قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الوقوف على طبلية الإعدام


9 سبتمبر 2018: اشتري من جاره [سكين] ومن الصيدلية [مُنوّمْ] وبعد أن شرّب الأم وأولادها (3 ذكور وبنت) القاطنين في مدينة الشروق المخدر، واستغرقوا فى النوم، بدأت يده وسكينه رحلة التخلص من الخمسة، فذبح ربة المنزل وفصل رأسها عن جسدها،ثم قرر التخلص من باقي أفراد الأسرة، وبدأ بالصغير "حسانين" النائم بجوار والدته، ليواصل قتل باقي الأسرة وفصل رؤوسهم، ثم هرب!

وفي 9 سبتمبر2009: في نفس اليوم والشهر ولكن الفارق 9 سنوات ماضية، قام شخص بشراء ساطور ومجموعة سكاكين وحبل كتان ونصف كيلو شنط سوداء، واستضاف في منزله صديقه وشريكه في العمل،وقضى معه ليلة كاملة، وفي اليوم التالي والصديق جالس في الصالة يجرى مكالمة من هاتفه –في لحظة طمأنينة- ضربه بالساطور، مرة في يده وأخرى برقبته وثالثة برأسه، سقط بعدها على الأرض صريعا،وعلي الفور قام بفصل رقبته،وقطع ذراعيه ثم بتر الجزء من أسفل الركبة في الساقين ، ثم وضع الأشلاء في الاكياس البلاستيكيه, وركب
تاكسي ورماها في مقلب زبالة بالعمرانية.

بينما يمضغ الكثيرون حديثا عن ما هي هوية القاتل ؟ لكم أن تتخيلوا أن القاتل شخص واحد، ففي جريمته [الأولي] خلع رداء وعاشروهن بالمعروف وكلكم راعِ وقتل شريكة حياته وأولاده بحجة غسل عار خيانة زوجته له مع آخر، وفي [الثانية] قتل شريكه الذي اختلف معه علي عمولة "سمسرة" بحجة أنه أكل عرقه ولم يعطه العمولة، وما بين المجزرتين كان أن صدر في حق "كرم" القاتل الذي هرب من السجن في 2011 حكما بالإعدام في قضية صديقه ولم يطعن عليه ، فبات حبل المشنقة واجب اللف والدوران حول رقبته-وهو لا يدري-.

في الجريمتين تم استدعاء أهل المقتولين، لحمل أشلاء ذويهم إلي مثواهم الأخير، والذين انتابتهم حالة هستيرية من البكاء والصراخ عندما كشفوا الأكفان فرأوا الرأس بجوار الذراعين والرجلين، وفي كفن آخر وقد "صلّب" المُكفن جاهدا الرأس علي الجسد وحاول زرع اليدين والقدمين في مكانهما، وقد أبت قطعة القماش البيضاء أن تحتفظ بالجثمان صلبا، فعند دخول القبر قد دفنت كل قطعة منفردة.

صبيحة الأربعاء المنصرم نادت عدالة السماء "حي على القصاص" وحانت ساعة "الإعدام" ومع تمازج أذان الفجر مع صياح الديوك ، سَمَعَ القتّال غرفة زنزانته الانفرادية تُفتح في موعد غير معتاد! ليَصِيح : فيه إيه؟ نظرات
السجّان قد أكدت له ساعة إزهاق الروح! ساروا به فى طُرقة طويلة ومنها إلى باب حديدى كبير ثم إلى حوش واسع، ليستقر أمام حجرة مكتوبة عليها «غرفة الإعدام‏»‏ والكتابة باللون الأحمر-لون الدم- الذي سال من ضحاياه بعد ذبحهم ولون بدلته التي كان يرتديها.

وعند الحجرة غير المضاءة بشكل جيد [عَبَرَ] كرم وسَجّانُه عتبة صغيرة، ليرى أمامه المشنقة وأسياخ الحديد التى يغلق بها عشماوى طبلية الإعدام ونقالة –نعش-على جانب الحجرة، وقف الجاني علي الطبلية التي ستخرجه من الدنيا إلي الآخرة مصفد بالجنازير من يديه ورجليه، وقد لقنوه الشهادتين، وألبسوه غطاء رأس أسود، لتُفتح ضلفتا الطبلية من المنتصف ويقع جثمان كرم في بئر عُمقه 4 أمتار.

زهقت الروح وقد أفضي عمل كرم الي ربه، وطالما توجد حياة فالجريمة موجودة، فلا يوجد مجتمع مثالي، إلا أن جرائم القتل وخاصة العائلي منها، يفترض أن تخضع معدلاتها إلى تحليل وفحص ودراسات للتعامل معها أمنيا وتشريعيا واجتماعيا.

أنا هنا عزيزي القارئ لا أدعوك إلي الاكتئاب، فربما تنظر حولك لتجد ما يدعو إلي الابتسام فمصر صدق أو [لا] تُصدق تنخفض فيها معدلات جرائم القتل العمد، وبلغة الأرقام: ففى 2014 بلغت 2890 قضية، تم ضبط
2242، وفى2015 بلغت 1711 تم ضبط 1516، وفى 2016 بلغت 1532 تم ضبط 1397 ، وفي2017 بلغت 1360 تم ضبط 1182.