الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لسنا فقراء!


لم ولن يفتر حماسى تجاه عقد منتدى للشباب بصورة دورية لعدة أسباب : أولا .. هذه المؤتمرات مساحة ضرورية ومطلوبة للتنفيس عن إبداعات الأجيال وفتح الباب أمام طموحات وأفكار جديدة لإصلاح المجتمع وإحداث التغيير المنشود على كافة الأصعدة بعقول وسواعد الشباب.

ثانيا .. ما يتم طرحه من حلقات نقاشية وتجارب إنسانية وعملية عاشتها شعوب بعينها وصنعت نماذج حضارية تستحق الاقتداء يوفر لنا ذخيرة حية من عوامل البناء وأدوات التنمية والإنتاج، ويساعد أصحاب القرار والمسئولية على الاهتداء لروشتة علاج سليمة وصحية للكثير من أزماتنا ومشاكلنا المستعصية.

ثالثا .. هذا الحدث يخلق حالة من التواصل الإيجابى مع السلطة ويضع أمام النظام السياسى وجوها جديدة تتحلى بالنضج المعرفى وتتسلح بالعلم والثقافة والوعى باحتياجات المجتمع المصرى من ناحية، وما يجب أن يتوفر فى مؤسسات الدولة لسد وتلبية هذه الاحتياجات من ناحية أخرى.

رابعا .. وأراها نقطة غاية فى الأهمية .. يعد المنتدى - سواء المحلى أو العالمى - فرصة لتنشيط السياحة واسترداد كرامتها وهيبتها كرافد حيوى للدخل القومى، ويمكن استغلال الصورة المبهرة فى إخراج تفاصيله فى جذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع عقد المؤتمرات الدولية والمهرجانات الفنية البارزة على أرض شرم الشيخ وغيرها من المدن والمحافظات التى تجمع بين تطور العصر وعبق التاريخ، وما أكثرها شمالا وجنوبا على طول القطر المصرى .. وعندئذ تجيب الحكومة عمليا عن أسئلة الرأي العام حول ميزانية المنتدى الضخمة والعائد من ورائها.

وإذا كانت الدولة لم تتكبد مليما واحدا - وفقا لبيان إدارة المنتدى - فى تنظيم الحدث، والتكاليف من الألف إلى الياء من جيوب الرعاة والبنوك وشركات رجال الأعمال .. فهذا لا ينفى استفادة هذه الكيانات التى تحملت التمويل من هذه "التورتة" المقامة على شرف أكبر رأس فى الدولة، واستثمار المناسبة فى تعزيز علاقاتها بالسلطة بما يعود عليها بالنفع والثمار ويخدم مصالحها قبل أى أحد .. ويظل موقف الرعاة مشروعا ومفهوما طالما أن "جزءا بسيطا" من ثرواتهم مُسخَر لتنفيذ السياسة العليا بكل أجندتها وخططها دون الاقتراب من أموال المواطن المصرى الذى يتشوق لمعرفة وتذوق نصيبه من هذه "الوليمة الكبري"!.

- لمنتديات الشباب وجهان .. أحدهما يخاطب آلاف المشاركين فى فعالياتها بكل أحلامهم وآمالهم العريضة نحو التغيير الحقيقي، ويجب ترجمة أفكارهم ورغبتهم فى العمل والإنجاز إلى صلاحيات وامتيازات وتكليفات رسمية تضعهم فى بؤرة المسئولية وتُذلَل أمامهم العقبات المُتقنَة من أعداء النجاح ومحترفى الفشل .. والوجه الآخر عنوانه "رجل الشارع" الذى يجب أن يشعر فى كل ملتقى بأنه جزء منه وما يدور في أروقته شديد الاتصال بمشاكله ومعاناته وكل الجهود مبذولة للتخفيف من متاعبه .. وعندما يستشعر المصريون أن مثل هذه المؤتمرات الزاخرة بورش العمل المتنوعة، والحوارات المفتوحة تحترم واقعهم وتستهدف تحسين أوضاعهم - فعلا وسلوكا، لا قولا وشعارا - سيتقبل فكرة وفلسفة المنتدى باستمرار طالما أن النتائج والتوصيات النهائية تصب فى مصلحته ومستقبل أبنائه، ولن تنطفئ شمعة الحماسة إذا عبر الحدث بصدق وشفافية عن أهدافه ورسالته ورفض أن يتحول إلى "ديكور ديمقراطى".. وما ظهر حتى الآن منذ انطلاق سلسلة منتديات الشباب علي مدار ٣ سنوات هو أن مصر غنية بعقول شبابها ومواهب رجالها ونسائها الأسوياء وذوى الإعاقة والتحدى، وذكاء ونشاط قياداتها "عند الطلب"، وأموال رُعاتها وتجارها، وغنية أكثر بصبر وعزيمة بُسطائها وأبنائها .. وما نراه فى كل دورة برهان علي أننا .. لسنا فقراء!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط