الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام.. "الاكستنشن"!


لم تعد المصداقية ولا المهنية ولا الاحتراف المعايير الأساسية لاختيار رواد الشاشات وحراس الكلمة، بل أصبحت شروط القيام بهذه الوظيفة من طابع خاص.. طابع لم يرد في قاموس الميديا ولا أخلاقيات العمل الإعلامي، بل بدعة مستحدثة من قبل الدخلاء وأشباه الإعلاميين غير المختصين في هذا الشأن..

صدمني صديق عندما روى لي حكاية فتاة حاصلة على مؤهل متوسط، ترأس تحرير برنامج شهير علي إحدى القنوات الفضائية .. قائلا .."كنت أعمل رئيسا لتحرير برنامج تليفزيوني وأنا عضوا لنقابة صحفيين مصر منذ عشر سنوات.. وعندما علمت بأن هذه الفتاة التي تعمل "كوافيرة" ضمن فريق البرنامج حاصلة علي دبلوم، طلبت الاستقالة فورا، وفوجئت بعدها بتعيينها رئيسا لتحرير البرنامج خلفا لي .. سألته.. هل هي جميلة أو ذات مواصفات فاتنة؟ .. طأطأ برأسه موافقني الرأي.. قائلا، إنها من فتيات الاكستنشن، ولديها "إمكانيات" أخرى تتفق مع أهواء بعض المتطفلين على سوق الميديا من غير المؤهلين، ممن سمحت لهم الظروف للعمل في هذا المجال..

لا أعلم لماذا يصمت الجميع وأصحاب المسئولية أمام الفوضى العارمة التي يشهدها الوسط الإعلامي؟.. ما بين رجل أعمال اشترى ساعة علي الهواء ليصدر لنا "فتاة اكستنشن" غير مؤهلة، تجيد وتحترف وتبدع في إلقاء الخزعبلات والكلام الفارغ والقول "في الخمر ياليل"، دون أدني مهنية ولا فتات ثقافة، ومابين صاحب شركة دشن موقعا إخباريا على الإنترنت، ليستقطب حديثي التخرج من طلبة الإعلام لابتزاز أعدائه، ومن هم على خلاف معه ..

الغريب أن في لائحة الجزاءات التي وضعها مؤخرا المجلس الأعلى للإعلام في 30 مادة تقريبا.. لم تنص أي منها على منع ظهور غير الإعلاميين أو الصحفيين علي الشاشات أو الصحف.. بل أعطت هذه اللائحة الحرية للجميع في الظهور عبر وسائل الإعلام.. ولم تفرق بين حاملي التخصصات الإعلامية وما بين حاملي حتى محو الأمية شريطة أن يلتزم الجميع بالنص .. وهذا ما يجعلنا نتوقع أن قرارات الغلق والحجب والمنع من الظهور ستصدر كثيرا خلال الفترة القادمة لهذا الكم الهائل من المخالفات التي تخرج من غير المختصين، ممن يطاردوننا كل دقيقة عبر الشاشات ..

خلاصة القول .. لكي يصبح في مصر إعلاما مهنيا محترفا يساند جهود الإصلاح التي تحدث في مصر، وينافس الإعلام الخارجي الذي يريد هدم هذه الجهود .. علينا مواجهة إعلام الجميلات والاكستنشن من غير المختصات، واحترام قدسية الشاشات وعدم الاستهتار بعقل المشاهد أو القارئ، واقتصار مصطلح الإعلامي أو الصحفي علي المؤهلين والمتخصصين وأصحاب الخبرات ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط