EN
ما أن تبدأ في تعاطيه حتى تشعر وكأنك في حالة عدم إدراك وفقدان للوعي لقرابة نصف ساعة.. شخص ميت ومصاب بعدم الاتزان، يري ولكنه لا يعي.. هذا هو حال "م. م"، أحد متعاطي مخدر الاستروكس.
أحد المتعاطين
بدأت التعاطي عن طريق أحد الجيران، وكانت البداية أنه جلب لي كيس "كنت بشرب حشيش وقالي إنه زي الحشيش، ولكن للأسف عرفت بعد كدا أنه أقوي من الهيروين وأخطر من الحشيش وممكن يسبب الوفاة، لأنه مواد عطارة مخلوط بحبوب مخدرة خطرة ومبيدات، ولكن بعد فوات الأوان، لأن مبقتش أقدر أبطله، وبقيت مبعرفش أنا مين ولا رايح فين، إحساس الموت دايما ملازمني، مع كل مرة بتعاطي فيها، ولكن أهلي لاحظوا واتعاقدوا مع مصحة خاصة لعلاجي، والحمد لله بقالي 6 شهور متعافي".
أعراض الإدمان
وتابع متعاطي الاستروكس: "أغلب المتعاطين مراهقين وشباب، لانه سعره رخيص تماما وتأثيره قوى جدا، وممكن كذا واحد يشربوا سيجارة يكون لها مفعول أقوى بأضعاف المرات من الحشيش، ودايما مدمن الاستروكس يشعر بهلاوس سمعية وبصرية، ويبدأ فى دخول حالة ذهانية، وبيخلي الاهل يواجهوا مشاكل صعبة".
ما هو الاستروكس
ويعد الأستروكس خلطة كيمائية، تُضاف عليها مواد نباتية مجففة، وفي بعض الأحيان يتم خلط المادة الكيمائية على مخدر الحشيش والبانجو لتعطي تأثيرا أعلى، ويعرف هذا المخدر بتأثيره العالي حيث يستهدف خلايا معينة في المخ من خلال مستقبلات مادة "تي إتش سي"، كما أنه يُمكن تخزينه في الخلايا الدهنية للجسم وبالتالي يظهر تأثيره القوي مع مرور الوقت.
أخطر المخدرات
ويعد واحدًا من أكثر المواد المخدرة التي انتشرت بشدة في صفوف الشباب والمراهقين، نظرا لطبيعة الفضول والتجربة لدى هذه الفئة، ووفقا للإحصاءات الرسمية أحلت الفئة العمرية من 15- 20 عامًا، أعلى المراحل العمرية في التعاطي بنسبة تجاوزت 40%، وقررت وزارة الصحة ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية وضع برنامج علاجي جديد يتناسب مع تلك الفئة وطبيعة المادة المخدرة التي يحتوي عليها عقار "الأستروكس"، ومعدلات تعاطى هذا المخدر، الذى قفز من 4%، إلى 40% وفقًا للإحصائيات الصادرة عن صندوق مكافحة الإدمان.
معدل التعاطي
فيما كشفت الدكتورة منى عبدالمقصود، أمين عام الصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، أن عقار «الإستروكس» انتشر بشكل كبير جدا مؤخرا جعله في مرتبة متقدمة في نسبة التعاطي بين المواد المخدرة، بعد الترامادول الذي جاء في المرتبة الأولى بنسبة 60%، ومخدر الحشيش بنسبة 52.4%، والهيروين بنسبة 29.5 %، ثم «الإستروكس» و«الفودو» المرتبة الرابعة بنسبة 25.8 % ويكثر تناوله لدى فئة المراهقين.
برنامج علاجي
"لابد من وضع برنامج علاجي يناسب تلك المرحلة يعتمد على التحفيز ورفع الكفاءة والحديث عن مخاطر الإدمان بشكل غير مباشر لأنهم ينفرون من النصيحة المباشرة، وهذا البرنامج وضع بمعايير دولية ووفقا للثقافة المصرية وسيتم البدء في تدريب الأطباء عليه الأسبوع المقبل بمجوعة من المستشفيات"..حسب تصريحات عبدالمقصود.
الخط الساخن
وأوضحت رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن أعداد المتقدمين للعلاج منه، بلغت 690 حالة بالمستشفيات التابعة للأمانة، وهو ما يشكل نسبة 4% من إجمالي المرضى طالبي العلاج في الفترة من يناير وحتى يوليو الماضي 2018، وعلي الاهالي في حال اكتشاف إدمان أحد الأفراد لديهم، بسرعة التوجه لأحد مستشفياتها التابعة لها لتلقى العلاج اللازم أو الاتصال على الخط الساخن للاستفسارات النفسية “08008880700-0220816831”.
فيما أوضح دكتور منير السيد، استشاري الصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن الأهل اذا لاحظوا حدوث اضطراب للإدراك الحسى، والهلاوس السمعية والبصرية، أو إحمرار شديد بالوجه وحشرجة فى الصوت واتساع فى حدقة العين، وميل للأفكار الانتحارية أو السلوك العدواني، لدي أحد أفراد عائلتهم، عليك عرض الحالة علي طبيب نفسي بسرعة.
مخاطر عدم العلاج
وتابع "وذلك حتي لا تتدهور الحالة، لان مدمن الاستروكس يصاب باضطراب شديد في وظائف الكلى وتعاطى جرعات زائدة يؤدي إلى التوتر الشديد والهياج وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية ونوبات من التشنج وصعوبة في التنفس والقيء الشديد، وعندما يبدأ في العلاج تظهر عليه أعراض الانسحاب في التعرق الغزير وفقدان الشهية واضطراب النوم واللهفة الشديدة للتعاطي والأفكار الانتحارية وفقدان الدافعية والإكتئاب".
نصائح للأهل
"وعلي الأهالي أن يعوا أن مادة الأستروكس تلعب على الجهاز العصبى لجسم الإنسان، وتصيب متعاطيها بحالة من الضعف العام واختلال في التوازن، ومحو أجزاء من الذاكرة أو فقدان مؤقت لها، وينتاب المتعاطي بشعور الموت، ولهذا لابد من الإسراع في خطوات العلاج النفسي للمتعاطي، لكونه يحدث تلفا في المخ وخطورة شديدة علي الصحة".. حسب حديث المعالج النفسي.
ومن جانبه قال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان التعاطى، التابع لوزارة التضامن، أنهم رصدوا ارتفاعا كبيرا فى استخدام مخدر الاستروكس بين الشباب، وأنهم تلقوا من خلال الخط الساخن لمعالجة الإدمان فى عام 2017 حوالى 4600 حالة، مرجعا انتشاره الكبير إلى انخفاض سعره.
