم ومذهل لإن سلعتك لا إقبال عليها و بالتالي عندما ترفع سعرها ستغرق أكتر في مستنقع الازمة ..

الحياة أيضا مرت بأزمات مشابهة .. كيف تحاول الخروج منها؟

ظهر مع الوقت أن هناك أجيالا جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة وتستخدم اللاب توب والتلفون والتابلت في قراءة الجرائد ، والقائمين على الجريدة فهموا إن مع الوقت مش هنقدر ندفع نفس أموال الطباعة وأنه لابد من تقليص النسخ المطبوعة ، و لذلك قمنا بتجربة في الحياة و بعض المسئولين في الصحف ومجالس إدارتها و رؤساء التحرير وأشخاص في هيئة الصحافة يرونها تجربة فريدة .

فالحياة واجهت كانت صحيفة دولية ولها مركز رئيسي في لندن و تطبع 10 طبعات في العالم كله بنفس التوقيت ولديها مراكز اقليمية كبيرة في القاهرة وبيروت والرياض وبقية العالم أو مراسلين على حسب أهمية الاحداث والبلد.

ووضعنا خطة في 3 سنين لخفض النفقات، تضمنت تقليص المكاتب ونقلها من الأماكن المكلفة للأماكن الأقل تكلفة وقررنا إغلاق المكتب الرئيسي في لندن ، ونقله لدبي ، التي تمنح تسهيلات للصحافة كما أن المرتبات في دبي أقل من لندن ، ومنحنا
العاملين الخيار إما الانتقال لدبي او عدم الاستمرار مقابل الحصول على تعويض ، ونجحنا في تحفيض الاعداد ، ولإننا مقررين 3 سنوات لتنفيذ الخطة فلم نواجه مشكلة في دفع تعويضات ، وأوقفنا الطبعات في بعض الدول ومنها مصر .

وبدأنا التنفيذ خلال العام الجاري، لكن خلال العامين الماضيين عملنا على تقوية الـ website وربط الجمهور به ، بحيث إن الدول اللي هتتوقف فيها الطبعة ستتوفر النسخة بشكلها المطبوع على الموقع .

هل يمكن تنفيذ هذه الخطة في مصر ؟

للأسف لا .. لأن الصحافة في مصر أزماتها أكثر ، كما أنه لا يوجد تصور لخطة على المدى الطويل لكن نريد في مصر حل الأزمة بكرة الصبح وهذا صعب لأن هذا النوع من الأزمات بحاجة لحلول مرحلية، بالإضافة إلى أن الحياة قائمة على تأسيس
مهني واقتصادي سليم ، وهذا هو ما ساعدها على تخطي الأزمة ، مثلا الحياة لا يوجد بها عمالة زائدة لا تحتاجها على عكس الصحف القومية بها 2000 صحفي بيخدم عليهم أكتر من 20 ألف موظف ..و ماسبيرو مثلا لديه 40 الف موظف... بينما
الحياة كانت تصدر 10 طبعات في العالم وعدد محرريها وموظفيها 500 فقط حول العالم .

والصحف الخاصة أيضا تأسست بامراض الصحف القومية ، خاصة أن رأس المال دخل فيها فيها وبالتالي خبراتهم بالعمل الصحفي نفسه لم تكن كبيرة لذلك استعانوا بمن يديروها من الصحف القومية وكذلك الفضائيات ومن ذهبوا لإدارتها حملوا أمراض
الصحف القومية معهم وأهمها العمالة الزائدة وكل من ذهب ليدير مؤسسة أخذ معه مجموعة كبيرة جدا من العاملين تفوق الحاجة وهذه أزمة لن تجدها في الحياة مثلا أو الشرق الأوسط و هناك صحف بها موظفين يصل عددهم 15 ألفا و 20 ألفا والخلاص منهم شديد الصعوية وحلك إنك تقلل المطبوع وتحافظ على الطبعة بعدد أقل وتوفر النسخة على website


هل تؤيد الطرح الخاص بالاعتماد على الإعلانات في تمويل الصحف وطرحها بالمجان ؟

لا لن ينجح لأنه تصور يعتمد على نظرية كانت موجودة من 20 سنة ، تتعلق بأن الصحف هي الجهة الأساسية للإعلان ، والفضائيات التي أضرت بها وسحبت الإعلانات هي نفسها تعاني بشدة الآن لأن الحجم الأكبر من الإعلانات موجه لمواقع التواصل
الاجتماعي .

