الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هبة مصطفى تكتب : باروما العلاقات الإنسانية

صدى البلد

صناعة العلاقات الإنسانية من أهم الصناعات التي تقوي النسيج الاجتماعي، فلقد خلق الله الكون وفقًا لقوانين لا تعترف بالمصادفة أو العشوائية ولكنها وليدة الطبيعة البشرية كقانون الحب و الصراع فهما وجهان لعملة العلاقات الانسانية بين أفراد المجتمع بمحدداتها المختلفة الأشكال والأنماط والأهداف أيضا ، فهي تُعدّ على المستوى المهني أو الشخصي بمثابة الكنز والشخص الذي لديه قدرة على تكوين علاقات إنسانية إيجابية بصرف النظر عن كونها مرفوقة بالمصالح العامة أو الخاصة يتمتع بذكاء اجتماعي لما لها من أثر على مجمل الحياة ككل، الفرد لبناء المستقبل الخاص أو الوظيفي من جهة فهناك علاقة طردية بين ازدياد إنتاجية ومتانة العلاقات الإنسانية؛ فكلما قويت العلاقات الإنسانية ارتفع منسوب الإنتاج الفردي، والعكس صحيح، لنحصل علي صورة إيجابية تعيد التوازن والاستقرار علي المستوي الخاص والمجتمع بصفة عامة صورة لا يحكمها قانون الرغبة ولكنها مقترنة بالعطاء غير المشروط الذي يعتبر بمثابة إكسير العلاقات الإنسانية . 

وفي أغلب الأحيان نجد أن هناك اغتيالات لتلك العلاقات علي يد( باروما الإنسانية ) فنجد أن هناك طاقة مستنزفة نتاج دائرة وتفاعل بعض العلاقات المحيطة والتي نتعامل معها بقصد أو بدون قصد نجد أيونات سلبية تقضي علي أي مصدر إيجابي بل يمتد آثارها السامة إلى ابعد من ذلك وبأوجه متعددة (كاللوم المستمر) علي الآخرين إذا لم تجر الأمور إلى ما يريد الأمر الذي يكسبه ربح عدم المسئولية بمدلوله الإيجابي ويقذف بالاحباط في وجه الآخرين وخير ما يستخدم لمالك هذه الصفة الاستماع فقط . 

النوع الاخر هي (الطبيعة الانهزامية ) الذي يطلب التوجيه والدعم والنصائح المستمرة لكنه غير مؤذٍ بالدرجة الأولي لأنه ينفذ أوامر الموجه والعلاج كلمة (انت تمام ) إلا أنه في أغلب الأحيان فاقد الثقة بالنفس يعتمد علي الغير في مواجهة مشكلاته و لابد من طرف ثالث كصمام أمان بالنسبة ويحتاج الي المزيد من أساليب كسب الثقة الذاتية عن طريق الأهل أو الزوج او الزوجة أو حتي الأبناء وهو يستجيب بصورة قوية للإصلاح علي عكس (الانهزامية المتعمدة ) فهو في الغالب غير قابل للإصلاح وغالبا يقترن بالعدوانية الذاتية وردود الأفعال السريعة عند استثارة غضبه ويهدم المعبد في لحظة وهو مصدر إزعاج لمن حوله ويتسم بالأنانية المطلقة، أما في حالة سعادته لا تعلم عنه شيئا..  هذه الشخصية تحتاج الي من يقودها ويقومها دائما في إطار الشد والجذب .

أما النوع الأخطر أنا أطلق عليه (سارق الحياة) فعلا، يعيب علي كل من حوله ويحط من قدرهم ويسخر من أفكارهم ويضيق عليهم الحياة بحجة أنا احرص الجميع علي مصلحتك ولا يعلم انه أفقده الثقة في النفس وعطل أفكاره وقيدها ليكون هو الآمر الناهي لها وهذا النوع يشكل خطرا علي المجتمع ككل ويستخدم في الغالب في التوجيه الإرهابي وخاصة في الأماكن النائية. 

أما الجبروت الأعظم (الشخصية التنافسية السلبية) وهو الشخص الذي يتحدى كل ما تقوم به وينافسك في كل شيء، وهذا الشخص يرغب دائما بأن يكون على صواب ويخطئ الآخرين، وتقول ريتشاردسون إن إجراء حوار مع هذه الشخصية يستنزف الطاقة ويجعل المرء يريد الاستسلام لما يقوله وعدم مجادلته للتخلص منه. علي نقيض المنافس الإيجابي الذي يحترم قواعد اللعبة ويكون دافعا لنجاحك ويقدرك في حالة الفوز.

والأخيرة أطلق عليها الحشرة فهي الشخصية النمامة ويتميّز صاحب الصفة بالهشاشة النفسية و بالتداخل مع القريب و البعيد والتحدث عن الآخرين من وراء ظهورهم وأحيانا تكون علاقته سطحية بمن يتحدث عنهم ويوهم الجميع بعكس الصورة وهو لكل العصور ومن أشد الشخصيات ضررا لأن شعارها (نفسي نفسي) وغالبا ما يصعد علي رفات الآخرين ويجعل رغباته قانونا .. ختاما نجد أن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.. هكذا نتغلب علي باروما العلاقات الإنسانية.