انطونيادس.. حدائق أقامها البطالمة بالإسكندرية وعاش داخلها ملوك 7 دول

سلط الضوء مؤخرا بشكل كبير على حدائق انطونيادس التاريخية بالإسكندرية، بعدما أشيع عن نية المحافظة بيع أجزاء منها مما أشعل حالة من الغضب والاستياء بين السكندريين كونها أحد أهم معالم المدينة، قبل أن يقوم كل من الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية والدكتور عز الدين ابو ستيت، وزير الزراعة بنفي تلك الشائعات.

وخلال جولة له أعلن الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن وضع خطة لتطوير حدائق أنطونيادس في الإسكندرية، موضحا أنه سيتم معاينة الحديقة من قبل خبراء في تنظيم الحدائق وبساتين الزينة لتحديد الإمكانات المطلوبة لعملية التطوير.

وقال وزير الزراعة إنه يمكن استغلال 7 أماكن داخل الحديقة للاستفادة منها من قبل المستثمرين، وذلك لتوفير مصدر دخل للإنفاق على تجميل الحديقة، مؤكدا أن الحديقة تعتبر متنفس طبيعي لأهالي الإسكندرية.

تاريخ حدائق انطونيادس..

حدائق أنطونيادس أقدم حدائق مدينة الإسكندرية، وكانت ملكا لأحد الأثرياء اليونانيين وعرفت باسم "حدائق باستيريه" حتى تملكها محمد على باشا وأقام قصرا له بها.

وفى عام 1860م عهد الخديوى إسماعيل إلى الفنان الفرنسى "بول ريشار" بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساى بباريس، التى أقام بها الخديوى إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا.

وانتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء وهو البارون اليونانى جون أنطونيادس العام 1860 م والذى سميت الحدائق باسمه لاحقا، وعندما توفى عام 1895 م آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطونى، الذى نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية العام 1918 م.

بعض المؤرخين يرجعون تاريخ إنشاء حدائق وقصر أنطونيادس إلى الفترة البطلمية وتعتبر من بين أقدم الحدائق التى أنشأها الإنسان على مستوى العالم، وكانت تقع ضمن ضاحية إيلوزيس أو "جنات النعيم"، ولقد عاصرت هذه الضاحية أحداثًا تاريخية مهمة لملوك البطالمة.

انطونيادس يضم حدائق المشاهير

ومن حدائق أنطونيادس حديقة المشاهير والتى تضم تماثيل لفاسكو دى جاما وكريستوفر كولومبس وماجلان، وكذلك حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس، وحديقة الورد التى صممها المهندس الفرنسى ديشون ومساحتها 5 أفدنة وتوجد بها نافورة مياه يتوسطها تمثال رخامى، كما توجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة.

قصرها استضاف ملوك 7 دول

واستضاف القصر ملوكا أثناء إقامتهم فى الإسكندرية منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا، حيث أقام فى قصر أنطونيادس لفترة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته الملكة جيرالدين بعد خروجهما من البلد عقب اجتياح مملكة إيطاليا الفاشية فى فترة حكم رئيس الوزراء بينيتو موسيلينى.

أقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية "امبراطورة إيران" وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوى "شاه إيران" السابق بالقصر فى الشهور الأولى من الزواج، وشهد القصر الاجتماع التحضيرى لإنشاء جامعة الدول العربية العام 1944 م.

ما زالت الحدائق "أنطونيادس والنزهة والورد" تابعة لوزارة الزراعة حيث يشرف عليها ويديرها معهد بحوث البساتين أحد معاهد مركز البحوث الزراعية، وذلك تبعا للقرار الجمهورى رقم (112 لعام 1986)، وفى حين أن القصر فقط تم منحه لمكتبة الإسكندرية مع الحديقة الأمامية للقصر فى حدود مساحة 2 فدان، ليكون مركزا ثقافيا متميزا.