ما  الخطوات التي يجب البدء بها لحل وضع الصحف الراهن؟

لدينا شبكة قوانين معقدة جدا تعرقل حل الأزمات والتي تخص التعامل مع الصحفي باعتباره موظف بالدولة وبالتالي صعب أمشيه لكن في الحياة مثلا كان أقصى حاجة ما ستتحمله الجريدة 3 أشهر ،وبالتالي لابد من تحرير شبكة القوانين أو التعامل معها ، ولابد أن تبحث لجان قانونية كيفية التخلص من العمالة الزائدة ومنحهم عروض كما حدث في قانون الخدمة المدنية حيث سمحت الدولة لمن بلغوا الـ 55 عاما أن يخرجوا على المعاش المبكر ، مقابل الحصول على معاشهم بالكامل ، وكأنهم خرجوا في الـ 60 ولابد من ان يتم ذلك في الصحف أيضا من خلال منح الصحفيين امتيازات لتشجيعهم على الخروج .

لكن هناك مشكلة أخرى كبيرة تخص العاملين بالصحافة ، وهي أن اعدادا كبيرة من الصحفيين تعتمد على البدل الذي يحصلون عليه من النقابة ، وهو مرتبط بأن تكون تعمل فعلا وبالتالي كل من يخرج على المعاش يفقد البدل، لذلك لابد من إيجاد حل لهذا تشارك فيه الدولة ، وملاك الصحف لإن عليهم عبء أيضا متمثل في دفع أموال أكثر لأعداد زائدة عن حاجة العمل.

وأقترح ان يكون هناك صندوق لكل من يرحل لقائمة غير المشتغلين لتعويضهم ، وبالتالي سيختارون الرحيل لأنهم مش غاويين وزحمة وقلة انتاج .

هل من الضروري دمج إصدارات الصحف القومبة ؟

بالتأكيد .. فهناك مجلات توزيعها 100 نسخة وبتصر على طبع 5000 نسخة، والدمج هو الحل ، و يمكن دمج موظفي وصحفيي تلك الإصدارات .

كيف ترى البدل .. وهل تتفق مع دعوات إلغائه ؟

البدل عبء على الدولة .. ويمثل مشكلة كبيرة ، وعائق أمام مواجهة ازمات الصحافة ، والنقابة لابد ان تهتم بالأمور المهنية ، وليس البدل و القائمون على الصحافة يحملونها أعباء زيادة ، مثلا الصحف القومية تدبر مرتبات بصعوبة للعاملين بها ، ولابد أن تبدأ في قراءة المشهد واتخاذ خطوات نحو تقليص العاملين بها وإلا ستصل لمرحلة العجز عن دفع المرتبات .

وأرى أنه يجب عند اختيار رؤساء الصحف القومية أن يطلب منهم خطط واضحة لمعالجة الأزمات وأن تعامل كل جريدة على أنها حالة منفصلة .

هل تؤيد انضمام الصحفيين الالكترونيين للنقابة ؟

الصحافة صحافة ومن يعمل في التلفزيون صحفي أو مراسل جريدة أجنبية هو في النهاية صحفي ولابد أن ينضم للنقابة ، وعمليا القانون يمنع أي احد يشتغل صحافة إلا لو كان عضو النقابة وعمليا أيضا لا يمكن الحصول على العضوية إلا لو اشتغلت سنتين
فهناك تناقض بين قانون الصحافة وقانون نقابة الصحفيين وهذه مأساة موجودة وكل الناس تتجاهلها .

وبالتالي أرى ان العاملين بالمواقع الإلكترونية يجب ان ينضموا للنقابة وأعود للقول أن البدل يمثل عبئا يمنع الكثير من الخطوات الهامة.

هل ترى أن الأعداد المطروحة للعمل بمجال الإعلام أكبر من حاجة السوق ؟

درست في كلية الإعلام عندما كانت الكلية الوحيدة في مصر ولم تكن هناك أقسام للإعلام في كليات أخرى أو كليات في جامعات تدرس الإعلام ، وكان السماح بفتحها خطأ فادح .. وحاليا الناس مش لاقية شغل لان المعروض أكثر من فرص العمل المتاحة بكثير، وبالتالي مستقبل الخريجين كارثي كما ان مستوى التعليم رديء جدا.


هل ترى ضرورة تحديد أعداد المقبولين بكليات الإعلام ؟

يجب إغلاق ثلاثة أرباعها لكن هذا صعب لإنها مرتبطة بحجم استثمارات كبير وتحقق مكاسب طائلة بالإضافة إلى أنه من الصعب الإضرار بمستقبل الطلاب الذين يتعلمون بها حاليا .

