كغيرها من العديد من محافظات مصر، تزخر محافظة دمياط بالكثير من الآثار التاريخية والإسلامية، والتي ظلت حتى اليوم شاهدة على عبق التاريخ، وحضارة المصريين في مختلف العصور، والتي من بينها مسجد عمرو بن العاص بدمياط، إحدى التحف المعمارية الشاهدة على التاريخ، ووحدة المصريين.
يعد جامع عمرو بن العاص الأثري بمحافظة دمياط ثاني أقدم مسجد في مصر وأفريقيا، والذي بناه الصحابى الجليل المقداد بن الأسود بعد فتح مصر على يد الصحابى عمرو بن العاص، كما يعد المسجد هو أكبر مساجد دمياط من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته ما يقرب من فدان، والتي يقدر إجماليها بحوالى 3240م2.
وظل المسجد ببنائه الدال على عظمة العمارة الإسلامية لعشرات السنين، يؤدى دوره فى استقبال المصلين من كل محافظة دمياط، إلى أن سقطت دمياط فى براثن الاحتلال الصليبى، فتم تحويل المسجد إلى كنيسة يؤدى فيه الغزاة صلواتهم بعد نهب محتويات المسجد وتقطيع المنبر الذى صنع من الأبنوس، وتم إرساله إلى فرنسا كدليل على احتلال المدينة.
شهد جامع عمرو بن العاص بدمياط عدة تحولات، حيث تحول من مسجد إلى كنيسة ومن كنيسة إلى مسجد بضع مرات، فحينما استولى جان دى برين أثناء حملته الصليبية على مدينة دمياط عام 1219م، أقام الفرنجة بالجامع ليلة سيطرتهم على المدينة، وجعلوا الجامع كنيسة، ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م، عاد إلى مسجد مرة أخرى.
وبعد هزيمة لويس التاسع وخروج الصليبيين من دمياط، عاد المسجد إلى سابق عهده، وتم بناء السقيفة التى تتقدم المدخل الرئيسى بالواجهة الغربية وبناء المئذنة على يسار هذا المدخل.