الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة يعزز آمال اليمنيين في حل سياسي شامل.. اتفاق ستوكهولم خطوة أولى نحو حل النزاع.. والسعودية ترحب بما تم التوصل إليه.. وإشادات بدور ولي العهد

صورة من المحادثات
صورة من المحادثات في السويد

الجبير: 
ولي العهد السعودي بذل جهودا شخصية لإنجاح مفاوضات السويد
الأمين العام للأمم المتحدة: 
وقف إطلاق النار يؤثر على ملايين اليمنيين
اتفاق السويد خطوة أولى نحو تعزيز الحل السياسي في اليمن
السعودية ترحب بما توصلت إليه المفاوضات.. وجريفثس يشكر الأمير بن سلمان


منح اتفاق ستوكهولم بشأن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وانسحاب قوات الطرفين المتنازعين منها، الأمل لليمنيين في أن يضع وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في مدينة الحديدة نهاية دائمة للقتال الذي أجبر الكثيرين على النزوح عن ديارهم وتسبب في صراع مرير من أجل الحصول على الغذاء والدواء.

وأصبحت الحديدة هذا العام بؤرة الصراع اليمنية، المستمر منذ نحو أربع سنوات، في ظل محاولات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لإرساء الاستقرار في المدينة، وهي ميناء مطل على البحر الأحمر وخط إمداد لملايين الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة، من قوات ميليشيات الحوثي المتحالفة مع إيران التي تسيطر أيضا على العاصمة صنعاء.

وفي جولة محادثات اختتمت في السويد أمس الخميس، اتفق الحوثيون وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف على وقف القتال في الحديدة وسحب القوات.

وكانت هذه انفراجة في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص وتسببت في أزمة إنسانية.

كان أكرم عتيق البالغ 31 عاما، يعول أمه وزوجته وطفله عن طريق بيع الأسماك بالقرب من ميناء الحديدة لكنه لم يتمكن من العمل لمدة 6 أشهر بسبب المعارك على مشارف المدينة.

ويصف عتيق الوضع في المدينة قائلا: "الدنيا هدوء والشوارع خالية من الناس لأنه يوم إجازة أسبوعية، لكننا سعداء بوقف الحرب ونحتاج للمساعدات فنحن بلا أعمال ونعيش على الإغاثة".

وذكر سكان أن اشتباكات مستمرة وقعت على الأطراف الشمالية والشرقية للمدينة ليل أمس الخميس، لكنهم قالوا إن الهدوء ساد في المدينة بحلول صباح اليوم وبدت الشوارع خالية إلى حد كبير.

وقالت المعلمة إيمان عزيز وهي في الخمسينات من عمرها: "فرحنا بوقف القتال لكننا قلقين من عدم التزام المتحاربين ولأنه لا توجد مراقبة، الحرب دمرتنا.. نريد أن نعيش.. لا نريد عودة القتال".

بينما يكافح يوسف عبده، على صاحب الـ44 عاما لإطعام أطفاله التسعة منذ أن لجأ إلى الحديدة، ويقول إن الحرب أكلت الأخضر واليابس.

وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث، الذي أشرف على إبرام الاتفاق أمس بعد محادثات السلام في السويد التي استمرت أسبوعا، وهي الأولى منذ أكثر من عامين، إن الطرفين سينسحبان "خلال أيام" من الميناء، وهو نقطة دخول رئيسية لمعظم الواردات والمساعدات لليمن، وبعد ذلك من المدينة ككل.

وسيتم نشر مراقبين دوليين و ستنسحب القوات المسلحة بالكامل في غضون 21 يوما، ومن المقرر أن يبحث الطرفان المتحاربان إطارا سياسيا لمفاوضات السلام في جولة ثانية من المحادثات ستجرى في يناير.

تدخل التحالف بقيادة السعودية والإمارات في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة هادي إلى السلطة بعد أن أخرجها الحوثيون من صنعاء، ولوقف إطلاق النار آثار أكبر على الملايين الذين يواجهون مجاعة محتملة، إذ يوفر الميناء إمدادات ثلثي سكان البلد الفقير البالغ عددهم 29 مليون نسمة.

من جانبه، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش اليوم الجمعة، "الطريق أمامنا مازال وعرا لكن التقدم المهم سيجعل السلام ممكنا".

وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت لاحق في تغريدة على تويتر "لقد بذل سيدي سمو ولي العهد جهودا شخصية كبيرة لإنجاح المفاوضات في ستوكهولم" ويشغل ولي العهد منصب وزير الدفاع أيضا.

وأوضح أن تطبيق اتفاق ستوكهولم يمثل خطوة هامة في الوصول إلى حل سياسي في اليمن يضمن استعادة الدولة وأمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية.

وقال الجبير على "تويتر" إن "المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان⁩ وولي العهد الأمير محمد بن سلمان سعت للوصول إلى الحل السياسي المستند على المرجعيات الثلاث، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2216".

وفي وقت سابق، الجمعة، شدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية على أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ملتزمة بالوصول إلى الحل السياسي في اليمن بما يضمن أمنه واستقراره وسلامة أراضيه. وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس).

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر ترحيب السعودية بما تم التوصل إليه من اتفاق في السويد بين وفد الحكومة الشرعية اليمنية والوفد الحوثي.

وقال إيرفيه فيرهوسيل، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، أمام مؤتمر للأمم المتحدة في جنيف إن الهدنة يجب أن تتيح استمرار تدفق الغذاء والوقود والمساعدات ومنع المزيد من ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن الاتفاق سيتيح من جديد إمكانية الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر، التي تخزن 51 ألف طن من مخزون القمح التابع لبرنامج الأغذية العالمي، والتي تعذر الوصول إليها منذ سبتمبر بسبب المعارك.

في سياق آخر، عقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، الجلسة الخاصة للاستماع إلى إحاطة للموفد الدولي إلى اليمن، مارتن جريفثس، حول "اتفاق السويد" بين أطراف الأزمة اليمنية.

وقال جريفثس في إفادة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من الأردن، إن أطراف مفاوضات اليمن نجحت في التوصل إلى اتفاق، مثمنا تعاون الأطراف اليمنية في سبيل تحقيق هذا الإنجاز.

وأضاف: "أشكر ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد على دعمه الحيوي والشخصي لهذه العملية، وكذلك الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي".

وأشار إلى ارتفاع مستوى الثقة بين الأطراف اليمنية التي تمكنت من التوصل إلى تسوية حول المعارك في الحديدة، ويشمل الاتفاق انسحاب كافة الأطراف المسلحة من المدينة، موضحا أن الاتفاق حيز التنفيذ، الخميس، 13 ديسمبر.

وشدد المبعوث الدولي على أهمية وقف القتال في الحديدة بما يسمح للأمم المتحدة بلعب دور فعال لتقديم الاحتياجات الإنسانية. وقال: "نعمل الآن على خطة أممية لكيفية إدارة ميناء الحديدة".

وأعلن أن الاتفاق في السويد شمل فتح ممرات إنسانية في مدينة تعز، لإيصال المساعدات الإنسانية، موضحا أن تبادل الأسرى سيتم في منتصف الشهر القادم تحت إشراف الصليب الأحمر الدولي، وسيشمل نحو 4 آلاف سجين.

وتطرق المبعوث الدولي إلى القضايا التي أخفقت فيها المفاوضات، مثل فتح مطار صنعاء، والإشراف على البنك المركزي اليمني، موضحا أن الطرفين اتفقا على الاجتماع مجددا في نهاية الشهر القادم.

وأعلن أن الأيام القادمة ستكون حاسمة حول تطبيق الاتفاقات، آملا أن تتم تسوية أزمة اليمن قريبا.

وفي كلمة تالية أمام جلسة مجلس الأمن، قال مارك لوكوك منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، إن الملايين في اليمن يعانون من الجوع والمرض، وشدد على ضرورة التعجيل بإحلال السلام لتوفير الحماية والمساعدات للشعب اليمني، مشيرا إلى تقرير حديث أعدته منظمات إغاثية عدة يحذر من أن اليمن يسقط نحو المجاعة.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الخميس، توصل أطراف النزاع اليمني إلى اتفاق بشأن ملف مدينة وميناء الحديدة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، في ختام المشاورات بالسويد، إن هذا الاتفاق سيسهم في تحسين الظروف المعيشية لملايين اليمنيين.