هل يتمتع الإعلام المصري بالمهنية ؟

نحتاج إعادة هيكلة بداية من أدء الصحفيين ..والمنافسة جعلت الكثيرين يقعوا في أخطاء مهنية ممثلة في استهداف شخصية أو جهة والتعبير عن الرأي بجانب التجاوزات الاخلاقية ، وحدث في مصر أكثر من مرة إن الإعلامي او الصحفي يتجاوز ويسب
شخصية ما وحال اتخاذ إجراءات تجاهه نجد أن مؤسسات الصحافة والإعلام تجيش للدفاع عنه لكن هناك فرق بين التعبير عن الرأي و "الشتيمة" لكن للأسف الشديد المنافسة على نسب المشاهدة جعلت التجاوزات لا حدود لها .

كما أن الفضائيات أضرت كثيرا بالمهنة وحولت الصحفيين الذين انتقلوا للعمل بها كمعدين إلى " تلفونست " كل ما يستطيع عمله هو الاتصال بالفنان او النجم الرياضي لإحضاره للحلقات .

كيف ترى أداء الهيئة العامة للاستعلامات وهل هي قادرة على الدفاع عن مصر ضد ما ينشر إعلاميا بالخارج ؟

الهيئة لم تقم بهذا الدور ، وهو يفوق قدرات الهيئة العامة للاستعلامات وضياء رشوان ينحت في الصخر لأني أعرف إمكانيات الهيئة وحدودها وكيف تم تقليص المسشاريين الاعلاميين بالخارج تحت ضغوط الميزانية لان معظم السفريات الى الخارج ظلت لعقود قبل ضياء رشوان تتم في إطار من المجاملات وهذا الامر توقف تماما منذ توليه ..ولما اصبح هناك امتحانات قلصت أعداد المكاتب وتم وضع أعباء على السفارات للرد على الموضوعات المنشور من الخارج وهذا ليس عملها .

لماذا عجزنا عن إطلاق قنوات وإعلام يخاطب الخارج كالجزيرة مثلا ؟

الجزيرة تقف خلفها دولة ولما حاولنا اخراج قناة للخارج كبلناها بأعداد ومشاكل تجعلها لا تستطيع أن تؤدي دورها والقوانين جعلتها عاجزة عن أداء دورها .

واحقاقا للحق الاعلام المصري جذب شريحة كبيرة من الجمهور المصري والعربي على مدار العشر سنوات الماضية من الجزيرة وما ساعد أن الجزيرة نفسها كانت تؤدي أداء مهني راقي في الشكل وفي المضمون تبث وفقا لاجندتها ، فلم يكن بثها اخبار مزورة واضحا ولكن ما ساعدنا اكتر أنها اصبحت ناطق باسم الاخوان ومع الوقت اصبح من الضروري التاكد من صحة المعلومات التي تبثها .

وكان مفترض نستغل ذلك ونطلق قناة لكن كانت ولازالت لدينا ازمات كبرى ولابد من الإشارة الى أن الإعلام التلفزيوني مكلف جدا والدقيقتين تلفزيون تكلف مثلا ٢٠٠٠ دولار ولذلك لما ظهرت قنوات إخبارية مصرية لم تستطع الاستمرار وأغلقت وفي تقديري اي قناة او خدمة إخبارية أو سياسية لابد أن تقف ورائها الدولة ولكن الدولة لديها ازمات كبرى ، فلدينا مثلا ماسبيرو به ٤٠ الف وبدأت عمليات التصفية به منذ حوالي سنتين او اكثر وهذه خطوة ضرورية لأن حتى لو تم ضخ مليارات فيه هتتشفط .

ما التشريعات التي تحتاج للتعديل وتخص الوسط الإعلامي في رأيك ؟

يكفي أن نطبق القوانين الموجودة فعلا ، وما يحتاج للتعديل هو المواد التي تتعلق بالاعمال اللوجستية بمعنى عقود العمل وغيره بما يجعل هناك مرونة اكثر في التعامل مع الأزمات الراهنة ، ومعضلة تنفيذ القانون اهم من تغيير القوانين ولا تشغلني التشريعات .

إلى أي مدى تأثرت مهنية الصحافة بالسوشيال ميديا؟

مشكلة السوشيال ميديا في العالم أنها جعلت أي شخص صحفيا و هناك صحف ذكية قامت بصناعة شبكات للتفاعل مع المواطنين، مثل صحافة المواطن .. ولابد من محاولة تطوير فكر المواطن حول كيفية التعامل مع حادثة أو واقعة لأستفيد والمواطن يستفيد من ذلك بتحقيق ذاته، لأن ما يقدمه يراه أكثر من شخص لكن على الجانب الاخر اصبح اي شخص يقول اي شيء. .

