أبحاث طبية جديدة ومدهشة

1- إلى وقت قريب كان الشائع أن الحيوان المنوي الذي إلى يصل البويضة أولا هو الذي يخترقها، لكن ثبت مؤخرا أن هذا غير صحيح، وأن البويضة هي التي تختار وتسمح لحيوان منوي محدد بأن يدخلها وليس الذي يصل أولا..
ما يحدث أن آلاف الحيوانات المنوية تنطلق فيما يشبه سباق الدراجات، منجذبة لرائحة هرمون البروجستيرون في محيط البويضة.. بعد أن يصلوا إليها ويلتفوا حولها، تقوم هي بعملية فرز وامتحان، بعده تختار من اهتزت له مشاعرها وأحبته، فتمد له أذرعا من مادة الفوليك ومواد أخرى تشده بها، حتى أن العلماء وصفوا هذه العملية بـ "عرس" جديد يقام داخل الرحم، وأشارت أبحاث أخرى إلى أن البويضة قد ترفض كل المتقدمين لها ولا تقبل منهم أحدا !
2- كيف يحول المخ "بصلة المحب إلى خروف"؟.. معلوم أن مخ الإنسان فيه قسمان، قسم عقلاني علمي لا يجامل، وقسم عاطفي خيالي يجامل ويبالغ.. وأشارت أبحاث جديدة إلى مركز في المخ يسمى "مركز المكافأة والسعادة" المسئول عن شهية الأكل واللذة الجنسية، وهو أيضا الذي يتجاهل عيوب الحبيب ويجعل الحب "أعمى"..
عندما يهدي شخص هدية بسيطة ويكون هذا الشخص مسجلا في القسم العاطفي للذاكرة، يفرز هذا القسم زخة من هرمون الدوبامين الذي يوجه الذاكرة لقيمة الشخص وليس للهدية، وإن كان الشخص غير مسجل في ذاكرة الحب والعاطفة فلا يفرز الهرمون وتحال هديته إلى مركز التقنين والسيطرة الذي لا يرحم.. ويقول العلماء أن القسم العاطفي في المخ وأسلوبه في المجاملة والمبالغة ضروري ولولاه ما استمرت الحياة على الأرض.
3- بين المحبة والعداوة خيط رفيع.. كيف؟ عند التعامل مع شخص، تتوهج منطقتان في المخ تسميان (Putamen & Insula)، إذا كان حبيبا والقلب يميل إليه، تسكت مناطق الحكم على الأمور في مقدمة المخ، وإن كان مكروها أو غير موثوق فيه، تنشط هذه المناطق وتتدخل.
انقلاب العاطفة إلى عكسها تحدده ناصية المخ الأمامية بسكوتها أو بتدخلها بناءا على السيرة الذاتية للأشخاص في الذاكرة .. سلوك الناصية هو الذي يرسم العلاقة بين الناس ويقلب الموازين في أي لحظة، وهذا هو الخيط الرفيع بين المحبة والعداوة، الذي عرفه البسطاء قبل العلماء..
4- معجزة في البصر: يدرك عامة الناس أن ضربة قوية على مؤخرة الرأس تفقد البصر، مع أن العين في مقدمة الرأس.. كيف ذلك؟.. عصب العين (البصري) يختار طريقا دائريا طويلا إلى الخلف حول جذع المخ ليستقر في آبعد نقطة على الفص الخلفي، ويفسح المجال لباقي الأعصاب الدماغية لتدخل المخ قبله، مع أنه كان بإمكانه الدخول مباشرة والمخ فوق العين بسنتيمتر واحد..
تقول آخر الأبحاث أن البصر يمد الذاكرة بـ 80% من المعلومات، وأن للبصر رقابة على أي بلاغ وارد من الحواس الأخرى، حيث يقوم بتقصي الحقائق عنه قبل تمريره إلى الذاكرة، وهذا يفسر سبب دخول الآعصاب الأخرى قبله.. والدليل أن من يسمع نداءا أو نفير مركبة أو يشم رائحة سيلتفت ليتأكد من مصدرها أولا.. ولو انقطعت الكهرباء فجأة تكون العين قد سبق لها أن زودت الذاكرة بإحداثيات المكان وكيفية التصرف حال انقطاع الرؤية!..
5- مرونة المفاصل حالة طبيعية وراثية عند 10% من البشر، وأكثر عند النساء من الرجال.. سببها ارتخاء في الروابط وضحالة في أسطح المفاصل وربما نعومة في خيوط الكولاجين. يمكن اكتشافها بسهولة بمحاولة ثني أصابع اليد إلى الخلف (وليكن السبابة) ليظهر إلى أي مدى يقترب الإصبع من ظهر اليد، وقد يلامسها، علما أن غالبية الأصابع تتوقف عند زاوية قائمة وقد لا تصلها.
مرونة المفاصل تكون عامة عند كل الأطفال بعد الولادة، وتقل مع تقدم العمر إلا عند النسبة المشار إليها، ويمكن اكتسابها بالتمرين أيضا، وهي لا تستدعي القلق بل تعتبر ميزة وتفيد في عزف الموسيقى ورقص الباليه والجمباز وألعاب الأكروبات. المشكلة الوحيدة عند هؤلاء هي سهولة خلع المفاصل.
6- لماذا جعل الله الجلد مخططا خشنا ولم يجعله أملسا ناعما؟ وما هو المكتوب على الجبين والكف؟..
خشونة الجلد وخطوطه محددة ببصمة الحمض النووي للشخص، وهي تزيد معامل الاحتكاك عند مسك الأشياء والمشي على الأرض، ولولاها لأفلت كل شىء من أيدينا وسقطنا على الأرض من أول خطوة، ولها أهمية أيضا في التعرف من بصمات الأصابع.
ولأن هذه الخطوط محددة ببصمة الحمض النووي كما ذكرنا، فهي تعبر بدقة عن سجل الشخص، وفي طياتها لغة لم تعرف بعد.. ويعتقد البعض أن الملك الذي يزور الجنين يكتب له الرزق والأجل والعمل والسعادة والشقاء على جبينه، بينما يعتقد آخرون أن سجل الإنسان في خطوط كفه ويحاولون قراءتها بالفعل.. وسيأتي يوم يفك فيه العلماء طلاسم هذه اللغة، ونقرأ "المكتوب على الجبين"..