الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيفيان لي المصرية وفينوس الآسيوية.. قصة الأميرة فوزية مع شاه إيران.. صور

الأميرة فوزية
الأميرة فوزية

كانت الأميرة فوزية بنت الملك فؤاد الأول، ولا تزال إحدى أيقونات الجمال المصرية والعالمية، والدليل على ذلك ظهورها على غلاف مجلة "Life" الأمريكية، ووصفها بأنها "فينوس الآسيوية"، و"فينوس" لفظة يونانية تعني إلهة الحب والجمال عند الرومان، ولكن لماذا وصفوها بالآسيوية؟.

قالت صحيفة "فيستنيك كافكازا" الروسية، التي أطلقت على فوزية لقب "فيفيان لي المصرية"، وذلك للشبه الكبير بينها وبين الممثلة الأمريكية فيفيان لي، إن محمد رضا بهلوي، الشاه الأخير لإيران، عُرف عنه تذوقه لجمال المرأة، ففي شبابه درس في مدرسة روود لو روزي في سويسرا، وعندما عاد إلى وطنه، أصر والده بشدة أن يتزوج ابنه البالغ من العمر 19 عاما، من أميرة مصرية وذلك من أجل تعزيز العلاقات الإقليمية.

هذا الهدف الذي أشار إليه الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه "مدافع آية الله" بأن أسرة بهلوي التي كان حديثة العهد بالملكية، كان من الطبيعي أن تتطلع لمصاهرة أعرق الأسر الملكية في الشرق الأوسط، أسرة محمد علي باشا، ما يجعل أسرته مقبولة ضمن مجموعة العائلات المالكة في المنطقة، وفي المقابل رحب الملك فاروق بالفكرة لنشر نفوذ مصر في المنطقة من خلال أخواته الأربع، لعل الحظ يجعل كل واحدة منهن على عرش مختلف، على أن تكون البداية من طهران.

وأضاف هيكل أنه أجريت عملية فحص العريس الإيراني، حيث وجد رجال البلاط المصري المحنك أنه خجول إلى درجة محرجة، ويفتقد إلى الثقة في النفس، لافتا إلى أن السبب في ذلك هي النقلة الطبقية من أحد منازل العسكريين البسيطة إلى بلاط شاه إيران، حيث كان والده يعامله بشدة مفرطة حتى يتعلم سريعا كيف يصبح وليا للعهد، لكن شدته وتعنيفه أفقداه ثقته في نفسه.

وقع اختيار بهلوي على فوزية فؤاد ابنة فؤاد الأول، سلطان مصر والسودان البالغة من العمر 17 عامًا، والتي كان لديها جمالا استثنائيا، وكان واحدا من أجدادها هو رئيس الوزراء ووزير الخارجية، محمد شريف باشا الذي كان من أصل تركي، وكذلك جوزيف أنثليلم سيف، وهو ضابط في الجيش الفرنسي خدم في عهد نابليون واعتنق الإسلام وأشرف على إصلاح الجيش المصري، ليتحول اسمه إلى سليمان باشا الفرنساوي.

تابعت الصحيفة الروسية أن الأميرة فوزية مثل زوجها المستقبلي، تلقت تعليمها في سويسرا، وكانت تتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وبعد أن أُعلنت خطبة رضا وفوزية في مايو 1938، تزوجا بعد مرور عام وانتقلت معه لتعيش في قصر "الرخام" أو قصر "رامسر" في طهران.

وبينما كان رضا يستعد ليصبح شاها، انخرطت فوزية في الأعمال الخيرية وقادت جمعية حماية النساء الحوامل والأطفال في إيران، وفي 27 أكتوبر 1940، أنجبت طفلة تدعى شاهناز ـــ وهو الاسم الفارسي الذي حرفته اللهجة المصرية مع مرور الوقت ليصبح "شاهيناز" ويعني ملكة الدلال.

بعد عامين، ظهرت فوزية على غلاف مجلة "لايف" والتي وصفتها بأنها "فينوس آسيوية ذات وجه مثالي على شكل قلب وعينين زرقاوين شاحبتين ولكنهما خارقتين".

وعلى الرغم من ذلك، لم يكن الزواج ناجحا، ففي عام 1942 -وهو تاريخ خاطئ- حدث الطلاق وانتقلت الأميرة المصرية إلى القاهرة، لكن كانت هناك العديد من الشائعات حول أسباب هذا الطلاق، ربما يكون الثاني -من وجهة نظر الصحيفة- أقرب إلى الحقيقة، وهو أن رضا شاه كان قد تزوج مرتين بعد الزواج الأول.

لكن "الاستاذ" قال إن الأميرة فوزية صدمت منذ رأت خطيبها لأول مرة، حيث كان يبدو في الصور ذو شخصية، لكنه بدا له في الواقع "سقيما وتعيسا"، لكن فوزية "العاقلة" قبلت الزواج للدواعي السياسية السابق ذكرها، لكن هذا الزواج التعس لم يكن سهلا عليها حيث وجدت البلاط الإيراني ضيق الأفق، كما كانت حماتها "تاج الملك" التي وصفها هيكل بالطاغية العجوز، ترى أن فوزية تتكبر عليهم لحداثتهم في الملك ما وتر العلاقة بينهما، وهكذا توالت الخلافات حتى قرر فاروق في إجازة لها في القاهرة عدم عودتها مرة أخرى لأن اخته تحملت ما يكفي من "محدثي النعمة" هؤلاء، وتم الطلاق في نوفمبر 1948.

وواصلت الصحيفة أن فوزية اضطرت إلى ترك الأميرة الصغيرة شاهناز في طهران، وعانت من الاكتئاب لذلك، بعد عودتها للقاهرة لتصبح وريث العرش المصري مرة أخرى.

بعدها، تزوجت الأميرة من وزير الحربية خريج كلية ترينيتي، وجامعة كامبردج، الأمير العقيد إسماعيل شيرين، عام 1950، وأنجبا فتاة تدعى نادية، وانجبت وليا للعهد في عام 1955، حتى توفى عام 1994، ولحقته فوزية بعدها بنحو 20 عاما، وتوفيت في 2 يوليو 2013.

كان مصير رضا بهلوي أكثر دراماتيكية، حيث أطاحت به ثورة 1979، وانتقل من بلد إلى بلد، عاش في المغرب وجزر البهاما والمكسيك والولايات المتحدة وأخيرا توفى في القاهرة، حيث عاشت فوزية في زوجها الجديد.

تعيش ابنة رضا وفوزية، الأميرة شاهناز في سويسرا منذ سنوات عديدة، تزوجت مرتين ولديها 3 أطفال، وفي 27 أكتوبر الجاري، ستحتفل بعيد ميلادها الـ78.