لماذا تتصدر الأخبار السطحية تفضيلات القراء ؟

ألوم المسؤولين عن الصحف و المواقع الالكترونية والقنوات في ذلك، ومطلوب من الصحف أن تتوقف عن الانتهازية وتتوقف عن نقل الاخبار التافهة و لابد من الفلترة، وعدم المساهمة في تغييب وعي الناس، لأن تغييب وعي الناس سيضرك انت في النهاية، والجمهور سيتوقف عن متابعتك نهائيا وسيتجه للسوشيال ميديا .

هل كان إلغاء وزار الإعلام قرارا صحيحا ؟

أكبر خطأ حصل هو الغاء وزارة الاعلام لكن للأسف لا يمكن التراجع عنه ، لأنه اصبح يتم وفقا للدستور والقانون .. وذلك لأننا سرنا خلف شكليات والحديث عن الأمم المتحضرة وما شابه و حاليا الهيئات الاعلامية مكبلة بمشاكل لا حد لها في الصحف القومية والصحف الخاصة ليست تحت سيطرتها.

ماذا عن بدايتك في المهنة ؟

تخرجت في كلية الإعلام جامعة القاهرة وعينت في هيئة الاستعلامات وكنت آخر دفعة تعينها وزراة القوى العاملة، وبعدها بعامين سافرت الامارات ثم بدات العمل في الحياة.

ما التحديات التي واجهتك خلال عملك بالمهنة ؟

التحديات كلها بالنسبة للصحفي الذي يحب عمله تنتهي نهايات سعيدة ، وعشان اجيب معلومة ممكن أراهن بحياتي أحيانا حيث كنت في فترة متخصص في متابعة الجماعات الارهابيه وكان هذا الملف خطير في التسعينات، والقدامى في المهنة يعرفون ان الحياة تحولت في هذا الملف من وسيلة اعلام لمصدر وقمنا بذلك على مدى عقدين دون ان يتم ابتزازنا او نكون وصوليين للحصول على معلومات .

هل هناك مواقف تعتبرها نقاط تحول في حياتك المهنية ؟

لن أنسى كافة المواقف في حياتي المهنية .. وكلما ستجتهد في المهنة وتمنحها وقت اكتر ستتحول من موظف الى صحفي.. انا أعمل يوم الجمعة، لذلك كنت متواجد عندما وقع تفجير سفارتي امريكا في نيروبي ودار السلام في اغسطس 1998 وبعد التفجير بساعتين اتصل بي المنفذون وأبلغوني أنهم من قاموا بتنفيذ هذه العملية وكل العالم قام بنقل الخبر من الحياة فلم يعرف احد ان هؤلاء هم المنفذين سوى عن طريق الحياة.

أيضا عملية اغتيال رئيس مجلس الشعب السابق رفعت المحجوب على كورنيش النيل أمام فندق سميراميس تمت يوم جمعة .. كنت اعمل يوم الجمعة يوم اجازتي وشاهدت الحادثة امامي.. سمعت ضرب الناس فنزلت من المكتب وشاهدت الأمن يجري وراء المنفذ ويلقي القبض عليه.. وحدث ذلك لأنني تواجدت في عملي على الرغم من اني كنت أجازة .

أيضًا يوم اغلاق مقر مكتب ارشاد جماعة الاخوان ومجلة الدعوة امام سينما كايرو بوسط القاهرة كنت داخل المكتب وكان معي مدير مكتب الحياة عبد الوهاب بدرخان لإجراء حوار وفي نفس اليوم الصبح صدر قرار بإغلاق المكتب ومقر مجلة الدعوة .. مقر جماعة الاخوان الارهابية في مصر .. وتحولت من صحفي رايح يعمل حوار لمصدر المعلومة .. وكل صحفيين مصر كلموني عشان يعرفوا ده حصل ازاي والامن دخلني ازاي وهكذا .. وهذه كلها مواقف سوف تتعرض لها كلما منحت المهنة أكثر من وقتك وجهدك .


ما  طموحك للفترة المقبلة ؟

ليس لدي طموح على المستوى الطبقي او الاجتماعي يخص الانتقال لمكان آخر..و طموحي أني أعمل مانشيتين حلوين .. خاصة أن القاريء ذاكرته ضعيفة .

وعلى المستوى الشخصي عملت بوكالات واشتغلت في التلفزيون الحكومي 5 سنوات ، وقدمت برامج منها على قناة التحرير ، و انسحبت على الهواء لما حسيت بتدخل صاحب القناة في البرنامج وأكتب حاليا مقالين في الاسبوع والحياة واكتب أخبارا ولا أستكبر على ذلك والأخبار التي تحتوي على صعوبات أو تحتاج خبرة أكتبها بنفسي.