EN
مع اقتراب نهاية عام 2018، الذي كان ممتلئاً عن آخره بالأحداث، يبدو أن اختيار نكتة العام لن يكون أمرًا صعبًا، حيث أنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بعد تصريحه الأخير المنافسة على اللقب لصالحه.
أراد ظريف أثناء تواجده في العاصمة القطرية الدوحة، التودد للنظام الداعم للإرهاب وبالطبع، الداعم لبلاده أيضا عن طريق الهجوم على المملكة العربية السعودية، لكن التوفيق جانبه في اختيار الكلمات -كما هي عادته مؤخرًا- ليخرج التصريح "ظريفا" لدرجة المضحك.
قال "ظريف" إن جماعة الحوثي الإنقلابية في اليمن والمدعومة من إيران، والتي تقود المملكة تحالفا عربيا لمواجهتها ولدعم شرعية الحكومة المعترف بها دوليا، تستخدم أسلحة سعودية الصنع- وفي الوقت نفسه- أن السعودية والإمارات تستخدمان أسلحة بريطانية وأمريكية.
وادعى أن تلك الأسلحة السعودية التي زعم أن الحوثيين يستخدمونها، تم شراؤها من المملكة في عهد الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، نافيا تزويد إيران الحوثيين بالسلاح.. وهي نكتة ثانية.
وتناسى ظريف أن روسيا أنقذت إيران في فبراير الماضي، باستخدامها حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، الذي أدان إيران بانتهاك حظر الأسلحة في اليمن، وإمدادها جماعة الحوثي بصواريخ إيرانية الصنع.
ليس هذا وحسب، ففي الأربعاء الماضي، عقد مجلس الأمن جلسة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والتي أكد خلالها مسئول أممي أن الطائرات المسيرة التي تمتلكها جماعة الحوثي الإنقلابية في اليمن، وكذلك الصواريخ التي أطلقتها على السعودية جميعها إيرانية الصنع.
كما أجمعت الدول الأوروبية التي تؤيد استمرار الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية، على ضرورة وقف إيران أنشطتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف تصدير ميليشياتها المسلحة إلى دول الشرق الأوسط، وكذلك وقف كل التجارب الصاروخية.
يبدو أن شعور ظريف باقتراب الإطاحة به من منصبه بسبب تصريحاته- غير الموفقة- عن انتشار غسيل الأموال في إيران لم يعلمه حسن اختيار الكلمات، بل زاد الأمر سوءًا.
